مواضيع اليوم

مصر والعالم العربي ، والفوضى العارمة .

محمد قاسمي

2013-06-28 04:59:48

0

 مصر والعالم العربي ، والفوضى العارمة .

لماذا مصر بالاساس ولماذا العالم العربي بشكل عام؟

مصر التي يعرفها كل عربي من المحيط الى الخليج ، انها القلب النابض للعالم العربي وكل المؤامرات تنهال عليها وعلى شعبها صباح مساء .لذلك  اقرنت مصير العالم بالعربي بما حدث ويحدث في مصر مع أن ما يسمى بالربيع العربي انطلق اساسا من بلد عربي ليس ببعيد وهو تونس ومن خلال اسقاطات بسيطة على الاحداث وتطوراتها هنا وهناك نجد أن الاسباب واحدة والدوافع ذاتها فلماذا تطورت الاحداث لتصل قبيل وبعد الربيع الى ما وصلت اليه الان ؟؟؟

في مصر أو المغرب او تونس وغيرهم لا حديث الا عن الاقتصاد الهش نتاج الظروف التي حالت دون التطوير المنشود في الحياة اليومية للمواطن العربي ، وهي ظروف غير مقبولة وغير مسموح باستمرارها، الفساد القمع الاعتقالات التعسفية سياسة الترويع والترهيب والتجويع والاقصاء المتعمد للطاقات الشابة وحصار المدن والقرى الفقيرة وغياب الامن بشقيه القومي والاقليمي وصولا الى احتقار السلطة بيد الحاكم الاوحد . كل ذالك الظلم والاستبداد ولد ضغط زهاء اربع عقود أو اكثر ، فكان من المنطقي أن ينفجر غضب الشارع وهو ما شكل بداية لما سمي بالربيع العربي الذي لن تنطفئ شرارته لعقد او اكثر . وسنعرف الاسباب في ما سيأتي من تحليل موضوعي وصريح يقبله البعض ويرفضه الاخر .

مرحلة الثورة وما بعدها :

ابان السنوات الاخيرة للثورات وصلت الاوضاع الى الطريق المسدود ، أي لا مجال لاضاعة المزيد من الوقت في الحوار مع الانظمة الدكتاتورية التي نخرها الفساد فاصبحت عاجزة تماما عن تقديم اية حلول واقعية وقابلة للتنفيذ على الارض .فمؤشرات البطالة في صفوف الشباب سجلت نسبة خطيرة جدا تقدر بـ28.3 في المائة بالعام2012

مع توقعات مستقبلية قد تتجاوز 30 في المائة بحلول 2018 أي بعد خمس سنوات . ناهيك عن ارتفاع في معدلات الجريمة وغياب ابسط متطلبات الحياة كالصحة والكهرباء والماء الشروب والسكن اللائق واحقرها كالصرف الصحي وغير . هل ممكن ان يستفر الخوف في قهر صرخة المظلوم ؟؟ هل كان من الممكن ان يقبل الملايين من المواطنين العرب باختلاف لهجاتهم العيش على هامش الحياة ؟؟ هل من واجبنا نحن الفقراء ان نستمر في غض الطرف عن السياسات الهوجاء والوحشية والعيش في سجون كبرى اسمها القرى والمدن المهمشة ودور الصفيح ؟؟ هل كان يفترض بنا جميعا ان نراقب توزيع ثروات وخيرات بلداننا بحشمة ووقار ؟؟ هل كان من المفروض علينا ان نلوح بنعم عند كل استفتاء شعبي ونصرح ان الاحوال بالف الف خير ؟؟ او كان علينا ان نستمر في الاستخفاف بعقولنا عند كل انتخابات رئاسية او جماعية والتصفيق للاحزاب الكرتونية التي لطالما اشترت كراسيها بقطعة خبز أو قنينة بيرة للبلطجية واذناب السلطة المتعفنة ؟؟............لقد جاء قرار الشباب العربي بعد شرارة " محمد البوعزيزي " الذي كان مجرد عينة من ملايين الشباب ضحايا الاحتقار وسياسة التركيع .ثم انطلق الربيع العربي المستمر حتى تحقيق الغاية وهي كرامة الانسان العربي اين ما حل أو ارتحل .

الفوضى العارمة ""

الوضع الراهن :

يعيش الربيع العربي حاليا انتكاسة كانت متوقعة للعقلاء من شباب الثوراة ، فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاب ، فالذين زادو الطين بلة هم المتنفذون داخل الاحزاب السياسية باختلاف ايديولوجياتها وميولاتها الفكرية . فلا شك ان عالمنا العربي يزخر ما شاء الله بالعشرات من الاحزاب السياسية التواقة الى الحكم والسلطة .وتبقى قوة الصراع اليوم بين مكونين رئيسيين من حيث القواعد الشعبية وهما اثنان .

قوى اسلاموية متصاعدة ذات مرجعية دينية .

وقوى يسارية متراجعة ذات مرجعية اشتراكية وعلمانية .

فكلى الطرفين يسعيان بشكل او باخر الى ممارسة شبه غسيل يومي للمواطنين عبر الاعلام . اما المواطن الان فاصبح يعيش : الفصام السياسي " بكل تجلياته جراء تواثر الحرب الاعلامية والتهديدات اليومية بحيث لم يعد هناك اي خبر حقيقي ثابت يستدعي توحيد الرؤى والتعامل معه على نحو يرضي كل الاطراف على اساس التوافق الشعبي والسياسي . فما العمل ازاء حزم الاكاذيب الاعلامية التي تفبرك ليل نهار يتسائل احدهم . ويضل بيت القصيد من يؤيد انظمة ما بعد الثورة على حساب المعارضة ومن يؤيد المعارضة على حساب الانظمة والاجماع الشعبي يرجح فردية صراع مستطيل على السلطة واللاحكم واللامعارضة بخلاصة يبقى الوضع مرشحا للاسوء واللاحل .

مصر والعرب غدا .

هل بامكانا ان نقول ان مرسي هو الاصلح للحكم .

هل بامكاننا ان نقول ان " جبهة الانقاد " هي الحل ؟

هل سيستمر السجال وتضارب الافكار والصراع على السلطة ؟

هل  كان هدف الربيع العربي هو الارتقاء بالفقراء والمحرومين الى حياة الكرامة ، ام كان الهدف هو الارتقاء ببعض الاحزاب السياسية وبعض الاشخاص الى سدة الحكم وكرسي السلطان ؟؟

واذا ما كان التوتر بسبب رفض المعارضة لخوض مصر في معترك الديون الخارجية هل سيستغني عمرو موسى او محمد البردعي عن البنك الدولي والمعونتين الاميركية والخليجية ؟؟

من يا ترى بيده العصا السحرية لحلحلة حقيقية لمشاكل الانسان العربي ؟؟

هل ما تزال تناقضات الربيع بفضاعتها في سوريا لا تسمح بفتح العقول وتضميد الجراح ؟؟

هل تناسينا الجحيم في لبنان ابان جيش" انطوان لحد " وفضاعة الماساة .؟

ختاما هذه رسالتي الى كل شعب مصر ، الى كل عربية وعربي . الى كل الشباب عليكم باطاحة الانظمة الفاسدة واياكم من اطاعة الاحزاب كل الاحزاب . لا تجعلوا لمرسي عليكم سلطانا . ولا تجعلوا للبرادعي او موسى وغيرهم عليكم سلطانا . فكلهم سواء . وهمهم الوحيد ان يتسلطوا على مقدراتكم وعقولكم .

اذا استمر الصراع ولا شك عندي انه سيستمر فسيغوص العالم العربي كله في وحل بغيض . انه وحل الحرب الاهلية من المحيط الى الخليج .فهناك من تل ابيب من يريد ان يحيلها نارا على ساكنيها ومن قال انها فزاعة عليه ان يتذكر " اسرائيل الكبرى "

محمد قاسمي "

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !