إننا جميعا نقدر الشيخ فضل الله ولا نريد له إلا كل خير فهو وأخوته في حزب الله وحماس وبقية المقاومة الفلسطنية كل من تبقى للعرب من كرامة المقاومة للتوسع والهيمنة الأسرائلية في منطقة الشرق الأوسط . الكثيرون يتهمون زعماء حزب الله وحماس بانهم عملاء لأيران وهذا فيه إجحاف بحقهم ودورهم في المقاومة العربية . فعلاقتهم بأيران لها ما يبررها فهس الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا زالت تقف ضد إسرائيل وتتحمل في ذلك ضغطا وحصارا من الغرب . كما أنها الدولة الوحيدة التي تمدهم بالسلاح والعتاد وربما المال . كل هذا صحيح لكن مهاجمة الشيخ فضل الله لمصر والحكومة المصرية كانت أكبر خطأ أرتكبه في مسيرة زعامته . فمصر بصرف النظر عن من يحكمها هي أمنا جميعا وأم الدنيا بحق , فهي درع العرب وفخرهم وأملهم ومن واجبنا جميعا أحترام سيادتها . إن دعوة الجيش فيها إلى الثورة و أنشاء وحدة سرية لمساعد الفلسطنيين في غزة من وراء الحكومة المصرية جريمة في حق مصر مهما كانت دوافعها . و من واجب الشيخ فضل الله أن يعترف بخطأه ويعتذر لمصر ويكفر عن ذنبه , ومن حق مصر أن تتابع الجماعات السرية ومحاكمة أفرادها . لكن على الحكومة المصرية أن تعفو وأن لا تجعل من هذا التصرف الخاطئ مشكلة سياسية لتفتيت الصف العربي أو إضعاف المقاومة ضد إسرائيل . أن مصر برغم إختلاف العرب مع بعض حكامها هي فوق كل أعتبار . وأنا من جيل تعلم وتغذى وطنية في مصر وعاشت قريبة من قلبي حتى وانا بعيد عنها أدعو لها بالأزدهار والقوة والسداد . المصريون يشعرون بعزة تاريخهم القديم والحديث ورغم أن مصر في حاجة للعرب فهم قوتها ومنهل إقتصادها وبهم تزداد عظمتها وسمعتها ومكانتها الدولية, إلا أن المصريين دائما يعتبرون العرب بدوا متأخرين وهم الحضرالمتقدمين. ويصرف النظر عن كون العربي متحصلا على اعلى الشهادات من هارفرد الأمريكية أو أكسفورد الأنجليزية أو السربون الفرنسية فهو في نظرهم دائما ذلك العربي البدوي الطيب المتعجرف الاقل مكانة منهم ( وكلمة الطيب بالمعنى المصري البسيط المغفل ) . والأن كلما زرت مصر نجد كل من سائق التاكسي وموظف الفندق يعاملني ويدعوني شيخ العرب الطيب كأني قادم توا من صحراء سيناء أو الصحراء الغربية . أنا وأعتقد غيري لا نغضب من هذا التصرف الأستعلائي الناتج عن أسباب كثيرة , اهمها تجمع الثروة في يد العرب وعز على المصريين أن يضطر كثيرون منهم الاعتماد على العرب في رزقهم وشعورهم بالهوان كعزيز قوم دل . وهذا في الحقيقة شعور نفهمه نحن العرب ولن يغير من رأينا فيهم لأن مصر ليست للمصريين وحدهم فهي بلادنا جميعا نحبها ونحب شعبها , وسلوك الحكومات المصرية ليس من مسئولية العرب فشعب مصر العظيم ادرى بها. وأن واجب العرب أن يوجهوا كل إستتمراتهم وإمكانياتهم المالية إلى مصر ومساعدتها على التغلب على مشاكلها الأقتصادية فهي مصدر عز العرب بين الأمم ونريد لها القوة لتلعب دورها القيادي في المنطقة فقوتها وتقدمها من قوة العرب وتقدمهم ولن تخدل مصر قضية عربية عادلة أو تتخلى عن واجبها العربي المقدس.
التعليقات (0)