مواضيع اليوم

مصر والجزائر ...معركة كروية وسياسية بذهنية داحس والغبراء ...توثيق معظم ما كتب

عندما انهزم الفراعنة في السودان! ..

بقلم: فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
الخميس, 19 نوفمبر 2009 09:59


حينما انتهت مباراة مصر والجزائر بالتعادل في كل شيء في القاهرة ، تقرر إقامة مباراة فاصلة بينهما في السودان ، وتم ذلك بعد أن أجرى الفيفا قرعة كروية حول مكان إقامة المباراة التاريخية وعندها اختارت مصر السودان بينما اختارت الجزائر تونس ومن ثم شاءت قرعة الفيفا أن يكون السودان موقعاً للمعركة الكروية الفاصلة بين العملاقين الكرويين العربيين الإفريقيين!
ولعل الأجواء التي سبقت المباراة كانت في غاية الغرابة ، فقد اختلط حابل الدين بنابل الرياضة وصدرت فتاوى دينية كروية مصرية تضع المتعصب الكروي في مصاف المحارب أو قاطع الطريق بينما نافستها فتاوى دينية كروية سودانية تحرم على السودانيين تشجيع الفريق المصري أو الجزائري باعتبار أنه لا يجوز شرعاً للمضيف أن ينحاز إلى أحد ضيفيه بأي حال من الأحوال!
كذلك تسارعت وتيرة الحرب الإعلامية الغوغائية وتصاعدت مناوشات التصريحات العدائية من قبيل (سيكون استاد القاهرة مقبرة للجزائريين) وتعقد الموقف الأمني إلى أقصى درجة إثر اعتداء أشخاص مجهولين على حافلة اللاعبين الجزائريين في القاهرة واعتداء المشجعين الجزائريين الغاضبين على مقر إحدى الشركات المصرية في الجزائر، ولعل محاولة السودانيين إشاعة الروح الرياضية بين الفريقين المتنافسين قد تلقت لطمة كبرى حينما رفض رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم مصافحة أحد المسئولين الرياضيين المصريين!
ولعل التسيس الرياضي لهذه المباراة قد بلغ منتهاه حينما نشر أحد الإعلاميين الرياضيين الجزائريين مقالاً مفاده أن الجزائر تحترم سيادة السودان على كافة أراضيه ولا تقبل الاعتداء عليها بأي حال من الأحوال وهي إشارة جزائرية للبيب السوداني مفادها: لا تشجع مصر لأنها تحتل حلايب السودانية!
بل أن التاريخ قد تداخل مع الرياضة بصورة مريبة فقد تطير أحد أصدقائي المصريين من حكم جزيرة سيشل وراح يلعن سنسفيل الحظ الذي يأبى اختيار الحكم من خمسة وأربعين دولة أفريقية كبرى بينما يقع اختياره على حكم جزيرة سيشل تلك الجزيرة التي لا ترى بالعين المجردة ، وحينما سألته عن سر تحامله على جزيرة سيشل المسكينة قال لي: ألا تذكر أن الانجليز قد نفوا إليها قائد الثورة المصرية سعد زغلول!
ولهذا لم يكن يوم 18/11/2009 يوماً عادياً بأي حال من الأحوال ، لا بالنسبة للمصريين ولا الجزائريين ولا السودانيين ، فقد اتجهت أنظار الفيفا وكل العرب وكل الأفارقة نحو استاد المريخ بأمدرمان لمشاهدة الموقعة الحربية الكروية الحاسمة المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا لعام 2010 بين الفراعنة وثعالب الصحراء!
قبيل المباراة ، قدم تلفزيون جمهورية السودان أغنية رياضية للفنانة ندى القلعة التي توشحت بألوان العلمين المصري والجزائري بغرض كسب ود الضيفين الكرويين وتلطيف حدة مشجعيهما فكان ذلك تداخلاً عجيباً بين الفن والرياضة! ثم تناقلت كل الفضائيات العربية خبر سوداني عاجل مفاده أن حكومة السودان قد قامت بتكليف خمسة عشر ألف شرطي لحفظ الأمن الكروي في امدرمان خوفاً من اندلاع حرب رياضية بين مشجعي الفريقين!
أما المباراة نفسها فالحديث عنها ذو شجون رياضية ، ولعل كل من شاهد المباراة بعيون محايدة يخرج بتحليل رياضي مفادة أن المباراة كانت مباراة الحسابات المعقدة بإمتياز بل ثبت من خلال مجرياتها أنها كانت مباراة حراس مرمى في المقام الأول فقد تواجه الحارسان العملاقان الحضري وفوزي واستبسل الأسدان في الدفاع عن عرينيهما إلا أن قذيفة المدافع الجزائري عنتر يحى التي لا ترد قد جعلت من استاد المريخ السوداني مقبرة لأحلام المصريين في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا ، وفي نهاية المطاف لا يملك أنصاف العقلاء إلا أن يقولوا لمجانين كرة القدم إنها مجرد مباراة من تسعين دقيقة ولا بد أن تنتهي بفائز وخاسر فهاردلك للفراعنة ومبروك لثعالب الصحراء التي انتزعت بمكرها الكروي بطاقة التأهل المونديالي من المصريين وحرمتهم من الفوز في الميدان السوداني الذي كانوا يعتقدون لأسباب جغرافية بحتة أنه حديقتهم الخلفية الآمنة التي لا يُمكن أن يُهزموا فيها بأي حال من الأحوال!


فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
 

 

 

حديث المدينة
عثمان ميرغنى

 

العالم السفلي..!!


في الوقت الذي اشتعلت فيه الحرب بين مصر والجزائر.. حرب أسوأ ما فيها أنها نزلت لأدنى مستوى في الشعبين.. بسبب كرة القدم.. وتفرج العالم كله – بما فيه إسرائيل – على "الحميمية" العربية.. في مثل هذا الوقت.. وبالتحديد قبل أيام قليلة نُشر تقرير أُطلق عليه "تقرير شنغهاي".. هو تقرير دولي يحظى باحترام وصدقية كبيرة.. يقيس القيمة العلمية للجامعات في كل العالم.. التقرير يرصد أفضل (500) جامعة على نطاق العالم أجمع.. في كل الأعوام الماضية لم تدخل جامعة عربية واحدة في التقرير.. في هذا العام دخلت جامعة واحدة هي جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية ( رقم 402).. أتعرفون كم جامعة إسرائيلية دخلت في التقرير.. في قائمة أفضل (500) جامعة في العالم .. ست جامعات عداً نقداً.. 6 جامعات إسرائيلية تحتل الترتيب 65 ، 115 ، 116 ، 152 ، 303 ، 304 في القائمة الدولية. أكثر من (300) مليون عربي.. في مقابل (6) ملايين إسرائيلي.. (22) دولة عربية.. في مقابل نصف دولة إسرائيلية.. (400) جامعة عربية لا ترتقي لمستوى جامعات العالم.. بينما (8) جامعات هي كل جامعات اسرائيل تدخل منها (6) قي قائمة أفضل الجامعات في العالم.. وفي الشط المقابل.. تموت الشعوب العربية في مباريات كرة القدم.. وتحترق العلاقات الثنائية.. وتتشنج الأوصال الشعبية العربية حتى النخاع.. بسبب الرياضة.. لا جدال مثل هذا الواقع العربي – الواقع أرضاً – يفرز في النهاية هذه الصورة المأساوية.. التي نشهدها في فلسطين.. فبينما تتصارع الجماهير العربية في كرة القدم.. تلقي السلطة الفلسطينية في رام الله بآخر يأس لديها.. وتقول على استحياء أنها ستطلب من الأمم المتحدة الموافقة على دولة فلسطينية من جانب واحد.. ولا انتظار لموافقة إسرائيل.. وترد عليها إسرائيل.. بأن أي خطوة أحادية فلسطينية.. سترد عليها بخطوة أحادية إسرائيلية.. واللبيب بالإشارة يفهم، بل و(يُفحم).. عبارة تقصد أن تقول للسلطة الفلسطينية "أنظر حولك" لتعرف من أين تتلقى مرتبات موظفيك.. وبترولك وماءك الذي تشربه وطعامك الذي تأكله.. بل والدواء الذي تتعالج به.. قبل أن تفكر في إعلان دولة.. واقع ولا أوقع منه أرضاً .. الرياضة في وطننا العربي صارت بديلاً منطقياً لحالة الـ(لا) تعبير، التي تخيم على الضمير العربي.. إحراق للطاقة الكامنة في الإنسان العربي الذي أدرك أن صوته لا يجب أن يرتفع إلا في جنبات الاستاد.. تثور الشعوب وتفتك ببعضها. . الشعب الجزائري ضد المصري.. وغداً السعودي ضد الكويتي .. ثم اللبناني ضد السوري.. وتتصعد المنتخبات العربية للمونديال على جثة النخوة العربية، ثم لتخرج من الجولة الأولى في المونديال.. ألم يئن جرد حساب العالم العربي.. وتصحيح المسار؟ ألم يئن أن ندرك أننا نسير في الاتجاه الخطأ.. وأنه لو قامت القيامة بعد مليون عام فستجدنا لم نقم بعد من مقامنا السفلي..
التيار
19/11/2009

---------------------------------------------------

مـداد
مباراة « اللعب بالنار»
اسماعيل ادم


نتيجة المباراة صارت جزائرية. ألف مبروك للاشقاء في الجزائر، وقد رمت النتيجة على عاتقهم مسؤولية كبرى، وحملاً ثقيلاً: تمثيل الدول العربية في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا. وبالصوت العالي، نقول للاشقاء في مصر«هارد لك»، فقد أدى الكل في مصر شعباً وحكومة ولاعبين وحسن شحاتة دوره، ولكننا في كنف لعبة ها هي قوانينها وشروطها: إما غالب أو مغلوب. وليس هناك أبلغ مما يقال في مثل هذه المواقف من المثل السوداني:«الجايات اكتر من الرايحات».
ولكن هناك فساداً في التشجيع ساد البلدين: مصر والجزائر، ما يرتب على المسؤولين في البلدين، مهمة كبرى، في مقبل الايام، تعنى باعادة الماء المسكوب الى الجرة، مرة اخرى. حق مشروع ان تكون بين مصر والجزائر خصومة كروية، تستمد طاقتها من غريزة المنافسة الشريفة، وفي اطار قوانين وشروط اللعب المدورة. بدون تلك الخصومة المشروعة تصبح اللعبة «مسيخة»، في احيان كثيرة. ولكن تلك الخصومة خرجت من اللعب بالكرة المدورة، وتسللت بعيداً، وداخل حدود «اللعب بالنار».شتان بين الاثنين. بين مصر والجزائر من خصومة في ميدان اللعبة المدورة، قدم نوعا جديداً من الخصومة بين الدول، بدلاً من ان تطال تداعياتها السفارات والدبلوماسيين والمسؤولين في البلدين، من ملاحقات طرد واستدعاء، وممارسات من هذا القبيل، الضالع في الشأن الرسمي، قدمت لنا خصومة خطيرة بين الشعبين..بل «فظيعة».مسؤولون في البلدين، حكوميين ورياضيين هم سبب «الوجع»، أو هم أول الأسباب في تطور الأمور بين الشعبين الشقيقين، الى هذه الدرجة من السوء الشعبي، وليس الرسمي. هناك من يحمل الاعلام المسؤولية، وهذا حديث ينطوي على كثير من الوجاهة،كان بعض الاعلام «محطات وقود»، تمد الساحة بين الدولتين بلوجستيات الاشتعال، ولكن الاعلام كان، في الغالب، ينضح بما يبوح به هؤلاء المسؤولون من أحاديث وأقوال، وتلويحات واشارات. المسؤولون في البلدين ظلوا، وحتى ما بعد المباراة،يدلقون الزيت على الارض الساخنة، عبر تصريحات مبطنة، تشير بأن الحكاية، في الأصل، «حرب»،من يقتل فيها شهيد،أو عبر أفعال موحية بأن الحكاية«قلع بالضراع»، وليس لعباً، لابد ان تنتهي جولاته مهما طالت، بغالب أو مغلوب،أو مثل الحياة دول!
مجموعة من الاخوة المصريين يحملون الاعلام المصرية، ويهتفون بحياة مصر وفريق مصر، من مسار في الشارع بالخرطوم، وعلى المسار الآخر مجموعة من الاخوة الجزائريين يحملون الاعلام،ويرسلون هتافات تمجد بلد المليون شهيد، وترفع فريقها الوطني عنان السماء، ويحدث اللقاء على الهواء الطلق،وكان ذلك اللقاء العابر، فقط، كفيلاً بخروج أي طرف من مساره والدخول في المسار الآخر، لتندلع «حرب البسوس» بين الطرفين، لكم وعكم وحصب. للاسف. ويسألك مصري في شوارع الخرطوم:هل انت جزائري، وبمجرد ان تقول نعم، فالويل لك.وجزائري يسأل المصري: هل انت مصري، وقبل ان تكمل جملتك بنعم، تكون قد رأيت «نجوم القايلة»، أي نجوم منتصف النهار، بأم عينيك. للأسف. مجرد اعلانك عن جنسيتك، فأنت عرضة لكل نيران«العدو»، وكل أسلحته، غير ان الدولة السودانية، بمكوناتها المختلفة،استطاعت ان تدير الأمور بكفاءة ومسؤولية عالية، وعدالة متزنة، ابطلت البارود المعبأ،في القاهرة والجزائر، وأعادت المارد الى قمقمه، والسيف الى غمده. فقد دخل الطرفان، المشحونان، مسبقاً،لخوض «حرب البسوس» في استاد المريخ،دخلا الاستاد بسلام، وحضرا المباراة بسلام، وخرجا بسلام،وعادا الى بلديهما بسلام، وهذا يكفي. أما الشرطة السودانية، فقد نالت الفوز، هي الرابح الاكبر..


----------------------------------------------

 

استراحه
(رداحات القنوات المصرية).. وكربلاء الخرطوم!!
ضياء الدين بلال

أصدِّقكم القول، كنت من المتحمّسين جداً للفريق المصري، وهو يُواجه الجزائر باستاد المريخ بأم درمان - لا داعي لذكر الأسباب فهي كثيرة - وكنت أستاء جداً من سماع أو قراءة ما أشتم فيه مزاجاً معادياً للمصريين.. إن كان ذلك داخل السودان أو خارجه.. ولكن من الأمس إلى اليوم، عرفت كيف يسهم بعض الإعلاميين المصريين، من طالبي الشهرة عبر معابر الإثارة الرخيصة، والبطولات الزجاجية، في كسب وجر كثيرٍ من الكراهية والعداء لشعبٍ يستحق كل الود ووافر الاحترام.
الطريقة التي تعاملت بها (قناة النيل المصرية) ومقدم برنامج (تحت الضوء) إبراهيم حجازي مع مباراة الخرطوم التي جمعت الفريقين المصري والجزائري وانتهت بانتصار الأخير.. تُعد من أفضل النماذج المهنية في حقل الإعلام.. من حيث احتوائها على كل الأخطاء والخطايا التي يُمكن أن تقدّم لطلاب الإعلام، كدروسٍ وقائية، تحصن ممارستهم الإعلامية من بعض أمراض المهنة..!
هذا الممثل الفاشل (حجازي) ظل لمدة أكثر من أربع ساعات في تلفزيون رسمي يُروِّج لأكاذيب مختلة الحبك، ضعيفة المضمون.. ترد فيها معلومات مُتناقضة.. كل معلومة تفترس الأخرى.. والمقدم ثقيل الظل، ضعيف الإحساس يحاول أن يسند تلك الأكاذيب بشهادات ركيكة السرد من ممثلات (نصف كم)، وبعفوية مُتكلِّفة، في مرة يشاغل فريق البرنامج بعبارات طائشة، وفي أخرى يرسل إيحاءً بفدائيته في الصبر كل هذه الساعات، دون أكلٍ أو شربٍ.. فيقوم بحركة درامية أمام الكاميرا، حيث يتناول على الهواء مُباشرةً قطعاً من البسكويت، ويروي بطولاته الشخصية في حرب أكتوبر..! كل ذلك لا يعنينا فيالهزيمة التي لحقت بالفريق المصري - الذي كنا من المتعاطفي شئٍ. ولكن أن يبلغ به (الابتذال) حد الاستخفاف بالشعب السوداني، فذلك ما يستحق عليه الزجر..!
ن معه - هزيمة عادية، يسهل التعامل معها بمنطق الرياضة القائم في الأساس على جدلية الغالب والمغلوب.. ولكن لأن المباراة حملت حسابات خارج المستطيل الأخضر، ورحلت إليها فواتير لا علاقة لها بكرة قدم، لذا تم التعامل مع الخسارة فيها بدرجة عالية من الحساسية، جعلت أمثال حجازي (ومين أديب؟) يسرفوا في استخدام الألعاب النارية وصراخ الرداحات، لتمر هذه الهزيمة بكل ما تحمل من «أجندة مجهضة» دون أي فحص أو مراجعة.
لكل فرد أن يعتقد في نفسه وفي دولته ما يشاء من العظمة.. ولكن يجب ألاّ يتم ذلك باستصغار الآخرين.. لا أحد يجادل في عظمة مصر ولا في تاريخها.. ولكن في المقابل لا يوجد شخص سليم الوطنية والوجدان يرضي - لمثل حجازي هذا - أن يضع سُمعة شعب كالشعب السوداني في صناديق القمامة..!
الذي يستمع لبرنامج الرجل يظن أن ما حدث بعد نهاية المباراة كربلاء ثانية لم ينجو منها أحد.. وليس تعرض عربة أو اثنتين خرجتا من خط السير المحدد لهما دون إخطار الجهات المختصة وتعرضهما لقذف بالحجارة..!
السلوك مُدان بكل المقاييس، ويجب على (فيفا) أن تُحاسب عليه الفريق الجزائري، ولكن ذلك لا يبرر ما قيل في حق الجهات المنظمة، التي لم تدخر جهداً في حماية البعثتين اللتين كانت ترتيبات مأكلهما ومشربهما ومسكنهما وأمنهما تتم من داخل مجلس الوزراء..!
بإمكانك ان تسيئ لفرد.. ومن حقه أن يصفح عنك.. لاعتبارات تخصه.. ومن حقك أن تهاجم حكومةً ما.. ومن حقها أن تهمل ذلك لمصالح ترتجيها.. ولكن أن تسيئ لشعبٍ فذلك لا يُغتفر. لأنّ للشعوب ذاكرة مضادة للنسيان..!

--------------------------

ما وراء الاخبار
الفقي وعفيفي.. باي باي
محمد عبد السيد


الفقي وعفيفي.. باي باي
نسبت صحيفة الجمهورية القاهرية الصادرة أمس الى وزير الإعلام المصري تأكيدات بأن «الرئيس محمد حسني مبارك مهتم شخصياً بإنهاء أزمة إعتداء الجماهير الجزائرية على المصريين في السودان».
وأضافت الى هذه الفقرة مباشرة قوله أي الوزير: إذا لم تكن السلطات السودانية قادرة على حماية المصريين في الخرطوم فإنها سترسل لهم من يحميهم هناك.ومضت الصحيفة شبه الرسمية التي يُعِّين رئيس تحريرها «محمد علي إبراهيم» مجلس الشورى الى القول: «وكانت سلطات المطار قد رفضت دخول المصريين الى المطار بحجة عدم وجود طائرات لإعادتهم لمصر، وقد اعتدى رجال الأمن في المطار على عدد من المصريين الذين حاولوا دخول المطار فأصبحوا بذلك بين فكي الرحى، أمن المطار والجماهير الجزائرية». انتهى الإقتباس.واضح الركاكة في الصياغة ولا تعليق. ولكن بالعودة الى الإفادات المنسوبة للفقي فهي إما أن تكون غير صحيحة وهذه مصيبة مهنية أو أنها صحيحة فتصبح كارثة سياسية ودبلوماسية تدمر عملاً دؤوباً أشرف عليه الرئيس حسني مبارك شخصياً.. فسواء كان الفقي أو الصحفي المجهول الذي أعد هذه الإفادات فإنهما بجهل فاضح يضعان الرئيس مبارك في وضع حرج وينسفون في ذات الوقت جهوده الشخصية للإنتقال بالعلاقات بين البلدين الى وضع طبيعي على الأقل.
وباعتبار أن الفقي قد أدلى بهذه التصريحات التي لم تجد تكذيباً صريحاً فإن هذا التهديد «سنرسل لهم من يحميهم هناك» يدل على افتقاد الإتزان السياسي الذي اشتهر به المسؤولون المصريون، وعلى ان الرجل لا يعرف شيئاً عن استراتيجيات بلاده التي أرساها الرئيس الراحل محمد أنور السادات «لن يحارب جندي مصري واحد خارج أرض مصر». ويؤكد انه لا صلة له بالملف السوداني ولا استشار قبل ان ينزلق الى هذا الحديث غير المسؤول خبيراً في الشؤون السودانية، ومن الواضح ان «الفقي» أراد التغطية على عدم تمكن الفريق المصري لكرة القدم في الحصول على بطاقة التأهل لكأس العالم بصرف الأنظار نحو قضية وهمية، فبدا كمن خرج من حفرة ليقع في حفرة بئر. ويبدو أنها عميقة لن يخرج منها الرجل الذي حاول الإيحاء ان الرئيس نفسه يقف وراء خطرفاته. ويبدو أن المسؤولين عن الصحيفة لا يقلون عنه غفلة في معرفة المنحنى الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين ففي وقت أحجمت فيه الأهرام عن نقل أقوال الرجل غير المسؤولة أفردت له هذه الصحيفة التي ترأس تحريرها في يوم من الأيام رجل أصبح رئيساً لجمهورية مصر حيزاً في صفحتها الأولى.إن أية تبريرات أو إعتذارات لن تزيل حالة الغضب التي اجتاحت عدداً كبيراً من السودانيين الذين أكد عددا منهم أنه سمع هذا الفقي بأذانه من احدى الفضائيات وهو يطلق ترهاته هذه. بالضرورة فإن هذه التصريحات حشرت حلفاء مصر السياسيين الطبيعيين والجدد في زاوية ضيقة.وإذا كنا اعتبرنا تصريحات الفقي كارثة، فالكارثة الأكبر ما نسبته صحيفة اليوم السابع لسفير مصر في الخرطوم عفيفي عبدالوهاب الذي قال: «جارٍ إرسال قوات خاصة الى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية بعدما تعرضوا لإعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية عقب إنتهاء المباراة».وقال السفير المصري لإذاعة الشباب والرياضة إن المشجعين المصريين تعرضوا لإعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية بشارع الجمهورية، مضيفاً أن هناك بعض الإصابات بين الجماهير المصرية.وأكد السفير أنه على إتصال دائم بالجهات المعنية كافة في الحكومة السودانية لحين وصول القوات الخاصة المصرية بعد إتصالات الرئيس مبارك والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهورية لإبلاغ الرئاسة السودانية لسرعة التحرك للسيطرة على الموقف المحتدم.ما هذا يا رجل.. قوات خاصة؟!هل البلدان في حالة حرب؟ أم هو تهديد أجوف من شخص لا يقدر حجم مسؤولياته الدبلوماسية ولا ينظر الى مدى رذاذه.. وهل ما تعرض له المشجعون المصريون أسوأ مما تعرض له العاملون المصريون في الجزائر على خلفية هذه المباراة؟
أشرف لك ان تغادر هذه البلاد وتعتزل العمل الدبلوماسي فأنت لا تصلح له أبداً وأنا شخصياً لا أستبعد ان تستدعيك الخارجية المصرية قبل السودانية سفيرها «المحترم» في الخرطوم لإستفساره عن خطرفاته، ولكن ليبقى في منزله.أما السيد الفقي الذي أساء الى الرئيس مبارك قبل ان يسيىء الى السودان فمصيره معروف، وسيغادر موقعه في التعديل الوزاري المرتقب.لا يدرك الرجلان حتى الآن حجم السلاح الذي ملكاه بكل بساطة للساعين بالعودة بالعلاقات بين البلدين الى تسعينات القرن الماضي وليتهما نزلا الى شوارع الخرطوم حيث لا يستطيع أي شخص مهما أوتي من الشجاعة ان يذكر اسم مصر بالخير.إن أسفي الشخصي هو ان مصر أصبح يتولى المسؤوليات المهمة فيها أشخاص يفتقدون الى الكياسة وإلى البصيرة النافذة من أمثال الفقي وعفيفي ومحمد علي إبراهيم.. ابن مين محمد علي إبراهيم؟العزاء على استحياء طبعاً أن الفقي قد يحتل المركز الثالث بين المتحدثين الرسميين في مصر «رئاسة الجمهورية، الخارجية» أما ناقلو الكفر فهم في ذيل قائمة التوزيع والمشاهدة..


الراى العام
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !