مواضيع اليوم

مصر والجزائر ...حرب كروية بذهنية داحس والغبراء .....للتوثيق

لا اكتب كثيرا فى الرياضة الا فى مثل هذه الاحداث الكبرى التى نشاهدها هذه الايام بطريقة داحس والغبراء التى استنهضها الاعلام المصرى او بعضه فى الحقيقة وطغى على الجميع وتاثر به الجزائريون واستفادوا منه بالنصر اخيرا وهم اهل صحراء وجبال تستفزهم ابسط الكلمات وتخلق منهم اسودا كاسرة ..
الخطا الاول فى هذه المعركة الجاهلية التى ارجعنا مرجعيتها الى داحس والغبراء يعود فى المقام الاول الى اخطاء واضحة ارتكبها الاعلام المصرى والذى حاول ان يخلق من لاعبيه اسودا ونمورا وافبالا كاسرة يفترس بهم اخوانه الجزائريين باستنهاضه للتاريخ والسياسة والدين والفن ولادب والثقافة وبدلا من حصد نتيجة ايجابية كما اعتقد كانت النتيجة سلبية ومحبطة بالطبع للشعب والجماهير المنقادة التى اعتقدت وصدقت اعتقادها ان كل ما خلا مصر باطل ..
الشخصية المصرية شخصية جادة تحب النجاح ووتكره الفشل وتخاف منه... وخوفها من الفشل دائما ما يسبب لها الفشل نفسه وهذا ما حدث اليوم فى مباراة مصر الجزائر التى تحنط فيها الفريق المصرى وشدت اعصابه بالشحن الزائد الذى كانت نتيجته عدم التحرك بالصورة الايجابية التى اعتاد عليها الناس منهم فالخوف من الهزيمة اتى بالهزيمة بسهولة وهذه هى الشخصية المصرية التى نعرفها ويجهلها كثير من اولئك الذين وجهوا الاعلام نحو الفريق بهذه الصورة التفاخرية التى كانت تزاود على الجزائرين بالتخلف والتصرفات الهوجاء ..

فى الجانب الاخر للشخصية الجزائرية الصحراوية الجبيلية الجادة والشجاعة ... وهم اصحاب مهارات جسمانية وفنية عالية مقابل القوة الجسمانية للمصريين والتى تعتمد على اللياقة والتعاون داخل الملعب ..

اهل الصحراء من البدو كعادتهم لا يحبون التفاخر والحديث عن النفس ويعتبرونه عيبا اضافة للتربية الصوفية والادب الصوفى الجزائرى الذى تربوا عليه ..كانت كل كلمة تخرج عن اجهزة الاعلام المصرية بمثابة نبض شحن ايجابى لهمم الجزائريين الذين يكرهون بطبعهم حديث التهويل والمبالغات فى القول والعمل فكان استثمارهم الوحيد لهذا الخطا المصرى هو عنصر النصر الاول ..
لهذا شىء طبيعى ان يجد الفريق الجزائرى تشجيعا من اغلب السودانيين لقرب الطبائع التى وجدت التعاطف من اغلبهم ... لهذا تجد اغلب المثقفين السودانيين هم مع الجزائر بل قل المثقفين العرب حتى المصريين منهم ملوا الطريقة التى وجه بها الاعلام المصرى بها رسالته فى هذه المعركة وهو الاعلام القوى والرائد فى المنطقة ..
وهكذا تحولت كرة القدم الى جانب عنصرى عندما يتم تكرار كلمة العرب وممثل العرب الى اخر الكلمات التى تنطلق خطا فالرياضة لا تعرف العنصرية وهى معيار للعطاء....
فادخال الدين والعنصرية الجنسية ضد مبادئها بلا شك لهذا لانرضى ان تكون منطلقات اعلامنا الرياضى وممارساتنا لها بذهنية داحس والغبراء التى رايناها بالامس فى القرن الواحد وعشرين
مبروك للفريق الجزائرى وهاردلك للفريق المصرى والرياضة اصلها غالب ومغلوب وهذه قاعدتها وهى سلوك اجتماعى وحضارى راقى لا ديماجوجية اعلامية وجماهيرية فارغة ..

أن المباراة كانت مباراة الحسابات المعقدة بإمتياز بل ثبت من خلال مجرياتها أنها كانت مباراة حراس مرمى في المقام الأول فقد تواجه الحارسان العملاقان الحضري وفوزي واستبسل الأسدان في الدفاع عن عرينيهما إلا أن قذيفة المدافع الجزائري عنتر يحى التي لا ترد قد جعلت من استاد المريخ السوداني مقبرة لأحلام المصريين في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا ، وفي نهاية المطاف لا يملك أنصاف العقلاء إلا أن يقولوا لمجانين كرة القدم إنها مجرد مباراة من تسعين دقيقة ولا بد أن تنتهي بفائز وخاسر فهاردلك للفراعنة ومبروك لثعالب الصحراء التي انتزعت بمكرها الكروي بطاقة التأهل المونديالي من المصريين وحرمتهم من الفوز في الميدان السوداني الذي كانوا يعتقدون لأسباب جغرافية بحتة أنه حديقتهم الخلفية الآمنة التي لا يُمكن أن يُهزموا فيها بأي حال من الأحوال!

 

ذهنية داحس والغبراء استنهضت ايضا الاخوان المسلمين الذين ظهروا هذه المرة برؤية المصلحين استغلالا للسوق الكروى التى وفرها حيث وفرت قناة الجزيرة للقرضاوى وعباس مدتى فرصة للادلاء برايهم وكانما الشعبين المصرى والجزائرى من جمهور الاخوان المسلمين ولكن لايرضيان ان تمر هذه المناسبة د
ون ان يكون لهما الراى طارحين انفسهما هنا كبديل ..
لقد ادخل الاخوان المسلمين الدين فى السياسة وهنا يريدون الانطلاق لداخل ملاعب الكرة ايضا وراينا منذ فترة نرى الركوع داخل الميدان والاخوة المصريين مثلما اتوا لنا بهذا التنظيم المدمر والذى بانت معالمه بعد ان حكم فى السودان وفى غزة يريدون تخريب كرة القدم ايضا بهذه الشكليات الدينية وادخال الدين ايضا فى الرياضة ..وحاول اخوان مصر ايضا تبنى ابوتريكة المهاجم المصرى والايحاء بان نجاح هذا اللاعب الحريف انما تم لانتمائه للجماعة ..شوفوا بالله الاستكراد واللعب على الدقون وصل لحدى وين ؟ ..

وكنت كتبت هنا عن محاولات الاخوان المسلمين فى السودان بعد الانقلاب عندما انشاوا وزارة التخطيط الاجتماعى وادعوا حينها انهم يريدون صياغة الانسان السودانى فصدرت الاوامر بان تكون كل النشاطات فى السودان مؤصلة بالدين حتى المناشط الرياضية وكتبت عن ذلك الاجتماع الشهير الذى عقده نائب والى الخرطوم وفتها برؤساء الاندية بالخرطوم والذى شرح فيه كيفية تاصيل الرياضة ..
ومن ضمنها ان اللاعب عندما يحرز هدفا لابد ان يركع ركعتين شكرا لله بدلا عن الرقص ... فتصدى له احد الحاضرين متسائلا ولو شاط الكرة وطلعت اوت يسب الدين يعنى ..؟ فاحم صاحبنا ذو العقلية الانقاذية الاتجاه واحد ولم يستطع الرد ..
هذه مظاهر من مظاهر ادخال الدين فى السياسة واتمنى ان يبتعد الاخوة المصريين عن هذا الاتجاه الخطر الذى لا علاقة له بالرياضة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !