مصر والجزائر .. من يصل للنهائي على حساب الآخر ؟
"رمسيس الرابع" .... هل يتمكن غـدا من رقاب بني سعـدان أم تبتلعه رمال الجزائر المتحركة؟؟؟ ..... يوم لك ويوم عليك قد يكون الحل الأفضل .. .. ولكن ضربتين في الرأس توجع
تأبى الظروف إلا أن يعاد لقاء مصيري في منافسات كرة القدم بين مصر والجزائر ولم تمضي على جراح لقاء أمدرمان بالأمس القريب كثير حين تأهلت الجزائر لنهائيات المونديال على حساب مصر.
ومنذ ذلك اللقاء والإعلام الرياضي المصري والجماهير ورئيس الإتحاد لايفتأوون يطالبون بالثار والنار تغلي في صدورهم والقلوب ......
وعلى الرغم من أن المصري يتراوح ما بين نوبي وصعيدي وبدوي وفلاح ... إلا أنه إبن سهل منبسط في الأغلب الأعم يشرب ويسقي من ماء الفراديس ويمتاز بسعة الصدر . لكن له حسابات معقدة فيما يتعلق بجوانب ما يرى أنه يمس كرامته ... وينفرد أهل الصعيد منهم بعادات وتقاليد وظاهرة الثأر للدم والعرض وفق ما هو معروف لدى العرب كافة.
والجزائري من جهته هو إبن جبل وصحراء شرس في مقاومته ولا يعرف سبيلا للمهادنة إذا جرى إستفزازه والتقليل من شأنه والإعتداء عليه أو معاملته بإسلوب غير كريم... وهو في كافة مشاعره وردود أفعاله لا يختلف عن غيره من العرب.
وفي نهاية الأمر فإن كلا الشعبين المصري والجزائري هما جزء عزيز من جسد الأمة العربية والإسلامية ويترتب لهما بذلك حقوق كثيرة معنوية مبدئية يراعيها غيرهم من العرب عند التعامل معهم وهما في كفتي ميزان واحد وعلى قدم المساواة.
وعن ما جرى في إستاد المريخ بأمدرمان قبل وبعد مساء 18/11/2009م فإن كافة شهود العيان من الأجانب وأهل السودان الرسميين والشعبيين والعوام ينفون بشكل قاطع وتام حدوث أية خروقات وتجاوزات جديرة بالرصد من جانب مشجعي الفريقين تجاه الآخر ، ويثمنون للأمن السوداني ثمرات جهوده الإستثنائية المضنية للخروج بذاك اللقاء بسلام بدءاً من القدوم وإلى حين مغادرة الأشقاء عائدين إلى ديارهم .
الآن نحن أمام لقاء أصعب داخل أراضي دولة أجنبية غير عربية. وحتما سيكون وقع هذا اللقاء وتبعاته بحجم زلزال بدرجة 7.5 على مقياس ريختر ..... وحيث لم تعد النتيجة من الناحية التنافسية الكروية تهم وتقلق العرب بقدر ما يجب الإنتباه إلى أن نتيجة هذه المباراة لاشك أنها ستشكل مرحلة مفصلية في العلاقة الدبلوماسية وعلى أرفع المستويات بين البلدين والتي يمكن أن تصل بكل سهولة إلى مرحلة سحب السفراء وإغلاق السفارات لفترة أو تخفيض التمثيل الديبلوماسي إلى اقل درجة ، فقد بلغ السيل الزبى منذ لقاء أمدرمان ولن يمر لقاء الخميس القادم هكذا مرور الكرام ، فالمباراة لا تحتمل نتيجتها التعادل وهي إما غالب أو مغلوب وهذا هو مربط الفرس .
والملاحظ أن كافة أنظار العالم تقريبا ستتوجه نحو أنغـولا لتراقب ما يحدث ليس شغفا بكرة القدم وإنما للرغبة في الشماتة على العرب والتشفي لدى البعض أو حب الإستطلاع لدى البعض الآخر على اقل تقدير ....
والملفت أن السلطات الأنغولية وتحسبا لما قد يحدث من إنفلاتات فقد وضعت لهذه المباراة أهبة إستعدادها واجتمعت بسفراء البلدين والجهاز الإداري لكلا الفريقين بهدف الإطمئنان على أن يخرج اللقاء باقل ما يمكن من شغب في حالة وصول أعداد غفيرة من مشجعي الطرفين من بلادهما للمؤازرة ومشاهدة المباراة في داخل الإستاد.
وفي حين أن نتيجة المباراة تهم أبناء البلدين مصر والجزائر ؛ فلن تكون لأحد من العرب الرغبة في أن يحابي أحدهما على الآخر . ولكن يهمنا جميعا أن تخرج المباراة في النهاية بشكل يشرف العرب ويصون سمعتهم ويعلي مكانتهم في عيون الغير ، لأن التناوش والتهاوش بين أبناء الأمة العربية الواحدة لن نجني منه جميعا سوى الاحتقار وإستهتار الآخر بنا وبقضايانا لأننا شئنا أو ابينا ينظر لنا العالم بمنظار واحد .
التعليقات (0)