مصر والجزائر .. ماذا بعد ...؟
لاشك ان ماألت اليه الامور السياسية والاجتماعية والاعلامية بين مصر والجزائر أمر يندى له الجبين ، وتعتصر له القلوب اسى وحسرة ، ولكن ماحصل قد حصل ولسنا هنا بصدد تكرار رواية الاحداث التي مرت فقد باتت معروفة للجميع وتناقلتها كل وسائل الاعلام المختلفة من مرئية ومسموعة ومقروءة . واقول هنا ان معظم العرب لايقبلون ابدا بما حدث واقصد الفتنة طبعا والتي اضحكت علينا اسرائيل اكثر مما كانت تضحك ، حتى ان زعماء اسرائيل الان يعيثون بالارض المحتلة فسادا جهارا نهارا دون ان يلتفتوا لردود فعل العرب خاصة بعدما شاهدوا منهم ما يريحهم ويطمئن قلبهم فيما جرى بين مصر والجزائر بسبب مباراة رياضية ، وللنظر الى القرارات التي تتخذها اسرائيل الان من هدم وتشريد واحتلال تدريجي للاقصى والذي اصبح كالحا مكشوفا بعد نتائج المباراة الشهيرة ، فالعربي الان اصبح عرضة لاي حادث طارىء كان او مبيت ومخطط له ، ولا اعرف انا ولا غيري من المراقبين والاعلاميين لماذا كل هذا الشغب وتلك الفتنة من اجل كرة قدم لا اكثر ؟ واذا سلمنا ان ما حدث قد حدث وان الاصل في الامر طيش الطائشين وشغب المشاغبين الذين لايدركون عاقبة اعمالهم الا اننا نقف عاجزين عن التفسير ازاء من يحاولون باقلامهم صب الزيت على النار واشعال الفتنة اكثر مما هي مشتعلة ، فالفتنة الان بين دولتين عربيتين عريقتين كبيرتين ، وانا كواحد من العرب لا اجد فرقا بين المصري والجزائري فهما اخوان وجيران ، ولا اخفي سرا اذا قلت ان هذا هو حال جميع العرب ازاء الازمة فهم وقفوا عاجزين حتى عن التفسير ؟ فنحن بالطبع نحب مصر ونحب الجزائر ولا نستطيع ان نرى مصريا او جزائريا يضرب او يهان من اجل لا شيىء ، ولهذا علينا كاعلاميين تحمل مسؤولياتنا الجسيمة في واد الفتنة واعادة الامور الى ماكانت عليه من محبة ووئام وذلك من خلال ايضاح حقيقة الامور للناس والحقيقة دائما هي اننا جميعا اخوة وشقائق ولا فرق بيننا وماحدث كان سحابة صيف او غيمة شتاء وانصرفت ، فبدل ان يكتب فلان وعلان افتتاحيات هنا ومقالات هناك تشتم وتلعن وتنتقد وتهين كان الاجدر ان نساهم باقلامنا هذه في وأد الفتنة نهائيا ، ليرجع الجزائري الى مصر أمنا والمصري الى الجزائر مطمئنا ولنعتبر ان ماحصل كان سحابة ومحاولة للفتنة ولانعطي من خلالها مجالا للمرجفين لاستثمارها وتحويلها الى عواصف ورعدوبرق ،واقول بكل صراحة انني كعربي سوري لا اجد فرقا بين الاثنين واحبهما معا ولا املك الا قلمي والدعاء حالي في هذا مثل حال كل الشعوب العربية والاسلامية ، فلتعد يد المصري بيد الجزائري ولنطوي صفحة الماضي القريب وليأخذ الكاس من ياخذه وعفا الله عما سلف
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)