مواضيع اليوم

مصر والجزائر الى أين

زين الدين الكعبي

2009-11-20 14:22:02

0

                                       

                                                                                     مأساة ملعب هيسل

 

الى أين يريد المسؤولين في العزيزتين مصر والجزائر أخذ الأمور  ؟ . ولمصلحة من هذا التصعيد غير المبرر حتى بعد انتهاء المباراة بيومين .

أستدعاء سفراء وأجتماعات سياسية ورياضية . وأحتجاجات رسمية ومظاهرات مطالبة بسحب السفراء . بل أن الصحف والقنواة المأجورة أياها أقحمت الشقيقة الأخرى السودان بالموضوع بعد المباراة مباشرة ، محملة أياها خسارة المنتخب المصري ، والأغرب أن الصحف الجزائرية أقحمت جميع العرب بالموضوع لتحاول تأجيج مشاعر الجزائريين ضد الأمة العربية جميعها من المحيط الى الخليج ؟! .

فقد قالت صحيفة الفجر الجزائرية في عمود "نقطة نظام" بقلم سعد بوعقبة أن "كل العرب، إلا من رحم ربك، اصطفوا خلف الفراعنة لسبب لا نعرفه" !!. ولا أعلم من أين أتى بو عقبة بهذا الكلام .

قد يكون كلام بوعقبة مفهوما بأعتباره صحافي مرتزق لا يتورع عن كسب أموالا محرمة عبر أشعال الفتن بين الأشقاء . ولكن ما اللذي يبرر تصعيد الأمور من قبل سياسيين كبار وهم اللذين مهنتهم السياسة . أي مهنة أحتواء الأمور بالمفاوظات والكلام السياسي المنمق .

نقل موقع اليوم السابع  الألكتروني عن جمال مبارك نجل الرئيس المصري وصفه للجمهور الجزائري الذي حضر المباراة في الخرطوم بأنهم "مرتزقة".

ونشر الموقع صورة لفتاتين مصريتين ترفعان ملصقا كتب عليه "نطالب بترحيل السفير الجزائري وكل جزائري من مصر" وتحته كلمة out of Egypt باللغة الانجليزية.

فهل هذا كلام يمكن تقبله من أمين لجنة السياسات في الحزب الحاكم ؟.

أود أن أعقد مقارنة هنا بين المسؤولين من الساسة والرياضيين الأوربيين ونظرائهم من العرب في ظروف أشد بمئات المرات مما حصل في البليدة والقاهرة وام درمان .

كلنا يذكر مأساة ملعب هيسل اللتي قام بها الهوليجنز من الجمهور الأنجليزي ضد الجمهور الأيطالي . ولمن لا يعرف عن هذه المأساة .ففي 29 مايو 1985 توفي 39 مشجعاً إيطالياً نتيجة انهيار حائط في هذا الاستاد الشهير في بروكسل ببلجيكا . وكان مشجعو ليفربول قد أصابوا مشجعي يوفنتوس بالرعب قبل بداية المباراة بساعة . وتحولت السخرية والشتائم والهتافات المناهضة بين الجمهورين إلى سيل من الصواريخ النارية والحجارة . ولم يكن العدد القليل الموجود من رجال الشرطة قادراً على منع مشجعي ليفربول من الاعتداء على الإيطاليين الذين حاولوا الفرار بأعداد كبيرة مما تسبب في انهيار الحائط عليهم وتسبب في هذا العدد الكبير من الوفيات. 

وكانت هذه الكارثة هي قمة أعمال العنف في كرة القدم الأوروبية في ذلك الوقت ومنعت الأندية الإنجليزية على أثرها من المشاركة في البطولات الأوروبية حتى أوائل التسعينيات. ولكن بعد هذا الحادث المروع ماذا كان تصرف المسؤولين البريطانيين ؟ . لنتذكر معا .

قالت مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك بعد هذه المجزرة بيومين فقط رداً على قرار الإيقاف عن المشاركة في البطولات الأوروبية: (يجب أن ننظف اللعبة من الشغب في ملاعبنا المحلية وبعدها من الممكن أن نكون قادرين على العودة للمشاركة في البطولات الدولية).

وقال كيني دالجليش نجم فريق ليفربول السابق (كرة القدم ليست مهمة كذلك وما من مباراة تستحق ذلك.. ولم يكن مشجعو يوفنتوس في حاجة لإلقاء الطوب ولم يكن مشجعو ليفربول في حاجة للرد ولم يكن المشجعون من الفئات الأخرى في حاجة للمشاركة بهذه المهزلة).

وكانت عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات قد وقعت على 14 من مشجعي ليفربول مع إيقاف التنفيذ لنصف المدة على كل منهم وذلك بعد إدانتهم بالقتل الخطأ خلال المحاكمة التي جرت في بلجيكا عام 1989واستغرقت خمسة شهور.

بينما كيف تصرف ساستنا في أحداث المباريات الثلاث بين مصر والجزائر .

قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في تصريحات بثتها قناة "العربية" الليلة الماضية إن الرئيس مبارك غاضب ومستاء مما حدث. 
ووصف د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أحداث العنف التي وقعت في السودان بغير المسئولة وأنها تبتعد عن أي روح رياضية.  وشدد في حديث خاص لإذاعة صوت العرب أنه إذا ما اعترفت الجزائر بالخطأ وأكدت حرصها علي عدم تكراره فإن الأمور ستحل. أما إذا صعدت الجزائر فلا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون رد الفعل من جانبنا أعنف مما اتخذناه حتي الآن. 

 وقدم نواب في البرلمان المصري طلب إحاطة لوزير الخارجية عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لرد كرامة المصريين التى أهدرت على يد «بلطجية الجزائر فى السودان»، حسب التعبير اللذي جاء في الخبر.

كما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر تعليق عضويته في اتحاد شمال أفريقيا للعبة الذي يرأسه رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة،

ما اللذي كان سيحدث لو أن الوزراء والمسؤولين الرياضيين في البلدين قد ترفعوا عن المكاسب المادية والشخصية وقاموا بعد المباراة مباشرة بالاجتماع معا واصدار بيانات شجب وادانة للنفر القليل من الجمهور غير المسؤول اللذي قام بأعمال فردية غير لائقة هنا وهناك . وماذا لو أصدروا بيانات تأكيد على عمق العلاقات الأخوية اللتي تربط البلدين الشقيقين بدلا من هذه الخطوات المصرية المحزنة واللتي يقابلها صمت جزائري رسمي مستفز وتجاهل لما يقوم به نفر دنيء من مرتزقة الصحافة ، قد يفسران على أنه رضى رسمي  .

التعصب الكروي معروف في جميع بلدان العالم . والتعصب الأعمى والدموي على أشده في أوربا .وما انتقال هذه الظاهرة الى ملاعبنا العربية ألا تقليد أعمى من ضمن التقليد اللذي ابتلي به شبابنا لكل ما هو سيء في الحضارة الغربية . متناسين أن هذه الأمور غريبة على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا . وما حصل قبل وبعد المبارياة الثلاث بين جمهور الفريقين الشقيقين لم يرقى ابدا الى ربع ما يحصل من عنف في ملاعب اوربا . ألا أن الفرق هو في تصرف وأقوال الصحف والساسة والمسؤولين الرياضيين في أوربا واللذين تصرفوا بكل نضج سياسي . وتصرف مسؤولينا اللذين أصبحوا يزايدون على بعضهم بالوطنية والقومية حتى في مباريات كرة القدم . حيث الدعاية الأنتخابية لكرسي الأدارة والأتحاد والرئاسة حاضرة في الأذهان . والمصيبة أن الجميع يعرف أن الأنتخابات العربية بأنواعها هي تمثيليات لا تحتاج الى مثل هكذا مزايدات تجر المصائب على الشعوب اللتي لديها من المصائب ما يكفيها وزيادة .

 

http://arabic.cnn.com/2009/middle_east/11/19/egypt.algeria/index.html

http://www.akhbarak.net/articleview.php?id=1654835

 http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=233919

http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/mar/20/sp6.htm

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات