لقد أعلنا وفاتنا يوم أن سلَّمنا بإرادتنا أوراق "لعبة" السلام للولايات المتحدة لذلك علينا ألا نلومها علي "تلاعبها" بدولنا المشلولة والقعيدة والتي هي أقرب للجثث الهامدة ، وعلينا ألا نتعجب من الطريقة التي تلاعبنا بها . فها هي - يا حبة عيني - تبدي أسفها علي - مجرد - توقيع إتفاق إستئناف رحلات الطيران بين مصر وإيران ، رغم تعجبنا وتساؤلنا جميعا عن سر ذلك التباعد الغير مبرر بين الدولتين رغم الروابط والمصالح المشتركة بينهما. فالشهر الماضي قامت مصر بتسيير رحلات طيران لجوبا في جنوب السودان ولم تبدي واشنطن أسفها لذلك .
ولم نري أسف واشنطن مثلا عن ذلك التعاون الضخم بين ربيبتها إسرائيل وبين دول تعتبر منافسه ومعادية لواشنطن مثل روسيا والتي تتعاون معها إسرائيل إقتصاديا وعسكريا وتصدر إسرائيل لروسيا أسلحة متطورة ، والأسف الأمريكي واضح أنه أسف مغمور بالعشم بين حبايب ورغم ذلك لم نري صديقنا الإستراتيجي في واشنطن يدعو الدولة العبرية لعدم تهريب أسلحة للمناطق الساخنة التى تهمنا في أفريقيا ومطالبتها بعدم اللعب في المناطق التي تمس الأمن القومي المصري في الصميم . ولم نري من ذلك المحب الإستراتيجي وقفة جادة وضمير حي يمنح العرب حقوقهم المشروعة ، ورغم أن الدول الغربية
وعلي رأسهم واشنطن يتعاونون ويعقدون الصفقات سرا وعلنا مع إيران وهذا حقهم ولكن عندما تمارس مصر نفس الحق يبدأ الأسف (!) ، ورغم أن الدول الخليجية تتعامل مع إيران وتقيم علاقات مميزة معها وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة رغم الخلافات بينهما ، ومع هذا فعلى ما يبدو ما زالت مصر إماراتية أو خليجية أكثر من تلك الدول الخليجية .
والواضح أن مشكلة الشرق الأوسط لن تحل طالما أصبح إستقرار كراسي الحكم أهم من مصالح الشعوب ، وكراسي الحكم لن تستقر وتصبح أبدية إلا بوجود عدو مثل إسرائيل ، وكذلك إسرائيل لن تقتات وتعيش متماسكة وفي الرفاهيه الإنتهازية والمتسلقة إلا بوجود أعداء يجلسون بالتزوير علي كراسي حكم أبدية ، ولهذا فإسرائيل تعمل كمسمار له إستخدامين فهو يقوي كراسي الحكم الأبدية ووقت اللزوم يتبدل بسرعة ليصبح شوكة في ظهر الجالس عليه ، فعلي ما يبدو أن الجميع يبحث عن عدو لذلك فالحل يكمن في الديمقراطية .
التعليقات (0)