مصر في ذكرى ثورتها
مرت ذكرى الثورة المصرية في 25 يناير / كانون الثاني بسلام فخصوم النظام لم ينجحوا في الحشد والنزول إلى الشارع والميادين , القبضة الأمنية الحديدية وإحكام الرقابة على النقاط والمحاور الرئيسية والحيوية بمصر قد يكون سبباً في منع ثورة جديدة أو على الأقل منع حدوث حِراك شعبي ذا قابلية جماهيرية , القبضة الأمنية لا تستطيع منع حدوث ثورة أو حراك شعبي بل قد تؤخر العمل الجماهيري أو تحرفه عن مساره , لو أن القبضة الأمنية تمنع حدوث ثورة لمنع الرئيس السابق حٌسني مبارك اندلاع الثورة وأصابها في مقتل , لو أن القمع الأمني والعسكري للحراك الجماهيري الشعبي يحول دون اندلاع ثورة لما ثارت شعوب ضد أنظمة حكمت شعوبها بالقبضة الحديدية كالشعب الليبي واليمني والسوري والروماني الخ ..
الأنانية السياسية والفكرية داء الوطن العربي العٌضال , الحريات والعدالة والحقوق والمشاركة الشعبية وسيادة القانون والبطالة والتنمية والاستبداد الخ عوامل دفعت بالمجتمعات للخروج وإطلاق شرارة الثورة والتمرد , اليوم وبعد خمسة أعوام على الربيع العربي أدركت المجتمعات أن طريق الثورات محفوفٌ بالمخاطر إما أن يٌفضي لقيام دولة فاشلة أو موت سريري و كوارث دموية , تعقل وعقلانية لكن يجب أن تٌدرك الأنظمة الحاكمة بالوطن العربي أن الشعوب ستتخلى في ليلةٍ وضحاها عن تلك العقلانية فمواصلة الطغيان والقمع والاستبداد وغياب العدالة والحريات وسقوط الكيانات والقوى السياسية بوحل الصراعات السياسية وإقصاء أطراف سياسية عن المشهد والتحايل على رغبات الجماهير عوامل ستٌحفز العقول المتعقلة على التمرد والتخلي عن المثاليات وتتحرك في طريق الشعب يٌريد إسقاط النظام !.
التنمية والمشاركة الشعبية والتسامح والتعايش والتعددية بمفهومها الواسع والحوار والمصالحة السياسية قيم وحقوق تغيب عن المشهد العربي خاصة في بلاد ما بعد الربيع العربي , غياب غير مقبول ويجب أن ينتهي ويزول فالمجتمعات ستخرج مرة أخرى إذا شاهدت العربة ترجع إلى الخلف , الحلول الأمنية لا تكفي فهي " الحلول الأمنية" كالمٌسكن يٌخفف الألم لكن لا يقضي عليه أبداً وهذا ما يجب أن تٌدركه الحكومات العربية سواءً التي خرجت من رحم الربيع العربي أو التي تظن نفسها أنها بمأمن من ذلك الطوفان الجماهيري .
التعليقات (0)