تخطو مصر بخطى متثاقلة نحو التنمية الشاملة رغم عوائق التمويل وتراكمات الماضي الإقتصادي والسياسي التي القت بضلالها على حياة المجتمع المصري إقتصادياً وسياسياً, مشروع قناة السويس الجديد الذي طالما أنتظره المصريون بصبر فارغ بات حقيقة فالقناة والمنطقة المحيطة بها ستصبح مركزاً تجارياً وصناعياً وسكنياً هاماً بالشرق الأوسط وستكون إضافة لمصر إستراتيجياً وإقتصادياً . ينتظر المصريون مشاريع تنموية تنتشل الإقتصاد المصري من الهاوية وتعيد آمل مفقود في حياة كريمة مكتملة أركانها بفرص عمل وسلع غذائية مدعومة وأسعار بمتناول الجميع , التنمية مطلب المصريين كغيرهم من شعوب العالم ولا يمكن للتنمية أن تخطوا إلى الأمام دون مناخ سياسي وأمني مستقر وذلك تحدٍ يواجه السلطات المصرية المتبوءه عرش السلطة وعرش أحلام المصريين , توفر المناخ السياسي المستقر لا يكون الإ في ظل دستور وطني يأخذ في إعتباره تشجيع الحياة السياسية وصيانة حق التداول السلمي للسلطة وتشجيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار الوطني وحماية مدنية الدولة التي هي مطلب المجتمعات وبضلها تتحقق الحرية والعدالة والتعايش والبناء والإستقرار , المناخ السياسي المستقر يحقق الأمن فالإستقرار السياسي والإستقرار الأمني وجهان لعملة واحدة ولا يمكن فصل مناخ عن آخر ولكي يتحقق الإستقرار السياسي يجب البدء بالإصلاح السياسي الشامل الذي هو مطلب المصريين منذ ستون عام فالإصلاح السياسي يعني تحقيق حياة حزبية مستقلة وصيانة الحريات السياسية بقوانين واضحة وإبعاد المؤثرات المضرة بالحياة السياسية عن المشهد السياسي كإستغلال الدين والطائفة في الصراعات السياسية أو إستغلال الفقر لتحقيق نصر إنتخابي أو إستغلال طموحات وأحلام وتسخيرها كشعارات تستنفذ وقتما يتحقق للمستغل طموحة السياسي والمؤثرات المضرة كثيرة لعل أشدها خطراً ما يمس وحدة الوطن وتماسك مجتمعه كالعزف على أوتار دينية أو مذهبية أو طائفية مقيته , لا يمكن للمشهد السياسي أن يستقر في ظل وجود مؤثرات وغياب واضح لمعارضة حقيقية وطنية تأخذ في إعتبارها مصلحة الوطن والمواطن , فأي بلد تخلو منه المعارضة يصبح كالمزرعة بلا راعي , والمعارضة بمصر بمختلف إنتماءاتها وقفت بصف المواطن في حراكه في الماضي والمواطن المصري يترقب الإنتخابات البرلمانية القادمة التي ستكون محطة إستكمالية لخارطة الطريق التي توافق عليها المصريون بعد أن رفضوا مشاريع كادت أن تهدم مصر الكيان ومصر الإنسان تلك المحطة ستكون محطة إختبار حقيقي للمعارضة المصرية التي أصابها الترهل وباتت محل إنتقاد الجماهير المصرية , إختبار يجعلها في حالة صراع وتأهب شامل تلملم نفسها وتعيد صياغة برامجها بما يتناسب مع خارطة الطريق وطموحات المجتمع المصري بكافة مكوناته المتطلع لدماء شابه تقود دفة العمل السياسي ! الإصلاح السياسي والإصلاح الإقتصادي مرتبطان ببعض وكذلك الإصلاح التنموي الذي يمثل بداية فعلية لأي خطوة إصلاح في مجال الإقتصاد بمعناه الشامل والواسع , عجلة الإصلاح السياسي والإقتصادي والتنموي والثقافي والإجتماعي والديني أيضاً بحاجة لوعي من السلطة الحاكمة وبحاجة لتكاتف من المجتمع ومؤسساته المدنية المتمثلة في الأحزاب والصحف ووسائل الأعلام والمؤسسات الدينية بمختلف توجهاتها الدينية والمذهبية والنقابات والجمعيات فمصر لا ينقصها الوعي قدر ما ينقصها التكاتف والعمل الجاد لإستكمال متطلبات ثورة الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو التصحيحية . مصر تسير بطريق طويل نحو التنمية والإستقرار رغم محاولات الإبطاء التي تفتعلها بعض الفئات المحسوبة على النسيج الإجتماعي والسياسي المصري تلك المحاولات تتمثل في إفتعال عمليات عنف وإرهاب وترويع تحت بنود شعاراتية وتنظيمات حركية ذات توجهات غير وطنية وغير شريفة , يدرك الجميع أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل لكنها ستبطي العجلة وتعمق الجراح وتستنزف الوقت والجهد في محاربتها فكرياً وأمنياً وهنا لابد من فتح آفق أوسع للحوار وترك القول الفصل للقضاء ليقول كلمته النهائية في من يسعى لتعكير الجو العام وإفساد حياة المجتمع بحوادث إرهابية لا تمثل الإ من وجهها وحرض على تنفيذها ونظر لها وأيدها في الظلام الدامس .. المواطن العربي ينظر لمصر بعين ملؤها الأمل في أن تخطو نحو التقدم والإزدهار والتنمية والإستقرار السياسي والحياة المدنية والإصلاح الشامل الذي يبدأ بالشأن السياسي وينتهي بالشأن الثقافي المترهل والكرة الآن بملعب السلطة الحاكمة ومؤسسات المجتمع المدني التي حمت مصر من الإنهيار والتأكل من الداخل ولا ننسى المواطن المصري والمواطنة المصرية فهما حجر الزاوية في المرحلة القادمة ؟ حمى الله مصر وشعبها من كل مكروه . أمـــــــــــــــــــــــــين
التعليقات (0)