الشعب المصري لايزال غاضبا من تأهل الجزائر إلى المونديال ، ورغم محاولات التهدئة من عقلاء الطرفين إلا أن وتيرة الأزمة متصاعدة ، ووصلت حدود قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، بعد جولات ماراتونية لسفرائهما ووزراء خارجيتهما !..
وفي قراءات لما (بين سطور) الأحداث ، تبقى (قصاصات) مهمة أخفاها (التهويل) الإعلامي (اللاحضاري) ، وأغفلتها ألسن أقلام (السفسطائيين) الذين حاولوا جاهدين (إخفاء الشمس بالغربال) ! .. لكن الحقيقة لاتحتاج إلى تحليلات مزعومة ، ولا إلى قادة موجِّهون ومتحكمون بالتوجهات ، ولا إلى إسقاطات لإخفاء النقص (الطبيعي) لو بقي على طبيعته ، ولو لم تعبث به أيدي (الأشرار) الذين عرفوا منذ الأزل كيف يحولون : (الكائن البشري الجميل إلى وحش شرير) ..
فما حصل ، ومالايزال حاصلا بين مصر والجزائر ليس بالأمر (الطبيعي) بالمفهوم (الإنساني) ، وليس (بالطبيعي) بحكم إنتمائهما العربي ، ولا تاريخهما المشترك ، بل إن مجريات الأحداث فضحت تراكمات قديمة و (معتقة) بين الحكومتين ، هي ليست وليدة الرابع عشر من الشهر الجاري ، ولا الثامن عشر منه ، وتبين أن الحسابات بين [سياسات] البلدين أكبر من (نتيجة) لقاء كروي ، وأكبر من (تعداد) لمشجعين مشاغبين (تفاعلوا) مع الحدث (أكثر من اللزوم) ..
وبالعودة إلى (قصاصاتنا) نجد أن إسرائيل (إنفلتت) من بين مجريات الأحداث ، وأظهرت (تعاطفها) مع (الأمة العربية) بمقالات ومنشيتات صحفييها في شارعها الإعلامي ، الذين كانوا يدعون (أشقاءهم) العرب إلى التروي وحل الخلافات بينهم بالعقلانية ففي النهاية تبقى مجرد (مقابلة كروية) ؟! ..
طبعا إسرائيل ليس غرضها تشجيع (التناسل) العربي ، ولا هي متيمة بسواد عيون العرب ، بقدر ما كان موقفها ساخرا بشكل (ألطف) من سخرية العرب ببعضهم البعض ! .. فسخرية إسرائيل كانت متعمدة لأنها تريد أن تعكس لنا صورتنا العربية (المشوهة) ، وكأنها تقول لنا :(أنظروا أيها العربان كم أنتم جهلة وغوغائيون ، وأضعف من أن توقفونا عن إغتصاب شرفكم وأراضيكم) !.. ولم تنتظر قياداتها مرور الأزمة لتقدم إثباتاتها ، فقام رئيسها بزيارة مصر وأكد (من وسطها) بحقهم في العيش بسلام ، وأكد على ضرورة تصفية (العالم الإسلامي) ؟! ..
زار (شمعون) مصر واستقبل من حكومتها وشعبها بالورد و(بالأحضان) ، وتناسى الجميع إستقبالهم (لإخوانهم) الجزائريين بالشتم و(بالحجارة) .. هي نفسها الحجارة التي يرشق بها أطفال فلسطين الجنود (الصهاينة) ؟! ..
زار (شمعون) مصر وأكد في حضور (الملك) حسني مبارك العلاقات الوطيدة بين مصر وإسرائيل !.. ليؤكد لنا جميعا مكانة اليهودي ومكانة الجزائري لدى المصريين .
ــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)