مصر بين السادس من أكتوبر
والخامس والعشرين من يناير
تتجلى عبقرية الشعب المصري العظيم في عبقرية المكان وعبقرية الزمان . فأما عبقرية المكان وهو الموقع الجغرافي لمصر التي تتوسط الشرق والغرب بل والشمال والجنوب كما أن إنبساط الأرض المصرية منذ بداية التاريخ وتوسط مناخ مصر وجريان النيل في وسط مصر من الجنوب إلى الشمال جعل الشعب المصري شعبا مؤمنا بوحدانية الله لما لاقاه من نعم الله التي تعم مصر في كل مكان على أرض مصر . وثبات المناخ وتوسط حرارة الجو صيفا وشتاء جعلا المصري ومنذ عهد الفراعنة يميل إلى السكون والثبات فكانت الزراعة هي مهنة المصري القديم، ثم وبعد توالي الغزوات على أرض مصر أصبح المصري يبني جيشا قويا يدافع به عن مصر وأرض مصر. ومنذ بداية التاريخ لم يكن المصري غازيا أو فاتحا لأي بلد بل إنه كان ناقلا للحضارة والعلوم لكل بلد دخلها وفتحها سلما لا حربا، وهكذا كانت عبقرية المكان من أهم مفاتيح الشخصية المصرية من إيمان وتوحيد بالله وثبات وعزيمة في الدفاع عن أرضه وسلام مع كل جيرانه . وأما عبقرية الزمان في الشخصية المصرية في أنه دائما مسالم صبور يتحمل إلى أقصى حدود التحمل حتى يبدو وكأنه شعب لا يثور أبداً ولكنه في الوقت والزمان المحدد يثور ثورة كبيرة تأتي كفيضان النيل فتخلع كل من أمامها. وهذا ما نستقرئه من تاريخ مصر في كل العصور ففي البداية وعند تشرذم المصري القديم وتفكك مصر إلى دويلات قام المصري (مينا) بتوحيد مصر مرة أخرى وعودة الأمن والأمان إلى مصر. ثم وبعد سنوات عديدة وعندما استقر الهكسوس الغزاة في مصر قام المصري (أحمس) بطرد الهكسوس وعادت مصر الحضارة والتاريخ. وتمر السنوات وبعد حروب كثيرة من جيران مصر مهددين أرض مصر يقوم المصري (رمسيس الثاني) بطرد الحيثيين من مصر ومطاردتهم حتى حدود سوريا ونشر الأمن والأمان في ربوع مصر. وتمر آلاف السنين وعندما احتل الصليبيون فلسطين مهددين مصر وأمنها قام والي مصر (صلاح الدين) فحرر القدس وانتصر على الصليبيين ونشر السلام في ربوع مصر وكل البلاد المجاورة. وكذلك عندما هدد المغول الدولة الإسلامية قام والي مصر (قطز) فانتصر على المغول ونشر السلام في ربوع مصر. وتمر السنون ويأتي والي مصر (محمد على) فيبني أكبر أسطول بحري وينشئ دولة إسلامية كبيرة على أرض مصر وينشر السلام في كل المنطقة. وتمر السنون ويأتي المصري (أنور السادات) وينتصر على إسرائيل ويحرر سيناء في موقعة كبيرة (حرب العبور 73) وتمر السنون بمصر ويأتي الشعب المصري ويسانده الجيش المصري العظيم فيسقطا نظاما فاسدا كاد أن يفتك بمصر وشعب مصر. وذلك في الخامس والعشرين من يناير. وإن شاء الله سوف يعم السلام والأمن ربوع مصر..
إننا وفي يوم ذكرى العبور العظيم السادس من أكتوبر وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ندعو الله أن يحفظ مصر وشعب مصر من كل سوء وأن يعم السلام والأمن ربوع الوطن. آمين آمين.
التعليقات (0)