مصر بين الاداره والتاريخ

مابين مصر الاداريه ومصر التاريخيه

اذا نظرنا الي أي موضوع يتعرض الي مصر سواء كان في مدونه او جريده....الخ نجد ان هناك تباين شديد في موقف البعض من مصر كدوله فهناك من يقدر الدور التاريخي لمصرويحترمها ويجلها ويعطيها قدرها معترفا بفضل مصر وبفضل دورها التاريخي للعرب..
وهناك (وانا معهم) من هو ساخط علي النظام المصري الحالي وعلي سياسته ولكن البعض يمتد سخطه مقللا من الدور التاريخي لمصر وهذا مالا ارتضيه ....
فمن وجهه نظري أعتقد ان هذا التناقض في في تقدير الدور المصري يعود في الاساس الي ان بعض يخلط مابين مصر التاريخيه ومصر الاداريه
مصر الاداريه واقصد بها النظام الاداري السائد وعلي رئسه فرد سواء كان رئيس أو ملك أو فرعون او أي كان المسمي فهذا النظام قد ينتابه مظاهر الضعف او الترهل او عدم تفهم للدور التاريخي لمصر
مصر الأداريه يا اخواني تضعف وتشيخ بل ويتطاول عليها البعض فهذا من وجهه نظري ليس مشكله لان مصر الأداريه هنا متعلقه بنظام اداري وفردي في المقام الاول نظام يفرضه شخص معين مصر الأداريه كشركه كبيره ذات امكانيات هائله ولها مدير قد يحسن ادارتها او يفشل وتوجيه النقد هنا ليس بعيب او مشكله أما مصر التاريخيه فلا احد يستطيع ان يقلل او يجحد الدور التاريخي لها منذ بدء الخليقه وحتي هذه اللحظه أنني لن اتحدث عن مصر سبعه الالاف عاما من الحضاره ومهد الحضاره والكتابه وأول من زرع وحرث وحصد

ولكني اتحدث عن مصر التاريخيه والعرب فمن ينظر في التاريخ العربي والاسلامي نظره حق وانصاف سيجد ان في كل حدث او موقف في تاريخنا العربي كان لمصر دور القائد والمدافع عن العرب والاسلام وحامله اللواء والامثله كثيره جدا سواء كانت في تاريخنا القديم او الحديث فمن منا ينسي الحروب الصليبيه وتحرير القدس فمن تصدي لتلك المهمه واي جيوش زحفت وانتصرت ... نعم هناك من حاول ولا ينكر احد دور القائد عماد الدين زنكي ومحاولته لتحرير القدس والاقصي ولكنه لم يستطيع ذلك لماذا؟؟؟؟ قد تكون العوامل والاسباب كثيره ولكن اهمها عدو وجود مصر واشراكها معه في هذه الحروب (بسبب ضعفها الاداري) وهو ما فطن اليه تلميذه صلاح الدين ومن اجل ذلك ارتحل الي مصر الضعيفه اداريه واستطاع ان يفرض نظام جديد ويعالج اماكن الخطأ وجهز الجيوش وقاد مسيره تحرير الاقصي في واحده من اللحظات الخالده القليله في تاريخنا العربي والاسلامي.....
وهذا ما دعا ملوك اوروبا بعد ذلك الي تسيير حملاتهم الصليبيه الي مصر مباشره لادراكهم ان مصر التاريخيه اذا سقطت وماتت سقط العرب ولم تقم لهم قائمه
وعندما تعرض العرب والمسلمين الي زحف التتار وسقطت الخلافه العباسيه في بغداد وقتل الخليفه العباسي واجتاح التتار بغداد والشام وقبلها ايران وبخاري وسمرقنط وغيرها من المدن الاسلاميه .. فمن حمل هنا رايه الجهاد والدفاع عن العرب والاسلام لتتخيلو لو لم تكن مصر بقياده العظيم سيف الدين قطز فماذا كان سيحدث
سيقول البعض ان صلاح الدين وسيف الدين قطز وغيرهم لم يكونو مصريين وهذا للاسف محاوله للتقليل من الدورالتاريخي لمصر... ان العرب لم تكن فكره الجنسيه كما لدينا الان فقد كانت الجنسيه والهويه الرئيسيه لهم هي الاسلام
فصلاح الدين عراقي كردي وحارب مع عماد الدين زنكي في دمشق وسيف الين قطز ارتحل في البلاد من شرقها الي غربها ولكنهم لم يستطيعو ان يحققو انجازاتهم الا في مصر وبمصر
وفي عصرنا الحديث ستظل تجربه جمال عبدالناصر حتي ولو اختلافنا معه وحوله ولكنه ادرك الدور التاريخي لمصر وحاول تأكيده فلم يكن تحركه ودعمه للدول العربيه والافريقيه الا ادراكا للدور المصري مع جيرانها وعالمها المحيط ومع اختلاف التقييم لهذه التجربه ولكنها ستظل احدي التجارب الفارقه في التاريخ العربي
النماذج كثيره ولكن لا يساع المقام لذكرها ولكني اود ان اقول ياساده ان مصرالاداريه تعجز وتشيخ بل وتختنق بل قد نكرهها ونلعنها حتي
لكن مصرالتاريخيه باقيه قويه عظيمه بمواقفها وحملها لواء العرب علي مر التاريخ ولا ينكر ذلك الا متعصب او كاره لهذا البلد
ياساده مصر الاداريه هي القائمه اليوم ونحن اشدا نقدا لها من أي احد مصر الاداريه اليوم هي عباره نظام عاجز غير مدرك للدور التاريخي لهذا البلد العظيم ولكن العرب ايضا لهم دور في تهميش مصر التاريخيه فالبعض يريد ان يحمل لواء قياده العرب والبعض الاخر يعميه حقدا اعمي عن رؤيه وتقدير مصر التاريخيه......................
ياساده اعلموا ان مصر الاداريه اذا التقت مع مصر التاريخيه تصبح هي المارد الذي لا يصده احد وسيكون في عزها ومجدها عزا ومجدا لكم فادعو الله ان يمن علي مصر بالقائد الذي يحيي مصر الاداريه لتلتقي مع مصر التاريخيه