منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ككيان سياسي موحد تحت راية واحدة والعلاقات بين مصر والسعودية طابعها علاقة الأخ بالأخ فالسعودية عمق مصر الإستراتيجي ومصر كذلك بالنسبة للسعودية , وعلى مدى أعوام تخللتها أحداث تاريخية جسام لم تتأثر العلاقة بين البلدين الشقيقين رغم الفتور وتباين وجهات النظر الإ أن الود والتقارب سيد الموقف وما أن تلبث حتى تنقشع سحابة الصيف بسرعة البرق فاتحة أبواب الخير لكلا الشعبين الشقيقين . مرت بمصر بأحداث تاريخية كبيرة القت بضلالها على المنطقة فمصر قلب العروبة النابض ومختبر الأمة الإقليمي وكل ظرف تمر به ينعكس على المنطقة إن كان سلباً فسلب وإن كان إيجاباً فإيجاب !ومن تلك الظروف ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو التصحيحية التي فتحت ملفات كثيرة وأثبتت للعالم أجمع أن مكانة لمصر لدى السعودية مكانة عالية وخط أحمر لا تقبل السعودية المساومة عليه أو إنهياره أو قطع أواصر الترابط والتلاحم , في تلك الأيام العصيبة التي بينت معدن المصريين الأصيل وبينت للعالم مكانة مصر لدى السعودية غادرت مطارات السعودية قافلة المستشفيات الميدانية التي أمر بها العاهل السعودي لمصر في تلك الفترة الإستثنائية التي مرت بها مصر العربية الشقيقة , ولم تكتفي السعودية بذلك بل فتحت قلبها لمصر ودعمت حراك الشعب المصري التصحيحي المجمع عليه من القوى والشخصيات الوطنية الشريفة التي لم تخطف أحلام المصريين ولم تتاجر بأحلامهم في سوق الشعارات الرنانة وتوجت المواقف بإيفاد نائب الملك ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي واللذان عقدا أول جلسة مباحثات رسمية بين البلدين في العهد الجديد . مواقف السعودية تجاه مصر لا ترتبط بنظام حاكم ففي حالة رغبة الشعب المصري إستبدالة فإن السعودية تقف رسمياً محترمة الخيار الشعبي ولا ينطلق الموقف من دعم نظام لا يريده الشعب بل يرتبط وينطلق من أواصر المحبة والعلاقة الأخوية والنظرة الإستراتيجية , فالسعودية دعمت الأنظمة المصرية المتعاقبة من العهد الملكي حتى حكم مرسي رغم الإختلافات والفروق الأدلوجية والمواقف السابقة الحساسة بين جماعة الأخوان والسعودية فالسعودية أستقبلت الرئيس مرسي إستقبال رسمي وقدمت له الدعم المالي لينهض بمصر ويحقق أحلام الشعب محترمه خيار المصريين لكن الشعب المصري أختار التصحيح لظروف أستوجبت التصحيح وإعادة رسم خارطة مستقبل مصر من جديد وكان الموقف السعودي واضح إحترام إرادة الشعب والوقف بصف مصر في مواجهة الإرهاب وكل ما يمس أمنها وإستقرارها موقف لم يستغربه شرفاء مصر لكنه كان بمثابة الصدمة للعالم الذي طالما راهن على إنهيار العلاقة بين البلدين الكبيرين بمواقفهما وبتاريخهما وبعلاقتهما التي حيرت عقول الساسة. مصر بقلب كل مواطن سعودي شريف , يدافع عن إستقرارها عبر عدم التدخل بشأنها خاصة في زمن الإنفتاح الإعلامي الغير مسبوق , ومصر بقلب العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الذي طالما قدم للعروبة مواقف مشرفة تثبت إنتماءه العربي الأصيل وموقفه من مصر موقف ينطلق من العروبة الصادقة ومن أهمية مصر ومكانتها بالنسبة للسعودية إستراتيجياً وسياسياً وكلمة العاهل السعودي التي وجهها بمناسبة وصول عبدالفتاح السيسي لكرسي الرئاسة واضحة لا تحتاج تفسير فمصر بالنسبة للسعودية أرض العروبة والإسلام وهي قلب العروبة النابض , كلمة من القلب إلى القلب نصائح وحب وإحترام وتقدير بفواصلها خوف على مصر ورجاء بنمائها فإن نهضت مصر نهض العرب أجمع ولذلك السبب هي بقلب عبدالله بن عبدالعزيزالذي يراهن على إستقرار مصر وعلى شرفائها الابرار .. حفظ الله مصر من كل شر ومكروه .. أميــــــــــــــــــــــــــــــــن ....
التعليقات (0)