مواضيع اليوم

مصر اليوم ف عيد

 

مصر اليوم ف عيد

 

أنتهى الأسبوع الماضى المؤتمر السنوى للحزب الوطنى الحاكم فى مصر والذى شهد أرتفاع وتيرة الهجوم على جماعة الأخوان المسلمين بصفة خاصة والمعارضة المصرية الهزيلة بصفة عامة ، فى الوقت الذى أنشغل فيه الجميع بإثارة معركة وهمية حول إتجاة الحزب لتسمية مرشحة للإنتخابات الرئاسية القادمة التى سوف تتم فى عام 2011 !!!
وبينما تركزت حملة المعارضة الهزيله للحديث حول هذه القضية وشحذت الأقلام والصحف والفضائيات الهمة نحو تناول هذه القضية ـ السابقة لآوانها بالفعل ـ ووجد الجميع أنه ليس هناك مادة أخصب من الحديث عن ترشيح السيد/ جمال مبارك لرئاسة جمهورية مصر العربية ، وبينما تستحى قيادات الحزب الوطنى الحاكم عن الإعلان  هذا فى غباء معتاد منها ، بادر أو تفرغ العديد من شيوخ الحزب لمهاجمة كل من تم طرحة من أسماء سواء بإدعاء عدم الكفاءة السياسية أو أنعدام الخبرة أو قصور الذات !!!
فى المقابل كان المشهد أكثر إضحاكاَ للمشاهد ، حيث تتصاعد وتيرة جمع من المعارضين محبى الظهور باشكالهم الطريفة وملابسهم شديدة الأناقة مع رباط العنق المزهر الملون  ضد التوريث !!!
وحتى لا يغضب الجميع ، مسألة التوريث لا تعرفها النظم الدستورية الجمهورية ، أنما هى فى النظم الملكية ، وبدعة تحضيرات الرؤساء لأبناهم فى العالم العربى (والأفريقى حاليا) أنما تتم بمرأى ومسمع ومشاركة شعوب هذه البلدان وصمت يبارك تلك الخطى ويسميها "توريث الحكم" وكأن الحكم شقة أو سيارة ، وليس مؤسسة ضمنها الجيش والشرطة والسياسيين والأمن الوطنى ، والصحف ورجال المال والصناعة والنفوذ وغيرهم حتى وأن كل هؤلاء خاضعين لآمرة شخص الرئيس أو الحاكم ...
وليس هناك أى غضاضة أو تحفظ فى تولى الأبن رئاسة الدولة ، على خطى الأب ففى الولايات المتحدة الأمريكية وصل جورج دبليو بوش لرئاسة أمريكا للمرة الأولى بعد عقدين من ترك والدة رئاستها مرشحاَ بالأنتخاب للحزب الجمهورى...

بعدين يأ أخوانى أبن الطبيب يكون طبيباَ وأبن المحامى يكون محامياَ ، وأبن الرئيس مش مشكلة يكون رئيس ...
الأصوات التى تصدح كل يوم سواء بالفضائيات أو بالصحف المختلفه ، وسواء تبتغى الأصلاح أو الظهور تبيع الوهم والدجل للجمهور المسكين الذى يشارك بالمشاهدة ، وأحيانا ينفعل مع الإداء المسرحى المتقلب بين الكوميديا والتراجيديا المأسوية ...
والمضحك أن تتداول الفضائيات والصحف من باب الدعابة (لايوجد خطأ مطبعى دعابة بمعنى هزل) ترشيح الكثيرين والمجادلة فى أحقيتهم (د. البرادعى مثلا ود. أحمد زويل) ويحمل كلَ منهم الجنسية الأمريكية أضافة للمصرية ومن ثم فلا مجال اصلا لترشحة...
أما السيد/ عمرو موسى سوبر ستار العرب ، فتزكية سيادتة جاءت من الأخ/ شعبان عبد الرحيم فى أغنتية الشهيرة أنا بأكره أسرائيل وبأحب عمرو موسى ، ومسوغ قبوله سياسيا كأمين عام لجامعة الدول العربيه كاف لأعطاء الجماهير دليل على الفشل المسبق ، فالجامعة العربية بفضل سيادته منظمة أقليمية لاصوت لها ولا صدى سوى التكالب على قسمة الوظائف وتعيين الأقارب والمقربين ، وكثرة السفر والترحال وحضور الفاعليات أبتداء من جلسة الجمعية العامة ، مروراَ بلجنة حقوق الأنسان ، ومهرجان أبو ظبى السينمائى الدولى ، أما أدائها السياسى فلم تنجح فى أى أختبار أو واسطة أو حتى أداء مهنى مشرف كواجهة دبلوماسية للعرب  فقط نجحت فى التصريحات النارية ...

والطبيعى أن يترشح السيد جمال مبارك ، عن الحزب الحاكم ومنطقى ، فهو على راس قيادات هذا الحزب ، يعنى الحزب الوطنى هيرشح عضو فى الوفد مثلا !!!

وهو من هذه الزاوية أفضل من يمثل الحزب لأسباب كثيرة ليس منها أسباب السيد الأستاذ الدكتور/ مفيد شهاب الذى استبعد جميع مواطنى الشعب المصرى لعدم الكفاءة وأعتبرهم (غير متودكين فى العمل السياسى) وهى كلمة بالعامية المصرية تعنى  عدم الخبرة الكبيرة ـ فى حواره مع قناة المحور المصرية ، ولكن لأسباب أخرى يراها كثيرين مما عبروا ببسباطة ودون أى خلفية سياسية أو قراءة فى الحياة العامة وما فيها وأهمها عندهم أنه ليس من الذين عاصروا كل العصور وتعايشوا معاها ، مثل من عملوا مع ناصر وتبعوا السادات وأخلصوا لمبارك ، وأنه شاب إلى حد ما (46 سنة) وأنه من خريجى الجامعة الأمريكية بالقاهرة وهى مؤسسة تقدم منهج مختلف فى التعليم لايقوم على التعليم النمطى والتلقين ، وأنه يعطى الأولوية للأقتصاد بأعتبارة مفتاح النهضة والتقدم ،
ولا توجد أى قوة سياسية أو شخصية عامة فى الوقت الراهن بصراحة ومنطقية قادرة على منافسة السيد/ جمال مبارك فى الواقع ، وحتى بفرض وجودها فلابد أن نتذكر حكم المادة 76 من الدستور وشروطها ، فقد وضعت المادة جملة من الشروط أمام المرشح المستقل على الرئاسة حيث تلزمة بالحصول على موافقة 60 نائبا من مجلس الشعب (البرلمان) ، و25 من نواب مجلس الشورى ، وموافقة 10 أعضاء من 14 مجلس محلي من المحافظات كل هذه الأعداد على القل أى كحد أدنى لقبول ترشيحة ـ  وتسثنى هذه المادة من تلك الشروط مرشحي الأحزاب التي مر على تأسيسها 5 أعوام , وأعضاء الهيئة العليا لها والحمد لله جميعهم ممن تعدى عمرهم السبعين عاماَ بقليل فضلاَ عن أنها أحزاب ورقية ، ولا ننسى ان أحد مرشيحها غفر الله له أعطى صوتة لمبارك فى الأنتخابات الأخيرة !!!
والمفترض أن هذه الأصوات كان عليها خوض معركة الشرف والكرامة لوقف تلك التعديلات ، أو حشد الجماهير على التصويت ضدها فى الأستفتاء عليها ، بدل من الأنشغال بالمكافحة الفضائيه والمعارضة الحنجورية ، والتى لاتزال سمة هؤلاء المتحذلقين المتفرغين للنضال عبر الفضائيات فقط والصحف ومرضى حب الظهور !!!
والمضحك والمبكى ـ معاودة تعبير "النخبة" الظهور مرة أخرى على ساحة النقاش والفضائيات ، وقمة تلك النخبة بالطبع يبقى الأستاذ/ محمد حسنين هيكل (84 سنة) مع المناداة بمجلس حكماء !!!
وهناك ثلاث تيارات تخوض تلك المعارك الوهمية ، تيار السيد/ أيمن نور والذى مازال مصراَ على البقاء تحت الأضواء مع أنه فاقد الأهلية والأعتبار بحكم انه محكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية فى جناية تزوير ، ونفذ العقوبة قبل خروجه بعفو صحى ، فأنه لازال يمارس طقوس البقاء تحت الأضواء بأختراع حملة "مايحكمشى" وهى عبارة يطلقها العامة فى باب الشعريه موطن السيد/ أيمن نور ، فى المشاجرات وفواصل الردح (بالعامية المصرية الشجار الكلامى) هذا مع أفتراض أنه كمحام سابق يعلم يقيناَ أن قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون العقوبات يفرضا عقوبة الحرمان من الحقوق السياسية على المحكوم عليه بعقوبة مقيدة بالحرية فى الجنايات والجنح المخلة بالشرف والتى من بينها جناية التزوير والتى أدين بها وأمضى العقوبة قبل ان يشمله العفو الصحى الذى لم يرفضة ...
وحتى لو صدر العفو الشامل عن سيادته كمنحة من الرئيس مبارك ، فأعتقد جازماَ أن عبقرية أداءه الشعبى لن تؤدى به إلى استيفاء شروط المادة 76 التى كان واحد من أبطال الخنوع أمامها ولم يخض مع غيره من ممثلى الأحزاب والقوى السياسية حرباَ ضد الأستفتاء عليها وحشداَ للجماهير لرفضها مكتفياَ كغيره بالنضال عبر الفضائيات أو بطرق الأبواب الأمريكية والأوروبية ...
والتيار الثانى حملة كفاية التى تفقد بريقها كل يوم من كثرة خلافات شخوصها وقادتها وهم ممن تعدى السبعين ربيعاَ ومغامرات بعضهم ممن يعانى المراهقة المتأخره ، وحب الظهور المفرط .والصراع على البقاء فى واجهة الحملة كقيادة ، فضلا عن عدم وجود اجندة وطنية تسير وفق منهج شعبى او تلبى أحتياج الجماهير وقد أنقسمت بالفعل وتخوض صراعات تعكس عدم قدرة أعضائها على ممارسة الديمقراطية ذاتياَ وعدم قبولهم بتداول مقاعد القيادة ، وفاقد الشىء لا يعطية يا سادة ...
أما التيار الثالث وهو تيار "الحملة المصرية ضد التوريث" التى اتفقت على منع انضمام النشطاء المصريين فى الخارج الى الحملة بزعم انهم يحملون أجندة أميركية . فقد أعلنوا أن الحملة ستبدأ فى جمع توقيعات من المواطنين لإيقاف قطار التوريث !!!
وهى تسير فى الطعن فى شرعية ولاية السيد/ جمال مبارك للجنة السياسات فى الحزب الحاكم عبر دعوى قضائيه مآلها إلى الرفض قانوناَ لأن القضاء ليس قناة فضائيه وأنما ساحة أدلة وقانون والعجيب أن الطعن يقوم على أتهام السيد/ جمال مبارك بتهمة انتحال الصفة السياسية ، ومسؤوليته الفعلية عن ملف الاقتصاد . والمطالبة بالكشف عن ثروته وتقديمه إقرار ذمة مالية قابل للطعن عليه !!! وهذا بحسب تصريح للسيد/ عبد الحليم قنديل أيضاَ ...
الخلاصة إذا كان هناك من يريد الدفاع عن الديمقراطية وحق الشعب فى أختيارات المستقبل والحاضر ، فإن مفتاح ذلك الحشد نحو المشاركة السياسية الحقيقية ، وتحريك جيوش الصامتين المحبطين والمتفرجين ، ومعهم جنرالات المقاهى ولعيبة الطاولة ...
إن المشهد السياسى والأجتماعى فى مصر قاتم وكئيب ، وهى الأهم بدلاَ من المجادلة فى أمر ليس موعده الآن ، وأنما فرغت موائد المعارضين من تناول القضايا الهامة وأنشغل الجميع بما ليس مهماَ فى الواقع وهو الأنهيار المجتمعى ...
والإنهيار مجتمعى يسبق أنهيار الدولة ، وهو بهذا الأهم ، حيث تطالعنا الأخبار يومياَ بمزيد من الحوادث التى تعكس سيطرة القوة والبلطجة على الشارع ، وأنسحاب القيم الراسخة مجتمعيا سواء أخلاقياَ أو دينياَ ، وحلول سيطرة القوة ، والعنف ، وتخلى الدولة المستمرة عن التدخل ، ولم يعد هذا الحياد قاصراَ على الأقتصاد وانما شمل عدم التدخل فى التعليم وترك المسأله للعرض والطلب ، لينفرد أباطرة المدارس الخاصة بتحديد مستقبل التعليم ومناهجه ، ومصروفاته وبرامجه ، وتسمع عن الشهادة الأمريكية والفرنسية والأنجليزية والكندية من دون ضابط أو رقيب ألا المال وسطوته...
وأمتد الحياد الرسمى لوسائل المواصلات وخدمات الأتصال ، حيث نفضت الدولة يدها تماماَ عن دعم خدمات الأتصالات والمواصلات ،
وهكذا العلاج والصحة والدواء ، والأسكان ، وحتى توفير التقاوى والأسمدة وتوزيع عادل لموارد المياه والرى ، ومراقبة الأغذية ، وليس هناك أى مشكلة أن تروى زراعات الخضر بمياة المجارى أو مياة الصرف الصناعية ، أو توزع تقاوى فاسدة ، أو يباع السماد محلياَ بسعر أعلى من اسعار التصدير !!!
ويستمر الحياد ليشمل الأمن ـ هناك يومياَ عشرات بل مئات الحوادث التى تعكس حياد الأمن المطلق وأنسحابة المجتمعى ، وتفرغ لقمع المعارضين والمدونين ، والكتاب ، وتنظيم التشريفات ،
تمتلىء أقسام الشرطة بعشرات بل بمئات الحوادث ، التى تعكس سيطرة البلطجه ، والسنج والمطاوى ومياة النار كآليات لحسم النزاعات وحل المشاكل ، ويستمر الحياد ...
وإذا كانت مسألة أختيار الحزب الحاكم لمرشحة ينفرد بها الحزب وفق الآلية التى صمت عنها المعارضين وتعاملوا معها بأستخفاف غريب أدى إلى وجود المادة 76 المحصنة ضد كل مطعن بعدما اقرتها أيضاَ الجماهير فى استفتاء شعبى ، ومن قبل ذلك اقرتها المحكمة الدستورية ، فإن المهم الآن الحديث عما هو بعد أنتخاب مرشح الحزب وتبصرة المجتمع بالأسوأ القادم إذا أستمر التخلى والأنسحاب والحياد من الجميع والتفرغ لقضايا خاسرة لإفتقاد المحامى المحترف ، وصرامة النصوص القانونية ...
السيد/ جمال مبارك أو غيره ممن سيتشرف بالترشح لهذا المنصب بعد عامين وليس قبل ذلك بحاجة إلى بحث  موضوع هام هو مصير العقد الأجتماعى ، فسخة أوالحرص عليه ، ومشاركة الجميع فى توقيعه أو إنهاءه  ،

صحيح أن الشيوخ لن تجدى معهم الصبغات الحديثة وعمليات التجميل ، والمظهر الشيك ، لكن هناك الملايين من الشباب والشابات يسحقهم هذا الأنهيار المجتمعى ويدمرهم حياد الدولة المستمر ...
هناك هذا المستقبل النابع من حاضر يتجة نحو اللون الأسود ، وربما كان ذلك ميراث ماضى بغيض تحكمت فيه الذات والأنا العليا لنجوم الأضواء ، ومحبى الفضائيات ، ومرضى حمى النفى والتقييم ،وأنهار معه هذا العقد الأجتماعى ،
فى عصر سيطرة الفتوات كانت هناك قيم جاء ذكرها فى العقد الأجتماعى بين الفتوة وأهل الناحية وسكان الحارة ، عليه الحماية وعليهم الأتاوه ، له الجباية ، وعليه العدل ... وبقاء القوة فى خدمة العدل هو اساس بقاء السلطة ...
أتمنى صياغة عقد اجتماعى ندرك فيه الوطن من التهاوى والسقوط ، ونتجرد فيه عن الذات ، ونبحث عن مخرج لعودة الدولة من شرنقة الحياد ، إلى المشاركة الفعاله ، ومباشرة الحكم ...

وإلى محبى ما مضى ، وما يبقى دائماَ أعيد عليكم كلمات الشاعر صلاح جاهين أتكلموا لعلها تبقى معكم وفى ذهنكم ...

اتكلموا ..

اتكلموا .. اتكلموا .. اتكلموا ...
محلا الكلام ، ما ألزمه
و ما أًعظمه ...
فى البدء كانت كلمة الرب الاله ،
خلقت حياه ،
و الخلق منها اتعلموا
فاتكلموا
فى البدء كانت كلمة الرب الاله
روح بجناحين شطار ،
و صار للكون مداه .
آخر مطافها ،
جت و حطت ع الشفاه ،
لما البشر ملكوا الوجود
و استحكموا
فاتكلموا
الكلمة ايد ،
الكلمة رجل ،
الكلمة باب ،
الكلمة نجمه كهربيه فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب
الجن يا أًحباب من ما يقدر يهدمه
فاتكلموا
الرمل مرمى تحت قبة السما ،
مشتاق لقطره من المطر فيها النما ،
ملايين سنين عمره ما داقها ،
انما فيه كلمة تقدر فى المراوى تِعَوَّمه

فاتكلموا
فيه كلمة تقدر تزرع البور حور ضليل ،
و كلمة تقدر تجعل الكوخ بيت جميل ،
و ابو العيال و الجلابية الهلاهيل ،
فيه كلمه تعطيه مال
و كلمة تِهندمه
فاتكلموا
لكم السلام ،
يا ملفوفين حول اللهب ،
يا غواصين فى القلب ع الكلنه العجب
فى البدء كانت كلمة الرحمن سبب
و ما عادش غير الحق كلمة تِتَمَّه
فاتكلموا
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !