مصر اليوم تتحدث عن نفسها
بقلم د صديق الحكيم
نعم حُق لمصر اليوم أن تتحدث عن نفسها بكل فخر واعتزاز وشموخ إنه يوم مشهود من أيام التاريخ المصري الحقيقي غير الذي زيفه مبارك وأعوانه واليوم سيذكره التاريخ الإنساني طويلا طويلا إنه يوم الاثنين 3 أغسطس 2011 الموافق الثالث من شهر رمضان المبارك يوم بدأت محاكمة المتهم محمد حسني السيد مبارك الذي كان في يوم من الأيام الغابرة فخامة الرئيس ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي الذي كان يوما من الأيام معالي الباشا الوزير ومعاونيه الستة
لا أستطيع أن أصف شعوري والمتهم الأول يدخل قفص الاتهام وينادي عليه القاضي المستشار أحمد رفعت ، المتهم محمد حسني السيد مبارك فيرد عليه المتهم حاضر يافندم ليس تشفي معاذ الله لكنه شعور برد الكرامة لجموع شعب أهين واستبيحت كرامته وجُوع في بلد فاضت خيراته علي أبناء صهيون وعُطش في بلد النيل
قلت ساعتها سبحان الملك سبحان المعز المذل بالأمس القريب كانت تلك القاعة في أكاديمية الشرطة التي كان يطلق عليها أكاديمية مبارك للأمن كانت الأصوات هنا تتعالي وتدعو بحياة الرئيس والتصفيق الحاد يزلزل المكان والكل يسبح بحمده ويقدس له وحبيب العادلي يقدم له فروض الولاء والطاعة كله تمام البلد تحت السيطرة بالحديد والنار والإفقار وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة كفيل بكل الملفات التي تقف في طريق الوريث لاستلام عرش مصر
تمر هذه المشاهد بذاكرتي ويمر معها مشاهد المنافقين والانتهازيين والمحتكرين وأصحاب المصالح الكل يبوس الأيادي ويمسح الجوخ حتي ينال الرضا وينوبه من أموال الشعب المطحون المهان الذي ذاق كل صنوف الهوان علي يد مبارك وأعوانه نصيباً من أرض بالتخصيص بثمن بخس أومال علي هيئة قرض دون أصول من بنوك الشعب
سأظل أتذكرماحييت القضية رقم 3642 جنايات قصر النيل جلسة بجلسة وحكمها العادل إن شاء الله بالقصاص من القتلة وسأرويها لأبنائي ومن بعدهم أحفادي إن قدر لي أن أعيش وسأذكرها في كل أحاديثي وكتاباتي ليعلم الجميع أنه لابد من يوم محتوم ترد فيه المظالم أبيض علي كل مظلوم أسود علي كل ظالم
آن لمصرأن ترسل بتحيتها إلي الشهداء الذي سقطوا في عصر مبارك وليس شهداء ثورة المجيدة فقط بل كل الشهداء الذين سقطوا في عصر مبارك من 16 أكتوبر 1981 وحتي 11 فبراير 2011
وأخص منهم بالذكر أناس عرفتهم من خيرة شباب مصر علما وخلقا خطفوا من بيننا ولم يعودوا ، هم شهداء ذاقوا من العذاب ألوانا ومن الذل صنوفاً علي أياد قذرة بجهاز أمن الدولة حتي لقوا حتفهم في غياهب السجون ثم دفنوا فيها حتي لايعلم أحد ولا حتي أهليهم بما حدث لهم من تعذيب وإذلال علي أيدي زبانية مبارك
إلي كل الشهداء والمصابين والثكلي والأيتام إلي أم كل شهيد أبشروا اليوم يوم العدالة يوم القصاص يوم القضاء وثقتنا بلاحدود في قضاة مصر الشرفاء الذين أصدروا في الماضي أحكاما عادلة عطلها مبارك وبطانته أما اليوم فلا راد لقضاء الله
اليوم فقط بدأت مصر ترفع رأسها عالية وتُسمع العالم أجمع وهي تتحدث عن نفسها بفخر كما كانت قبل أن يُكمم فمها مبارك وأعوانه وستظل تتحدث عن نفسها إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها طالما وجد فيها هذا الشباب الثائر من أمثال خالد سعيد ووائل غنيم ومن العلماء أمثال مصطفي مشرفة و أحمد زويل ومصطفي السيد ومن الأطباء أمثال أبو الغار وغنيم ومن الأدباء أمثال محفوظ و إدريس والأسواني والمخزنجي ومن القضاة أمثال رفعت والبسطويسي ومكي وشعراء مثل شوقي وحافظ وجويدة ومن أبطال جيشها أمثال عبد المنعم رياض وأبوغزالة وسعد الدين الشاذلي وطنطاوي وعنان
ستظل مصر تتحدث عن نفسها بفخر وشموخ وتشدو أم كلثوم علي ألحان عبد الوهاب
وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي
كتب بالخُبر 3 أغسطس 2011
التعليقات (0)