مواضيع اليوم

مصر المهمومة بأبنائها

عادل الجمال

2010-04-24 15:19:49

0

 

لم تكن مصر فى يوم ما مهمومة بأبنائها كما نراها الأن حتى فى احلك فترات احتلالها على مر التاريخ

واذا ما نظرنا لتاريخ مصر نجد انه فى يوم ما لم تكن حرة من الاستعمار الا منذ يوليو 1952 وان كان الاستعمار الانجليزى

لم يترك الارض الا فى 1956 . ولكن هل تحررت مصر فعلا من قيودها واستغلالها عندما امتلك ابناءها مقاليد الامور فيها..؟

يتملكنى الحزن عنما تكون الاجابة انها لم تتحرر من تلك القيود ابدا منذ يوليو 1952..!

لقد خضعت مصر لأسوأ انواع الاستغلال والاستعباد من قبل نظمها المصرية المتعاقبة ففرصوا وصايتهم على الناس واحتكروا التفكير

نيابة" عنهم فوضعوا الدستور الذى يجعل من الحاكم اله او قل المنفذ لاوامر الله على الارض ، ورجعوا بالبلد الى عصر الكنيسة الاوربية

فى العصور الوسطى والتى كانت منوطة بقهر الناس من خلال صقوق الغفران التى كانت وسيطا بين الناس وربهم ومن خلال تلك الصقوق

عاثت الكنيسة فى الارض فسادا" من سرقات وقتل وفتك ونهب وكله باسم الدين وتحت رعاية الله كما كانو يصورون.

تلك الحال لاتختلف كثيرا" عما بحدث فى مصر لكن بدون رعاية دينية كما كانت تفعل الكنيسة الاوربية ولكن بالبطش المباشر ودون خزى.

فالقوة التنفيذية التى يمتلكها النظام فى مصر جعلته يعتقد انه اله فى الارض وكل ما يفعله صواب لا يحتمل الخطأ لأنه رأى ان الشعب غير كفْ

للاختيار وغير كفء للتفكير فصادر مبكرا" على كافة حقوقه فى الحياة وترك النظام للشعب فقط الخيار فى الملبس والمأكل والمشرب .

ولذلك قررت الانظمة الحاكمة المتعاقبة ان تختار بنفسها حكوماتها ونوابها ورجال صناعتها ومالها العام والخاص ونظم تعليمها واقتصادها

ودستورها وقوانينها ..... دون الرجوع للشعب وان استحيت مرة وقررت اشراك الشعب من خلال استفتاء على قانون او ما يشابه فإنها تكتفى

فقط بإعلامه انه سيشارك ثم تنوب عنه فى ملىء صناديق الاقتراع .

ان مصر مهمومة بأبناءها سواء من الحكام او من الحكومين السلبيين الذين انشغلوا بلقمة العيش تاركين حريتهم يتصرف بها الاخرون كما يشاؤن

ان مصر لم تكن يوما مستعبدة كما هى الان فكل نواحى الحياة منهارة والمواطن سلبى والحكومة ليس لها اذن او عين وليس لها القدرة على الفعل الا

بما تؤمر به لانها محددة الفعل دستوريا وليس لها صلاحيات كما ليس للمجالس النيابة صلاحيات الا اقرار ما يملى عليه فلا نحن دوله برلمانية ولا جمهورية

ولا حزبية فالمصريون ليس لهم هوية تحكمهم ولذلك تم شخصنة الحكم واصبح المزاج الفرى هو الذى يدير الامور حيث لا توجد رقابة برلمانية حقيقية

وهو ما ادى للانهيار الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والاخلاقى الذى نحياه جميعا....

وهو الامر الذى فرعن النظم الحاكمة فى مصر على تعاقبها منذ احتلها المصريون صباح يوليو 1952 فالرئيس او رئيس وزرائه او وزيره او نائبه او......

جميعهم غير خاضع للرقابة البرلمانية او المجتمعية مما كان له اكبر الاثر فى انتشار الفساد والرشوة والمحسوبية والعبودية والانتهازية.....وغيرها من الامور الشائنة

التى تعانى منها مصر المهمومة بأهلها. 

إلا اننا نشهد حاليا صحوة وحراك سياسى لا ينكره الا النظام ومستفيدية ذلك الحراك الذى هز المياة الراكدة وحركها ببطء الا ان الحركة مستمرة وهى حركة تقودها نخب ثقافية

وسياسية لا يشك المواطن العادى او البائس فى اخلاصها لذلك وجب علينا دعمها بكل قوة حتى تقودنا لمرة واحدة فى تاريخنا الى الحياة بحرية .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات