مواضيع اليوم

مصر الملكية -زمن المجد الضائع -

أحمد قيقي

2012-11-14 23:21:15

0

منذ بضعة أيام  وضعت علم مصر الملكية على واجهة مدونتى , كما طرزت به صفحتى على الفيس بوك ,  إننى أشعر بحنين جارف لهذا العلم  وللعصر الذى رفرف فيه فى آفاق مصر , وللحضارة والثقافة والعظمة  التى انضوت تحته  ,  . لقد بدأت الكتابة عن  هذا الأمر وأنا تحت تأثير حالة من الشجن والأسى  ناتجين من هذه المقارنة بين مصر  التى خفق  هذا العلم  فى سمائها  وبين مصر الحاضر  , بين الشعب فى هذا العصر من حيث رقى الفكر  ,وسعة الثقافة وروعة الفنون وجمال الأبنية ,ونظافة الشوارع  , وبين كل ذلك فى عصر مصر الحالى الآخذ بها فى طريق الظلام والتخلف والتعاسة  .  هناك  أيام فى التاريخ  وربما أفراد  وضعتهم المصادفة فى أماكنهم  يحولون مجرى الأحداث ويصنعون تاريخا جديدا , ومجتمعا جديدا وثقافة جديدة  .   ولقد  شاء  قدر أحمق  الخطا  أن يقوم فى مصر مجموعة من أبنائها بانقلاب عسكرى عام 52  , يأخذ  مصر من الطريق الذى وضعت أقدامها عليه منذ الحملة الفرنسية  , وثبتت  عليه بفضل القائد  الموهوب محمد على  , وهو الطريق الذى وضعها فى موضع الريادة بالنسبة لأمتها ومجالها الجغرافى   .  وهنا لا أريد أن أكرر ما هو معروف  من المجد العسكرى لمصر والذى رفع فيه الفلاح المصرى علمها جنوب خط الاستواء  لأنه كان تحت قيادة عرفت كيف تستغل طاقاته , وتستخرج منه مخزونه الحضارى المجيد   ,  ولكنى فقط أقول إن عسكر يوليو قد تاجروا بالوطنية وحصروها فى كراهية الآخر  ووجوب  العداء له  لمجرد  كونه الآخر, ليوظفوا ذلك لبناء زعامات وهمية و ليبعثوا فى الوجدان المصرى عاطفة الكبرياء القبلى  الغير قائم على أسس  ثابتة  , خاصة بعد أن أدخلوا الدين  فى المعادلة وجعلوه مصدرا للمفاضلة بين المواطنين   , ومادة للتخدير  والرضا بألوان  القهر والفقر والهزائم التى حلت على أيدى الجنرالات  المستبدين    .  إن رجلا مثلى  مؤمن بالحرية , متيم بالفن  , عاشق  للجمال , محب لقيم التسامح والخير  , مدرك  بأن الحياة بدون ذلك لا تستحق  أن تعاش  , لا بد لهذا الرجل أن تقتله الكآبة وهو يرى ما آل إليه أمر وطنه  بعد أن سقط من سمائه العلم الأخضر , هذا العلم الذى أنجبت مصر تحت ظلاله أمثال أمير الشعراء  , وطه حسين , وتوفيق الحكيم , ونجيب محفوظ , ومالا يعصى من عمالقة الفكر والأدب  , كما انجبت أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب , والسنباطى , ونجيب الريحانى وما لا يحصى من قمم الفن والغناء , فى ظلال  هذا العلم كانت مدن مصر تضارع مدن أوربا نظافة وتألقا وحضارة  , وكان أهلها سعداء  بحياتهم  متسامحون فى أديانهم  , . كانوا شعبا متحضرا بكل ما تعنيه الكلمة  .  ,  لا أريد أن أفيض فى الحديث  عما آل إليه حال مصر الآن  مصر الغير آمنة , مصر التى تبحث عن حل مشكلاتها بزواج البنت القاصر , وترى حضارتها فى نقاب النساء , كما ترى أن معركتها الكبرى إنما هى مع جسد المرأة  , ومع كل الفن والإبداع  , حتى الفن الذى ورثناه من آلاف السنين  ممثلا فى الأهرامات وأبو الهول أصبح فى مصر الآن تيار قوى يرى فيها رجسا من عمل الشيطان يجب  هدمه والخلاص من آثاره  .     أى  حال  حالك أيها الوطن  ,؟  أي حزن حزنك ؟  أية محنة محنتك , أى طريق مظلم تسير فيه بعد  أن سقط العلم الأخضر من سمائك  المشرقة ؟ ! !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !