جلمود صخر حطه السيل من عل …..
لا اعرف سببا لتذكر هذا المقطع الشعري كلما فكرت في بلدي مصر... اسمع لحنه يطن في اذني … هل لان مصر الجلمود الصخري تحرك من مكانه العالي بفعل السيل الجارف ليبدأ في الانحدار الي الاسفل والذي لن تستطيع اي قوه وقف انحداره ؟
ولكن اين المستقر … بالطبع في الوادي الممتلئ بالفجوات السحيقه التي لا نعرف لها وهاد او مستقر
دائما كان يتردد علي مسامعنا ان مصر مستهدفه من قبل قوي خارجيه وكنا نتندر بهذه المقوله التي كانت مؤسسه الحكم تتخذها ذريعه للبطش او اسكات اي اصوات معارضه …
ولكن هل فعلا مصر مستهدفه من قبل قوي خارجيه عديده؟؟؟
سؤال يحتاج الي تفكير ملي ونظره واقعيه مجرده لكل ما يدور علي الساحه المصريه الان
فمصر تقع في قلب الاحداث ومصر لقرون طويله كانت تمسك بزمام الرياده في المنطقه بل ومصر من عده عقود كانت لها اليد الطولي في المنطقه وكانت تتدخل في الشؤون الداخليه لكثير من الدول بل وكانت تدعم الثورات والانقلابات وتغير انظمه الحكم كما ان مصر لما بها من ثروه بشريه هائله في المنطقه بخلاف ثرواتها الطبيعيه التي وهبها لها الله وعلي رأسها نهر النيل والوادي الخصب كل ذلك كان دافعا لان تكون مستهدفه.....
ولكن قبل ان نبدأ في التفكير لابد ان ننوه ان المواطن المصري البسيط ملايين من البسطاء الطيبين بالفطره وهم الغالبيه الغالبه من ابناء هذا الشعب ونتاج انصهار فرعوني قبطي اسلامي علي مدار قرون طويله افرزت مصريا مسلما ومصريا قبطيا فقط لا غير وان المصري سواء مسلما او قبطيا تولدت لديه قناعه عمرها قرون طويله مفادها ان لا تطابق في الاديان والا لما تعددت وان هناك اختلافات كثيره في العقائد ولكن الدين لله وحده وهو وحده الديان ومن له الدين اما الارض ففيها متسع للجميع وان الاخر مقبول بل وشريك في كل شيئ وهكذا عاش المصريون ربما لا يميزهم عن بعضهم سوي ان هذا اسمه احمد وذاك اسمه جرجس فلا الملامح ولا الملبس ولا المأكل ولا العادات فيها اختلاف …..
ولكن اليوم استهدفت البلد من جهات عديده لم تلحظها العين المصريه الحانيه ولم تسمعها الاذن المصريه الطيبه حتي انتشرت واستشرت ودارت رحي الحرب بينها علي ارض الكنانه فهي لم تعلن عن نفسها وانما فضح بعضها البعض لان كلا منهم اكتسب ارضا لا يريد ان يزحزح عنها بل يريد كسب ارض جديده واتباع جدد يزيد بهم رصيده البشري من المصريين
فبدأ كل طرف في فضح مخططات الطرف الأخر وكشف مخططات ضرب داخل البلد ووحدتها الوطنيه وتأليب الناس علي بعض وبث الكراهيه والبغضاء بين الجار وجاره والصديق وخله ومحاولات اشعالها ثوره تقضي علي الاخضر واليابس …..
حربهم تلك دارت رحاها علي الارض ثم امتدت لتصل المنابر ثم الي الجرائد التي اصبحت متخصصه في كشف مخطط الاخر والتشهير به والجرائد المضاده لكل ذلك ثم اخيرا وصلت الي ميدان الانترنت ….
مواقع ومدونات ومقالات وتعليقات ومواقع مضاده ومدونات مضاده وتعليقات مضاده وبال توك وسباب ولعن وتكفير وتهديد ووعيد...
كل هذا والغالبيه الغالبه من المصريين البسطاء لا تدري ولا تعي ما يحاك لها في الظلام تطحنها قسوه الايام وشظف العيش والغلاء وقله الحيله تجدهم يتخبطون كالسكاري وما هم بسكاري ولكن اسكرتهم خمر الهموم والمشاكل التي لا تنتهي والتفكير في كيفيه تصريف الغد ليأتي غد اخر وهم حانقون علي الاوضاع وسوء تصريف الامور بل فقدوا الانتماء وهم مساقون كالخراف للذبح علي ايدي مستهدفيهم حتي لا تقوم لهذا البلد قائمه بعد اليوم لتفسح المجال لغيرها من القوي الاقليميه والدوليه لبسط نفوذها واتخاذ مصر قاعده للانطلاق وابتلاع الكيانات الهشه في المنطقه …..
استهداف مصر جاء من جهات عديده بالخارج واستوطن الداخل وصنع لنفسه مكامن مكينه لن تستطيع حكومه ولا شرطه انتزاعها او اقتلاعها ولكن صحوه الشعب النائم التائه المطحون والذي استغلت هذه القوي المستهدفه معاناته ولعبت علي اوتاره الدينيه او الطائفيه المذهبيه او الاقتصاديه لتستقطب المزيد منه كل يوم اتباعا ظاهرين واتباعا خفيين حتي يأتي اليوم الذي يصل فيه هذا الشعب الي الانقسام علي نفسه وصولا الي الفوضي الخلاقه التي من خلالها تتسرب هذه القوي المستهدفه وتثب علي سده الحكم طائحه ومطيحه بالكل باسم الشرعيه سواء كانت قانونيه او دينيه او اي مسمي اخر ليصبح المصري هو الخاسر الاوحد والضحيه ….
وهنا فقط يصل الجلمود الذي حطه السيل من عل الي الوادي ولكن لا ليستقر بل ليسقط في هوه سحيقه لا يعلم الا الله مدي عمقها واي مستقر لها ولا تقوم لمصر قائمه بعد اليوم....
اللهم بلغت اللهم فاشهد
مجدي المصري
التعليقات (0)