مواضيع اليوم

مصر الانتصار

حسن اسافن

2011-02-14 03:05:31

0

جريدة الدار الكويتية الاثنين, فبراير 14, 2011 العدد/936


علي البحراني

لثمانية عشر يوما تسمر العالم أجمع والعربي بالخصوص أمام شاشات التلفزة، مراقبين شباب مصر يعيشون زحمة الحشود في ميدان الحرية والانتصار في قاهرة المعز، بين التفاؤل والأمل وبين البقاء على الاحباط والتشاؤم. لكني كنت عكس التيار العام الذي كان غير متفائل بما يحدث. ففي بيئة يملؤها الاحباط كنت كلما تصرف النظام المصري البائد تصرفا أهوج أحمق، ازداد التفاؤل لدي، وايقنت أن هذا الحمق هو الشاحذ لهمم الشباب الواعي، كما كنت وجلا جدا أن يكون النظام عاقلا يلبي بعض المطالب بنعومة، ليستوعب الثورة ويخمدها، لكن الحمق كان عاملا مساعدا لتجديد جذوة التحشيد والاصرار على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
ومع كل خطاب عنجهي متغطرس ينم عن عقلية الاستكبار والسلطة الفاسدة، كان يدب في نفسي اليقين بحماس الشباب وإصرارهم. عشنا لحظة بلحظة ميدان التحرير، نبكي معهم ونفرح لفرحهم، نصفق معهم ونرفع أيدينا هاتفين بسقوط النظام، مع كل تلك الملايين من الأيدي التي رفعت بالهتاف، كانت طفلتي ذات الست سنوات تهتف بشكل تلقائي (ارحل يعني امشي يمكن ما بيفهمشي)، (الشعب يريد اسقاط النظام)، وكانت تسألني بشكل يومي اسئلة استوعبت منها، أن الشباب المصري الثائر حتما قد سألها في صغره، مثل لماذا يريدون اسقاط الحاكم؟ لماذا هم غاضبون منه؟ هل هو فقير مثلهم؟ لماذا سرقهم؟ وماذا سرق منهم؟ لماذا لا يريد الرحيل عنهم؟ وعندما ترى صورة رئيسهم تقول: هل هذا هو الشرير الذي يريد أن يقتلهم؟ اي ثقافة عاشها اطفالنا في هذه المرحلة منذ ثورة تونس، وحتى انتصار شباب مصر الأبي. وهل رسخت في اذهانهم ثقافة نبذ الظلم والاستبداد والاستكبار؟ وهل نما عندهم حس الإباء والحرية والنصر والإرادة والصمود؟ هذا ما يخص الأطفال، فكيف بما يخص الشباب؟
علينا جميعا لحفظ أوطاننا في بقاع العالم أن نستوعب هؤلاء الشباب بتحقيق آمالهم في عيش كريم معز، علينا أن نعي جيدا أن حالة القبلية والطائفية والمناطقية هي مفاهيم لا يعيها الجيل الصاعد ولا يحبها ولا يستسيغها، لأنه يقرأ من التويتر ويتابع الفيس بوك ويستقبل في بريده الإلكتروني كما هائلا من المعلومات والأخبار، التي تنمي ثقافته بعيدا عن رقابتنا وبعيدا عما نعتقد اننا مسيطرون عليه.
لقد أثبتت تجربتا تونس ومصر أن حالة التهديد بالقمع والتعذيب لم تعد لغة تؤثر على مفاهيم التوق للحرية وانتزاع الحقوق. فهل تتسابق الحكومات العربية لتحقيق النظم التي تكفل كرامتهم، وما تتوق إليه انفسهم من عيش كما يحلمون به، وفق دساتير ديمقراطية تحقق طموح جيل، يرى أن حياته ضمن الأنظمة الحالية، عليه فرض تغييرها. هذا ما انبأت عنه أحداث تونس ومصر وما ستنبئ عنه الأحداث في المستقبل!
Al2000la@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !