مصر إذا نهضت
إذا نهضت مصر فإن نهضتها ستكون باباً يٌفتح لنهضة القطر العربي مغلقة لأبواب التشرذم والإنقسامات والتنمية العرجاء , فمصر مختبر الأمة الأقليمي حاضنة للمبدعين والطاقات , مختبر يحتضن الأفكار والرؤى إن نجح في إيجاد مصل لمشاكل مصر الداخلية السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والتنموية فإن ذلك المصل سوف يٌنقل بخبراءه لبلدان القطر العربي أجمع . منذ القدم ومصر ترعى النهضة العربية كيف لا وهي الولادة بالرجال والأحلام والطموحات , يدعم رعياتها للنهضة العربية تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين تاريخ حضاري ثقافي كبير لا تجده مثيلة في العالم تاريخ ممتليء بشواهد وأحداث صنعت تاريخ أمة مجيدة تعتز بهويتها وبتعددها الديني والمذهبي , تعدد لم يتأثر باحداث التاريخ حتى في أحلك الظروف صمدت بوجه متغيرات الزمن مستمدة صمودها من عزيمة أبنائها وهويتها وتاريخها المجيد العريق إنها مصر أم الدنيا وراعية النهضة ببلاد القطر العربي منذ القدم ! أول مطبعة كانت بمصر فكانت داراً للأدب والمعرفة والعلماء والمبدعين قاهرة مصر وبغداد العراق عينان برأس القطر العربي الأولى "القاهرة" مختبر للنهضة والثانية "بغداد" حاضنة للإبداع والتجربة , لم تمت بغداد رغم الأحداث التاريخية والظروف الدموية تعيش على أمل النهوض من جديد , ظروف بغداد التاريخية لم تؤثر على القاهرة رغم تألمها لبغداد صامدة سائرة بطريق نهضوي رغم تعقيدات الداخل السياسية والإقتصادية المؤثرة على الحالة الإجتماعية فكانت النتائج مناهج إبداعية وإتجاهات فكرية متعددة وروح عربية متوقدة لم تعرف طريق التململ والخوف صنعت المعجزات وحققت الكثير وكان الشباب حاضرين بقوة في صفحات تاريخ مصر المشرق . مرت مصر بأحداث تاريخية لعل من أهمها ثورة يوليو المسماه بثورة الضباط الأحرار أعقبها حوادث لم تنل من وحدة الشعب المصري رغم المؤامرات والتعقيدات حتى كانت ثورة 25يناير وثورة 30يونيو التصحيحة التي أفرزت عن رفض النماذج المتسترة بستار الإسلام هو الحل فكانت النتيجة إنتخابات لم يتخللها شعارات عاطفية رغم ضبابية الموقف الإنتخابي , ووصول عبدالفتاح السيسي لسدة الحكم كرئيس سابع لجمهورية مصر العربية سدة حكم محاطة بملفات شائكة معقدة من تراكمات ماضي بعيد قريب والأمل بنفوس العقلاء وأهل الرأي والحكمة بأن تزول كل التراكمات وتعود مصر لممارسة دورها الأقليمي والنهضوي !!.. مصر لها مكانتها إقليمياً ودولياً مكانة مستمدة من تاريخ عريق تلك المكانة لم يفرط فيها شعب مصر رغم أمانيهم وأحلامهم وطموحاتهم وما عايشوه من حوادث وأحداث ولاء للأرض والتاريخ , تلك المكانة الكبيرة بنفوس الجميع يٌراد لها الهبوط من قبل البعض والغالبية تريد لها الإرتفاع والرقي ولن ترتقي وترتفع الإ إذا تحققت طموحات وأماني شعب مصر في حرية وعدالة إجتماعية وفرص متساوية وإستقرار سياسي وحوار ونهضة تنموية , فالشعب المصري بكافة طوائفة وإتجاهاته حجر الزاوية في البناء والرقم الصعب في معادلة المكانة التاريخية لمصر العروبة والإسلام والرقم الصعب في إحداث التغيير على الأرض وعلى مستوى صناعة القرار السياسي. بيت العائلة المصري نموذج حي على وحدة الصف المصري يدعم وجوده مؤسستين حضاريتين علميتين دينيتين الأولى مؤسسة الأزهر الشريف تلك المؤسسة الحاضنة لعلماء الأعتدال والوسطية كانت حاضرة بقوة في ملفات مصر الوطنية تؤدي الدور على أكمل وجه فحفظت مصر وشعبها من كوارث كادت أن تعصف بها ,والثانية مؤسسة الكنيسة راعية الأقباط نازعة فتيل الأحتقان في حالات كثيرة تلك المؤسسة جزء لا يتجزأ من مصر ومؤسساتها المختلفة عاصرت الحوادث فكانت عوناً لمصر وأحلام ابناء مصر لم تلتفت لدعوات الطائفية البغيضة صمدت بوجه كل الدعوات مستندة على التاريخ وعلى الوئام وعلى الولاء للأرض والشعب فكانت النتائج بيت مصري واحد شعاره الأرض للجميع والدين لله . مؤسسات كثيرة جلها مؤسسات مجتمع مدني جمعيات ونقابات وأحزاب يقع على عاتقها صياغة خطط النهضة الشاملة لمصر فالنهضة ليست عمل تكلف به الحكومة بل جهد وعمل يشارك فيه الجميع وفق خطط واضحة ولن يكون ذلك التشارك الإفي بيئة ديموقراطية حقيقية يكون شعارها السيادة للقانون ولا صوت يعلو صوت الشعب والجماهير , نهضة مصر وعودتها مرتهن بتحقيق التطلعات الشعبية التي ناضل من أجلها شرفاء مصر عبر التاريخ القديم والحديث , لن تتحقق التطلعات المشروعة الإ إذا فهم كل شخص دوره الحقيقي وكانت الحياة محاطة بقانون لا يعرف صغير أو كبير هنا ستعود مصر لممارسة دورها الحقيقي نهضوياً وسياسياً فلم يعتد الجميع على غياب مصر العروبة لأنها لم تغب وإنما تعيش بحالة إسترخاء وإلتفات لملفاتها الداخلية وعودتها ستكون سريعة "كشروق شمس الصباح الباكر" إذا تحققت التطلعات المشروعة وسادت لغة القانون على الجميع ..
التعليقات (0)