بقلم : محمد الاغظف بوية كاتب من المغرب
محاكمة مرسي محاكمة لشرعية انتخابية افرزتها ديمقراطية اختارها الشعب المصرى بعد ثورة 25يناير ،الثورة التى اسقطت اعلى الانظمة الشرق اوسطية واكثرها تجبرا وفسادا .لكن المسالة لم تقف عند هذا الحد فالثورة كانت رسالة لباقي بلدان العرب مفادها أن الشعوب اذا استيقظت فمال انظمة الحكم مزبلة التاريخ .لكن الانظمة تعرف من اين تؤكل الكتف فالثورة اصيبت بالردة فعادت القهقرى .ليعلن الشعب مرة ثانية قيام ثورة 30يونيو وهى ثورة شعبية ضد ثورة شعبية. اى الشعب ضد نفسه
.سميت ثورة 30يونيو من اطراف بالثورة التصحيحية واعلام التصحيح خرج ليدشن عهدا جديدا عنوانه مواجهة الاخوان .
ووصفت اطراف اخرى الثورة بانها البداية الاولى لانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية .وفعلا لم يكن الا البداية الفعلية لعملية انقلاب عسكرية قادها ضباط الصفوة اصحاب النياشين والاوسمة وفي المعارك لايذكر لهم الا امجاد من سبقوهم من ضباط وجنود مصر البواسل ابطال اكتوبر ومعارك الاستنزاف .
تولد عن الانقلاب العسكري ظهور موجة جديدة من المعارضين الذين انغمسوا عن بكرة ابيهم في قواعد اللعبة الجديدة وهى لعبة ماكانوا ليلعبوها لولا مباركة اصخاب النياشينن .
لم يكن المعارض الجديد من اصحاب السوابق المحكومين في قضايا امن الدولة .ولم يكن الواحد منهم قادرا على اظهار رجولته امام رجال "مبارك".بل كانوا من الحفاة العراة المتحلقين وراء من يدفع الثمن والثمن طبعا المال والمتاع .حالة المعارض الجديد تتخذ اشكالا والوان حسب الطلب والدفع اي كلما دفع وامنح له اكثر الا وازداد شراسة والهاءا ..
هكذا يرى المتابع للشأن المصرى .جحافل من معارضين يرغمونك على سماع سمفونيتهم ليس للالتحاق بركبهم او الخروج للشارع تلبية لنداءاتهم ولكن للتعرف عن قرب شكل الثورة الجديدة ودعاتها ورموزها .ولقد برز من رموزها وظهر وان كان حب الظهور يقصم الظهور ،صحافة هز البطون يكثرون من اللغط والسب والغريب ان هؤلاء لايملون من خطب الكذب والبهتان حتى ان الواحد منهم يقدم نفسه لاكصحفي متمرس بل مطالع و مطلع وقارئ للمستقبل .
ماحدث في بلاد الكنانة لايمكن وصفه بالانقلاب وانما ردة للوراء اى اعادة لاشكال جديدة من نظام سابق.عاد بجلباب جديد ،استطاع ان يموه الشعب ويقوده للشوارع تحت طائلة التهديد والتخويف من المستقبل ،فلبى الشعب النداء العسكرى المدعوم من ديمقراطيين من كثرة افراطهم في حب الديمفراطية والتغنى بها اسقطهم الجيش في فخه ،اذ تم تخويفهم من الاسلاميين فماكان منهم الا ان استقبلوا الحلة الجديدة للثورة واسهموا في انبعاثها فطبعا لم يجنوا الا الخسارة وهى واضحة في هروب "البرادعى "وظهور انشقاقات في صفوف جبهة الانقاذ العراب السياسي للجيش قبل 30يونيو .
حالة المثقف في مصر تبعث على القلق والاعلام المصرى لم يكن نزيها .فلم يتفاعل مع هزات الشارع المصري بل اختار لغة الجيش .دون ان يدرك الاعلام ان الردة هي عودة للديكتاتورية في اخطر مراحلها .وابشع صورها هي منع الاخر من التحدث .
واخيرا ان الثورة المصرية ستستمر وسيكتب لها النجاح ولن تكون للاخوان فقط وانما لكل الشرفاء الذين استيقظوا على تغير وطريق مسدود وصراع ونفخ وتصعيد
.
التعليقات (0)