أحمد عبده – القاهرة : أكد مصدر مصري رفيع المستوى أن إسماعيل هنية (القيادي في حركة حماس) طلب زيارة القاهرة للقاء مسؤولين المصريين لإنهاء التوتر بعد ما حدث أثناء عبور مرور قافلة “شريان الحياة 3”، لكن لم يتم الرد على هذا الطلب حتى الآن.
وقال المصدر فى تصريح خاص لـ “المدينة” إن هنية طلب إجراء الزيارة بشكل عاجل لتقديم الاعتذار الملائم عما حدث أثناء مرور قافلة شريان الحياة لكن مصر ترى أنه من غير المجدى إتمام هذه الزيارة، لذا لم نرد بالإيجاب أو السلب.
ونبه المصدر إلى أن هناك حالة تخبط واضحة داخل حركة حماس ، وتساءل «كيف يريد هنية أن يأتى إلى مصر للاعتذار فى وقت تخرج تصريحات من مسؤولين فى الحركة تؤكد أن الجندى أحمد شعبان قتل برصاص مصري عن طريق الخطأ وليس لحماس دخل فى الموضوع ؟».
ورأى المصدر أن حالة التخبط هذه تسري على باقى مواقف حماس من الملفات الأخرى كملف المصالحة الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى، وقال إن ما يتفق عليه خلال الاجتماعات التى عقدت بشأن الحوار سرعان ما يتغير بعد مغادرة وفد حماس إلى غزة أو إلى دمشق.
وأشار المصدر إلى أن هنية أوضح انه يهدف من وراء الزيارة إلى بحث الملفات الأخرى كملف المصالحة الوطنية، ونحن نعتبر ذلك نوعا من التحايل لأننا لن نناقش ملف المصالحة مع حماس إلا بعد توقيع الورقة المصرية .. فالتوقيع أولا ، ثم بعد ذلك نناقش أية ملاحظات حول الورقة.
وانتقد المصدر المصري تصريحات خالد مشعل فى الدوحة والتى قال فيها إن حماس لم توقع على الورقة المصرية لأنها تغيرت عما كانت عليه أثناء جولات الحوار وقال «نحن نعتبر أن ما يقوله أبو الوليد غير صحيح .. الورقة لم تعدل فى حرف واحد منها وما اتفق عليه خلال جولات الحوار تمت صياغته فى هذه الورقة دون أى تغيير .. للأسف كلام حماس وما يقولونه حول تغيير الورقة يعنى أمرا واحدا وهى أن هذه الذرائع كانت جاهزة للتهرب من المصالحة منذ البداية”.
من جانبه .. قال الدكتور محمود الزهار القيادي البارز فى حركة حماس وعضو وفد الحركة إلى حوار القاهرة إن حماس لم تتلق ردا على طلب رئيس الوزراء ( السابق) إسماعيل هنية القيام بزيارة إلى مصر لبحث الأزمة الأخيرة.
وأضاف الزهار فى تصريح خاص لـ «المدينة» أننا فى حركة حماس لا نريد توتير الأجواء مع الشقيقة الكبرى مصر لأنه ليس مصلحة فلسطينية أو مصلحة لحماس حدوث هذا التوتر ، ولهذا سعينا منذ اللحظة الأولى لحدوث تلك الاشتباكات إلى لقاء المسؤولين المصريين لكن لم يتم حتى الآن الرد على مطلبنا”.
وردا على سؤال حول اتهام حماس بانتهاج سياسة المماطلة خاصة فى موضوع الورقة المصرية للمصالحة وهو ما يثير الاستياء لدى الجانب المصري ويفقدها الثقة فى جدوى اللقاء مع حماس .. قال الزهار «نحن نرفض هذا الكلام تماما لأننا لا نغير مواقفنا وليس من أسلوبنا .. أما بالنسبة للورقة فقد تعرضت بالفعل لتغيير فى عدد من بنودها غير ما اتفق عليه وطلبنا العودة إلى الصياغة الأولى التى كتبت قبل مغادرتنا القاهرة وهو ما لم يلق استجابة من الأشقاء فى مصر»، مجددا التأكيد فى الوقت ذاته على أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الخلاف الفلسطيني.
المدينة السعودية
التعليقات (0)