مصر: النزول قبل الصعود

1) من كان منا غير مدرك قبل الثورة أن هدم النظام السابق يعني فتح الطريق أمام التيارات الإسلامية المتطرفة ؟!. كنا نعرف أن فاتورة الديكتاتورية و الجمود في عصر مبارك سوف تتعدى إستحقاقاتها فترة حكمه الى سنوات طويلة بعدها . أعجب ممن يبدون الدهشة اليوم لما يحدث

2) لقد تسببت الخشية من تيارات الإسلام السياسي في إطالة عمر نظام مبارك رغم فساده و إفلاسه. و في نفس الوقت فإن طول المدة التي تسلط فيها هذا النظام أسهم إلى حد كبير في تقوية نفوذ تلك التيارات في الشارع. و قد بدد النظام كل فرص إصلاحه من داخله فكان لا بد من التغيير رغم فداحة ثمنه الذي سوف نستمر في تسديده لسنوات عديدة قادمة.

3) كلما قرأت أو سمعت من ينادي بإقصاء السلفيين عن المسرح السياسي أتيقن بأنني أعاني مشكلة في الفهم و الإدراك بحيث أنني لا أستطيع أن أرى ما يراه غيري جليا واضحا. أنا مثلا لا أعرف طريقة يمكن بها إقصاء أحد عن الساحة اليوم ولا أرى قدرة لدى أحد على ذلك بدءا من المجلس العسكري حتى العبد لله. الحل هو السياسة و ليس الإقصاء.

4)أدوات صراعنا السياسي مع الإخوان و السلفيين يجب ان تكون مختلفة عن الأدوات التي تعودنا عليها في صراعنا مع نظام الرئيس المخلوع. مثلا كنا نتهمه بالتزوير و بأنه فقد شرعيته و ليس له قاعدة شعبية و كان الهدف هو الثورة عليه و خلعه.

الان: كيف يمكن أن يثور قطاع من الشعب على قطاع آخر دون ان تكون حرب أهلية تهدد وجود الشعب كله؟

5) مشيخة الأزهر ما زالت تترنح من تأثير الثورة على النظام السابق الذي تحالفت معه و كانت تعتبر نفسها جزءا منه. و الان نطالبها بأن تتصدى للفهم السلفي للإسلام. تعافي الأزهر الشريف من وعكته ضروري في المعركة ضد تخلف التفسيرات السلفية للإسلام.

6) الإخوان هم أول الخاسرين من الصعود السلفي و هم يعلمون ذلك. إنتظروا فالمعركة قادم