مصالحة على مقياس عباس–مشعل
انقلاب , انقسام , حوار , اتفاق , مصالحة , تنفيذ , العد العكسي لتطبيق الاتفاق على الأرض، في كل الجوانب، بما يضمن تحقيق السلم الأهلي، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال في عدوانه على غزة، والتحضير لإجراء الانتخابات خلال موعد أقصاه عام من توقيع الاتفاق، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وهذا يقع على مسؤولية حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.
إن مصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تكون الهدف الرئيسي بعد انجاز التوقيع على اتفاق المصالحة، والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية حتى يكون الجسد الفلسطيني بعيداً عن أية تجاذبات أو مصالح حزبية وتنظيمية، بالإضافة إلى الحرص على عدم المساس بالمكتسبات الفلسطينية التي تحققت طوال السنوات الماضية, ولا سيما الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وفي تقديري إن اتفاق المصالحة بين الحركتي فتح وحماس لا يتعدى في مضمونه البحث عن الشرعية عند "عباس ومشعل", والشرعية التي يبحث عنها الرئيس "عباس" من وراء مصالحة حماس, هي تفويض وتوحيد ودعم الموقف السياسة قبل التوجه إلى الاستحقاق الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية. وكما أشار رئيس المكتب السياسي لحماس "خالد مشعل" تفضل لك هذه الفرصة سيادة الرئيس. وعلى نحو مفاجئ بعد قرابة عامين من المفاوضات بين الحركتين يتغير الموقف عند حركة حماس والغموض هو سيد الموقف حتى اللحظة, وما هي الشرعية التي يبحث عنها "مشعل" عند "عباس" والتي كانت وراء هذا التغير المفاجئ. اعتقد هي الشرعية السياسية وبالتالي الاعتراف بحكم وسيطرت حماس الأمنية على قطاع غزة من قبل الرئيس "عباس" الذي يمثل منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة.
الكل يبحث عن كيفية تحقيق أهدافه من المصالحة بدون مراعاة والبحث في كيفية تحقيق إدارة شؤون المجتمع الفلسطيني اقتصادياً واجتماعياً ولا سيما في المجتمع الغزي بعد مرور أربع سنوات تقريباً على الانقسام الداخلي من المعاناة والألم.
وحيث إن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية وتحقيق معالجة الأوضاع والأزمات الداخلية التي ترتبت على الانقسام مطلب وطني وشعبي, وحيث أيضاً إعادة أعمار غزة وتعزيز وتحسين حياة وصمود المواطن مطلب وطني وشعبي لمواجهة السياسات الإسرائيلية العنصرية الهادف إلى أضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وإلى فرض الحل "الدولة المؤقتة". وفي الحقيقة منذ انتخاب محمود عباس رئيساً للسلطة الوطنية في عام 2005 م والقضية الفلسطينية في تراجع ملحوظ , من انقسام كان واستيطان يأكل أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية التي هي سوف تكون أراضي الدولة الفلسطينية الذي يبحث عنها الرئيس "عباس" في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في سبتمبر أو في ديسمبر, وأن لم يتحقق ذلك فماذا إذاً سوف يفعل الرئيس بعد هذه الخطوة. فهل سيذهب إلى المفاوضات من جديد تحت الأمر الواقع ؟؟ فهل سوف يذهب إلى انتفاضة ثالثة ؟؟ هل سيستقيل ويترك السلطة ؟؟ الاجابة نتركها للأحداث وللأيام والأشهر القادمة.
كتب\\ منار مهدي
التعليقات (0)