مصالحة الشعب...عبد السادة جبار

العودة الى الشعب هو الدرس الحقيقي لأنه صمام الأمان لكل شرعية قانونية أو دستورية أو إنسانية، ومهما بلغت القوانين أو التوافقات السياسية أو المباركات الخارجية من نجاح على المستوى النخبوي، فلا أهمية لها وتصبح ضرباً من المثالية أو التنظير اذا لم تجد آلية تطبيقية تحقق فيها نجاحاً واضحاً على المستوى الشعبي، وبما ان السياسة هي فن الممكن فلا يمكن للتنظيرات والتوافقات والتصورات التي تنجز في البرلمان أو تشرح في بطون الكتب والفضائيات ان تكون ذات قيمة حقيقية في نظر الناس اذا لم تثبت نجاحها على مستوى الواقع برغم كونها قد تكون كذلك في مدارج الجامعات، وإلا لأصبح كل من يحمل شهادة في مجال العلوم السياسية أو القانونية أو الدستورية رجل حكومة أو وزير دولة ناجحاً، نعم قد تصبح تلك العلوم داعمة ومفيدة في التجربة الناجحة لكنها لا يمكن ان تكون حاسمة في هذا النجاح، أما الاعتماد عليها دون تأمل الواقع المتحرك اليومي كمن ينظر الى ماضٍ لم يمثل أمامه ويبغي ان يعيده الى الحاضر، التفاعلات الواقعية التي تنتجها المحركات الاقتصادية والاجتماعية والدينية في داخل المجتمع نفسه هي الحقل والمختبر معا، اذ يمكن الاستفادة منها واغناء التجربة السياسية ويمكن في الوقت نفسه ....

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=20730