لو أتيحت الفرصة لبن علي قبل ثلاثين سنة ، للإطلاع على مصيره ومآله .. وأن المطاف سينتهي به في ديار الغربة بعيدا ومُهجّرا عن وطنه .. ومنبوذا من الشعب التونسي .. ومُطاردا ومطلوبا لدى العدالة والمحاكم والقانون !.. هل كان سيُغير ذلك شيئا من سياسات حكمه لتفادي ذلك المصير ؟!.. وهل كان سيقبل أن يكون رئيسا على تونس من الأساس ؟!..
لاشك أن مصير بن علي تونس ، كما مصائر حسني مبارك مصر ، وعلي عبدالله اليمن ، ومعمّر القذافي ليبيا .. كلها لاتسر عدوا ولا حبيبا !.. رغم أن أصحابها عاثوا في أوطانهم فسادا ، وقتّلوا وعذبوا شعوبهم !.. لأن (مصائرهم الطينية) هي في الحقيقة تجلي دنيوي وواقعي لآية ربّانية ، في بعض عباده الذين تتاح أمامهم فرصا كثيرة للنجاة من العذاب ، لكنهم يستنفدونها جميعا في العبث والتكذيب !.. وحين يحصدون نتائج أعمالهم ، يضربون أكُفا بأكف ، ويتحسّرون ويندمون أشد الندم !.. (ويوم يقول الكافر ياليتني كنت ترابا) !.. رب أرجعني أعمل صالحا غير الذي كنت أعمل !.. كلها دعواتٌ وأماني من غير الممكن إجابتها وتحقيقها يوم الحساب .. كما من غير الممكن أن تعود عجلة الزمن بأصحابها إلى الوراء ، لتصحيح أخطائهم والتكفير عن ذنوبهم وخطاياهم !..
من غير الممكن إذن أن يتفادى بن علي ، وحسني مبارك ، وعلي عبدالله ، والقذافي .. مصائرهم البائسة في التهجير ، والتحقير ، وموت السرير ، أو الشنق أو الإنتحار .. في أراذل أعمارهم !.. لأنها نتائج أعمالهم ، وحصاد خياراتهم التي إتخذوها (بكامل إراداتهم) ، وفي كامل قواهم العقلية .. وعليهم تحمل تبعاتها !..
لكن الجانب المشرق من المشهد ، أن الآية تجلّت في هؤلاء في الدنيا وهم أحياء ، ومازال أمامهم ، وأمام غيرهم فرصا كثيرة ، لتفادي تجليها فيهم يوم القيامة وبعد إنقطاع كل الفرص .. بالتوبة النصوح إلى الرّب العزيز الغفار .. وبالإستغفار عن ذنوبهم ، وإمضاء ما تبقى لهم من أيام في التقرب من الرحمان الرحيم ، وطلب الرحمة والعفو والمغفرة .
27 . 06 . 2011
التعليقات (0)