عندما كان جنكيز خان يغزو البلدان وبعد أن يقوم جيشه بإحتلال مدينة, كان لا يسمح لجيشه بالإقامة فيها كما أنه كان يبقي معسكرات جيشه في الصحراء في منغوليا وليس في المدن. عيشة الترف كانت تفسد المحارب فهو يريد محاربين في جيشه لا مترفين. وبإسقاط ذالك على واقعنا المعاصر وعلى قضية فلسطين, فإنه لن يحررها محمد عساف والمفتونون به والمغرمون بعرب أيدل وبرامج تلفزيون الواقع المسخرة. لن يحررها جيل يلبس آخر صيحات الموضة ويمشط شعر بالجل ويقصه وفق آخر موديلات التسريحات.
من كان يظن أن محمد عساف فاز بنتيجة التصويت وإستحق ذالك اللقب عن جدارة فهو واهم فجميعنا يعرف أن الذي يجري خلف كواليس عرب أيدول والتلاعب بعمليات التصويت والنتائج يجري على قدم وساق لتفويز مرشح معين بناء على حسابات دقيقة لنقل أنها سياسية وبناء على تعليمات لا تملك لجنة الحكام إلا الإمتثال لها.
وأنا هنا لست بصدد أن أقوم بتقييم محمد عساف أو غيره من الناحية الفنية فأنا لا تهمني كل تلك الأمور ولا أتابع برنامج عرب أيدول ولا أهتم إن غنى محمد عساف أغاني وطنية ففلسطين موجودة بمحمد عساف أو بدونه. غزة هاشم أخرجت لنا الشافعي وأخرجت لنا ديانا كورتيزون وهذا العساف. وكما أنها أخرجت لنا تجار دين من أمثال إسماعيل هنية وعصابات حماس وأنا هنا لا أعني الشهداء ولا أتهمهم ولا أجرح بهم ولا أشكك بقيمة شهادتهم ودمائهم بل أتحدث عن من يرسلون أبناء المساكين إلى ما يسمونه الجهاد بينما أبنائهم جالسون في منازلهم.
وكما قلت سابقا فأنا لا أهتم بمتابعة عرب أيدل وتلك البرامج السخيفة التي يطلق عليها تلفزيون الواقع فالواقع عندي هو خنادق المجاهدين والمدافعين عن فلسطين. الواقع عندي هو من يحاربون أكبر مؤامرة عرفها الوطن العربي منذ أيام سايكس بيكو والتي قادها وخطط ودبر لها عميل المخابرات البريطاني لورنس, وأعني مايسمى الربيع العربي والذي توقف قطاره في آخر محطة له في سوريا محاولا إنزال ركابه ولكن هيهات. في سوريا حيث يقف الرئيس السوري يقود جيشه وشعبه للتصدي لتلك المؤامرة التي يقودها أحد أحفاد لورنس والمدعو برنارد هنري ليفي والتي تم صرف المليارات عليها وتجنيد مرتزقة من كافة أصقاع الأرض ومخابرات وقوات خاصة وتدريب للمرتزقة وتسليحهم.
السؤال هنا كم صرفت أمة ضحكت من جهلها الأمم على برامج ما يسمى الواقع مثل عرب أيدول؟ أليس أسر المهجرين والمشردين من بيوتهم بسبب عصابات القاعدة هم أولى بها؟ أليس أولى بها أسر الشهداء من الجيش والقوى الأمنية؟ أليس الأولى بها رجال الجيش الصامدون في ساحات الوغى وعلى الحواجز؟
مثل تلك البرامج لها مجموعة أهداف منها إثارة نعرات طائفية وقبائلية وعرقية بين الشعوب العربية وإعادة تقسيم الشعوب الممزقة وإعادة تقسيم البلدان المقسمة وخلق حواجز تفسية بين الشعوب العربية وحتى بين أفراد الشعب الواحد وبين أفراد الأسرة نفسها.
فاز محمد عساف بلقب عرب أيدول فماذا إستفادت فلسطين؟ ولو فازت المشتركة السورية فهل هذا كفيل بتطهير مدينة حلب من عصابات القاعدة؟ وهل فوز المشترك المصري سوف يحل مشاكل مصر الإقتصادية؟
محمد عساف تم منحه جواز سفر دبلوماسي وكرمه الرئيس الفلسطيني ويقال أنه منح لقب سفير نوايا حسنة من الأمم المتحدة فهل كل هذا الذي حصل في لحظات من فوزه منطقي ومجرد صدفة محضة أم أن الجميع يعرف أن فوز محمد عساف مرتب وأن النتيجة معروفة سلفا؟ هل كانوا يتوقعون أن تفوز المتسابقة السورية بعد أن غنت (بكتب إسمك يا بلادي) أو المتسابق المصري حتى يعير به حكام مصر المتأسلمين؟
الرئيس الفلسطيني الذي أجاب والدة أحد الأسرى في سجون دولة الإغتصاب الصهيوني والمضربين عن الطعام بأن تدع إبنها يفك إضرابه, قد سافر ولده مخصوصا إلى بيروت ليدعم محمد عساف. أولاد محمود عباس والذي لا نسمع عن أسمائهم ولا نقرأ عن إنجازاتهم إلا عندما يتعلق الموضوع بالسمسرة والعمولات والشربحة على المشاريع الحكومية وإبتزاز الأتاوات من رجال الأعمال تحت مسمى مشاركتهم بنسبة مئوية. محمود عباس وأولاده وجدوا من يشغلون به وقتهم وهو محمد عساف كما أن آل الإبراهيم أصحاب محطة الإم بي سي وبالنيابة عن دولة الإغتصاب الفلسطيني قد قاموا بتفويز محمد عساف كملهاة للشعب الفلسطيني التي إفتتن فعلا به وتحول محمد عباس من محبوب العرب إلى معبود العرب وهذا هو هدف البرنامج وغيره من البرامج التي تسمى تلفزيون الواقع وتلك هي الغاية التي يرغب القائمون على تلك البرامج في بلوغها فهنيئا لهم بلوغ غايتهم وهنيئا لأمة العرب جهلها.
والسؤال الذي يعرف الجميع إجابته ولكنهم يتجاهلون الجهر بذالك وهو أين تذهب أموال التصويت ومن ينتفع منها وفي جيبة من تصب؟
إستيقظوا يا عرب وكفاكم سباتا.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فإشهد.
تحية ثورة فلسطين
تحية دماء الشهداء
الوطن أو الموت
التعليقات (0)