مشهور ومشهورة
في قديم الزمان كان السبق لمن بلغ مرتبةً عالية في العلم، أما اليوم فمن قطع شوطاً كبيراً في السفالة وقلة الذوق فهو من يستحق أن يكون في الصدارة، ليس الجميع فالتعميم لغة لا يستخدمها إلا الجاهل لكن الواقع يقول الغالبية العظمى ممن وجدت نفسها وسط كومة من وسائل التواصل الاجتماعي وبضغطة زر تستطيع أن تدخل أي بيتِ تشاء.
الشُهرة في أبسط تعريف لها تعني المال، فكلما كانت درجة الشُهرة مرتفعة كان الرقم مُرتفعاً، لو عُدنا بالذاكرة الممتلئة بالمتناقضات إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن حفنة المشاهير لم يكونوا سوى مجرد رقم بشري لا قيمة له، لكن بفعل توظيف اللسان والجسد وتجاوز بعض الخطوط التي لا يستطيع أحدُ تجاوزها بالسهولة قفزوا من خانة الصفر إلى خانة الملايين..
خالف تُعرف هذا ما كانت المجتمعات تخشاه، أما اليوم فإذا لم تُخالف فلن تُعرف أبداً.
هناك حقيقة لولا سذاجة المجتمع وسوء استخدامه للتقنية الحديثة وحُبه لرؤية الصعاليك وهي تُمارس سقطاتها بتلك المواقع فضلاً عن نهمه المرضي تجاه أجساد الإناث لم يكن لتلك الحفنة البشرية أن تتبوأ مقعداً في عالم المال والأعمال..
نحنُ أمام مهزلة بشرية لم يعرف التاريخ البشري مثيلاً لها، فالجسد بعدما كان يُنتهك في الحانات أصبح سلعة إلكترونية وعلى قدر العرض يكون المكسب، والعقل الرزين بعدما كان صفة لها شروطها وأحكامها أصبح عبئاً على صاحبه، قبل سنوات ليست بالبعيدة كان الحُلم لاعب كرة قدم أما اليوم فصغار ومراهقي القوم يتهافتون لأن يكونوا مشاهير وكذلك الفتيات أيضاً بعد حالة الانفتاح التي طبقتها الأسر بشكلِ خاطيء تحت بند الالتحاق والتعايش مع التيار..
لكل مجتمع خصوصيته لكن مع مرحلة ما بعد الحداثة و العولمة ومسميات العم سام المستحدثة لم يعد هناك خصوصية ومن يقول عكس ذلك فهو متخلف ولن يستطيع مواجهة السيل الذي يحمل القاذورات البشرية، مصيبة عظيمة أن يكون لعارضة الجسد وللساذج المكانة والرفاهية فتلك الأرواح كانت في زمنِ من الازمنة محط تندر وكائنات لا يختلط بها الاسوياء من البشر ..
التعليقات (0)