مواضيع اليوم

مشهد يكرر نفسه على حساب المال العام

رانيا جمال

2012-05-07 06:33:03

0

 

ايوب الصافي/ بلادي اليوم

ولكن الحقيقة ان هذا التطوير أصبح تخريباً علنياً أمام مرأى المواطنين الذين وصفوا هذا العمل بانه لا يتناسب مع التطوير العمراني الذي تستحقه العاصمة، وان هذه المبالغ التي تصرف لهذه المشاريع يجب ان تستغل بشكل صحيح وان لا تهدر على تطوير الأرصفة التي تهتم بها امانة العاصمة بشكل مبالغ فيه مع العلم ان أغلب الارصفة يتم تغييرها لاسباب يجهلها المواطن، إذ طالب أغلب المواطنين أمانة العاصمة بان توكل هذه المشاريع الى شركات أجنبية أو عراقية وان تعمل هذه الشركات على وفق المقاييس العالمية المعمول بها، وان تكون هنالك لجان لمراقبة سير العمل بشكل متواصل من اجل محاسبة المقصرين.

لجان مراقبة

المهندس ياسر نجم يقول: ان أرصفة أمانة بغداد ورقية ولا تتحمل مياه الأمطار التي تتعرض لها لذلك نجدها تتآكل بشكل سريع جدا مخلفة منظراً غير حضاري لشكل العاصمة، اذ ان هذه الارصفة لم تصنع بشكل يقاوم المياه والضغط المستمر الذي تتعرض له، عكس الأرصفة السابقة التي مازالت مقاومة ومحافظة على شكلها برغم مرور سنوات عدة على وضعها في الشوارع، ويستغرب نجم: من عمل الامانة الهادف الى تغيير الأرصفة القديمة و وضع أرصفة جديدة ذات مواصفات أفضل، ولكن ثبتت هذه الارصفة انها غير جيدة ولا يستمر تواجدها أكثر من شهر حسب وصفه، ويستطرق نجم الحديث قائلا "ان الامانة كانت تعمل بشكل صحيح وهنالك مراقبة على الأعمال التي تنفذ من قبل المقاولين، اذ كانت هنالك لجان مختصة تابعة لامانة العاصمة توكل لمراقبة الأعمال المنفذة لتقييم مدى نجاح العمل، أما اليوم فقد أصبح المشروع ينتقل من مقاول الى آخر بغية الحصول على منافع مادية أكثر دون مراقبة من الامانة على هذه المخالفات الحاصلة، ويبين نجم ان نوعية الارصفة المستخدمة في شوارع العاصمة سيئة جدا وتحتاج الى تغيير جذري بنوعية افضل ولكن المشكلة ان عمل هذه الارصفة كلف الدولة مبالغ مالية طائلة وهذا يعد هدراً للمال العام ويجب ان يحاسب المقصر في هذا الموضوع.

مخالفات مرورية

المواطن ضياء الاسدي يقول: ان الارصفة القديمة كانت أفضل بكثير من الجديدة التي وضعت في شوارع العاصمة وان هذه الأرصفة لا تتحمل الضغوطات وتتآكل بشكل سريع لاسيما وانها ثبتت بكمية قليلة من مادة (السمنت) غير المقاوم، وهذا العمل لا يصلح للشوارع العامة التي يمر من خلالها المواطنون بشكل مستمر، فضلا عن المخالفات المرورية التي تجبر اصحاب السيارات للسير على الرصيف في بعض الاحيان بسبب الزحام المستمر الذي تتعرض له شوارع العاصمة، واضاف الاسدي: على أمانة العاصمة ان تستورد أو تصنّع داخل البلد (الكردستون) جديدة تكون مقاومة للضغوطات التي تتعرض لها كالأرصفة السابقة التي استمرت لسنوات عديدة من دون ان تتعرض لإضرار معينة اذ يجب ان تكون مادة (الكرد ستون) مقاومة أكثر بوصفها هي التي تجعل الرصيف متماسكاً واي خلل بها يؤدي الى تهديم الرصيف بالكامل.

شكاوى مستمرة

المواطن انمار عبد الكريم يقول: ان أمانة العاصمة من أكثر مؤسسات الدولة العاملة بشكل متواصل، ولديها اذاعة صوت العاصمة التي تستقبل شكاوى المواطنين بشكل مباشر، للابلاغ عن اي خلل أو تقصير في عمل دوائر بلدية بغداد، وتعمل الإذاعة لإيصال شكاوى المواطنين الى المسؤولين بهذا الجانب من أجل معالجتها، ولكن ما يعيب عمل أمانة العاصمة ان لديها مشاريع تنفذ بشكل خاطئ لا سيما الارصفة وتبليط الشوارع التي يعاد العمل بها أكثر من مرة في المكان نفسه، وهذا العمل اصبح شائعاً في أغلب شوارع بغداد، اذ نجد ان امانة العاصمة تعمل على تبديل الرصيف أكثر من أربع مرات في السنة الواحدة، مما ولد استغراباً لدى اغلب المواطنين الذين طالبوا الأمانة بتبديل نوعية هذه الأرصفة التي لا تجدي نفعا، وطالب عبد الكريم امانة العاصمة بعمل مشاريع خدمية في المناطق التي لاقت التهميش من قبل النظام السابق لا سيما الزراعية التي تحتاج الى ابسط الخدمات، والتي كانت تعوّل على الدولة بالنهوض بواقع هذه المناطق التي ازداد عدد سكانها في السنوات الأخيرة، ويضيف ان الأمانة تركز على المناطق التي تتوفر فيها أغلب الخدمات وتعيد تبليط الشوارع التي لا تحتاج الى تبليط وتتجاهل المناطق التي تستحق ان تنفذ فيها المشاريع الخدمية، ولو تم العمل بهذه المناطق لكان عمل أمانة العاصمة مثمراً بشكل أكثر وتنال رضا أغلب المواطنين لاسيما سكنة المناطق الزراعية.

طمس معالم بغداد

وعلّق المواطن يحيى فاضل قائلا "ان مشاريع امانة بغداد اغلبها تنفذ بشكل خاطئ، اذ نجد ان الامانة تقوم بنصب شبكة مياه للشرب وتعمل على مد الأنابيب وتنفذ المشروع بشكل كامل وتقوم بتبليط الشوارع التي تضررت في إثناء عمل المشروع وتعمل ارصفة جديدة وينتهي العمل من هذا المشروع، ولكن بعد مدة قصيرة نجد ان الأمانة تعود لعمل مشروع جديد في المكان نفسه كان يكون نصب شبكة مجارٍ، وتقوم بحفر الشوارع من جديد وتغيير الارصفة التي عملتها قبل مدة زمنية قصيرة، وهذا العمل تتضرر منه الدور والمحال القريبة من مكان العمل بسبب اغلاق الشوارع وتراكم المخلافات من اتربة ونفايات، واضاف فاضل: على امانة العاصمة وضع خطط مستقبلية للمشاريع تنفذ بشكل كامل وليس بشكل متقطع كما يحدث حاليا، اذ نلاحظ افتقار المشاريع التي تنفذها امانة بغداد الى التخطيط السليم والتنسيق بين مختلف المشاريع في الموقع المراد تنفيذ العمل فيه، ويضيف: ان هذه الاعمال تهدف الى طمس معالم بغداد وتغييرها نحو الأسوأ والدليل هو تكرار حالة استبدال الارصفة أو البنى التحتية الجيدة بأخرى سيئة، فضلاً عن تشويه منظر المكان وإهماله، عازياً السبب في هذه الفوضى وسوء التنفيذ لمثل هكذا مشاريع الى احالتها الى اشخاص لا يتمتعون بالخبرة والكفاءة اللازمة على وفق مواصفات مشبوهة تفوح منها رائحة الفساد.

قطع الأرزاق

المواطن عيسى رحيم صاحب محل لتصليح السيارات ومن المتضررين بسبب احد المشاريع التي اقامتها امانة العاصمة أمام محله يقول: ان سبب التلكؤ في تنفيذ المشاريع والإطالة في الانتهاء منها يعد عاملاً لقطع ارزاقنا لمدد طوال خصوصاً اننا اصحاب عوائل كبيرة ونعتمد اعتماداً كلياً على عملنا لسد متطلبات عوائلنا، لاسيما انه لم يعد باستطاعة زبائننا الوصول الى محالنا نتيجة لتهديم الأرصفة وعدم وجود منفذ منها يؤدي الى محالنا ما أضطر أكثر زبائننا الى البحث عن اماكن بديلة لاصلاح سياراتهم وهو ما انعكس سلباً على مورد رزقنا الوحيد، واضاف رحيم: ان المشروع استغرق وقتاً أطول خصوصاً انه لا يشمل أي اعمال أخرى غير بناء ارصفة جديدة فكان المفروض ان يتم الانتهاء منه سريعاً وليس بهذا البطء الذي أثّر على اعمال جميع اصحاب المحال التجارية هناك. ويضيف: ان اعمال الحفر التي جرت في بداية المشروع لم تأخذ بالحسبان وتراعي وجود مفاصل للبنى التحتية من انابيب ماء ومجار، بحيث ان الانبوب الرئيس للماء بدا واضحاً للعيان وهو ما قد يعرضه للكسر عند الشروع بإنشاء اعمال الصب والرصف خصوصاً ان هذا الانبوب يقع قريباً جداً من نقطة رئيسة للمياه الثقيلة.

هيئة خدمات بغداد

عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي يقول: لدى امانة بغداد خطة لتطوير أرصفة العاصمة وهنالك مناطق تم تغيير أرصفتها بشكل كامل وهنالك مناطق لم تشملها خطة تعديل الأرصفة، وانا اتمنى ان يكون تطويراً لمدة 30 سنة أو أكثر اذ ان هذه المشاريع يجب ان تنفذ بشكل كامل لا يحتاج الى المراجعة أو التطوير من جديد، كما تعمل الامانة في بعض المشاريع اذ نلاحظ ان هنالك أرصفة يتم انشاؤها حديثا، ولكن بعد مدة تتم إزالتها من قبل الامانة وهذا الأمر يتكرر أكثر من مرة في المكان عينه وهنالك توثيق من قبل مجلس محافظة بغداد لهذه الحالة، واعتبر الربيعي ان عملية التخطيط هي ضمان دائم لكل المشاريع، اذ يجب ان توضع خطط لجميع المشاريع لدراسة كل متطلبات المشروع بشكل كامل بحيث لا يحتاج الى مراجعة في المستقبل، كما هو الحال مع مشروع تطوير شارع (ابو نؤاس) الذي تم تنفيذ كل الأمور الخدمية تحته وهذا المشروع لا يحتاج الى مراجعة لمدة خمسين سنة أو أكثر، وهذا العمل يجب ان يكون نموذجاً للمشاريع المستقبلية التي ستنفذها أمانة العاصمة. ويبين الربيعي ان مادة (الكربستون) المستخدم في شوارع العاصمة كان يصنع داخل البلد في معامل اثبتت فشلها في هذا الجانب وهذه المعامل في مناطق العبيدي والكمالية والزعفرانية، ويضيف ان هنالك تقارير رفعتها دائرة مشاريع هيئة خدمات بغداد مفادها ان هذه المواد هشة وتتآكل بشكل سريع وتتكسر القوالب الجانبية، وهذا الأمر تمت معالجته في المدة الأخيرة وتم استخدام مواد افضل من السابقة.

شركات أجنبية

حكيم عبد الزهرة مدير مكتب العلاقات والاعلام في امانة العاصمة يقول: ان امانة بغداد تعمل ضمن خطط وتخصيصات محددة وهنالك أولويات للبنى التحتية للمنطقة التي تحتاج الى مشاريع خدمية، وهنالك ضوابط وتعليمات ملتزمة بها امانة العاصمة ولا يوجد مشروع نفذ بشكل عشوائي، وردا على سؤال حول تغيير الارصفة أكثر من مرة في بعض المناطق يقول عبد الزهرة: ان أية شركة تتسلم مشروع تطوير شارع مكلفة بوضع قالب جانبي أو مقرنص، وما يحدث هو ان اللجان المشرفة على العمل تلاحظ انحرافاً بالمواصفات المتفق عليها مسبقا بين الامانة والشركة المكلفة، وبالتالي تطالب اللجان المشرفة برفع هذا العمل كونه غير متناسب مع المواصفات المتفق عليها، وتتم اعادة عمله من جديد وهذا الجانب لا تتحمله امانة العاصمة بل تتحمله الشركات المكلفة، ويضيف: ان رفع القالب الجانبي أو تغيير الرصيف يحسب لامانة العاصمة وليس ضدها اذ ان الامانة لا تتحمل الخسائر المادية في هذا الجانب، وانما ترفض أي عمل خاطئ وان الامانة ترفض أي عمل غير خاضع لمواصفات موضوعة مسبقا، وان أي رصيف يرفع ويتم استبداله يعني ان الشركة المكلفة مخالفة للمواصفات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !