مواضيع اليوم

مشهد مروع ومفزع للمجزرة التي شهدها معسكر اشرف في العراق , عربات عسكرية مجنزرة تعربد , جنود يتراكضون

حسن الطوالبة

2011-11-14 14:19:47

0

 لقد أقصت الثورة التونسية الرئيس زين العابدين بن علي , وحققت مرحلة مهمة

على طريق انجاز الثورة ,التي تحقق مطالب الشعب في الإصلاح الاقتصادي والسياسي . أما الثورة المصرية فما زالت في مرحلتها الأولىـ كتابة هذه السطور ـ  , حيث أجبرت الرئيس المصري أن يقيل الحكومة ويعين نائبا لرئيس الجمهورية , ويكلف الفريق احمد شفيق لتشكيل الحكومة .

 إن من ابرز الدروس الأولية المستفادة من الثورتين ما يأتي :

 1 . درس الأحزاب الحاكمة, لاشك أن حزب التجمع الدستوري في تونس, له تاريخ نضالي معروف , أثناء مقاومة الاستعمار الفرنسي , وله تاريخ  مهم أثناء الاستقلال , وبدأ الحزب ينحرف بالتدريج بعد أن تسلم الحكم في البلاد , وصار له

أزلام ومريدين ومندسين وانتهازيين هدفهم التسلق عبر المواقع الحزبية لنيل اكبر قدر من المكاسب المادية والجاه السياسي ,وبهذا تحول الحزب الحر الدستوري المناضل إلى حزب حاكم بيده المال والسلطة ,وصار هم  قيادات الحزب جمع المال والعيش في قصور فارعة , ويركبون السيارات الحديثة والطائرات السريعة , لتوصلهم إلى منتجعاتهم في بلدان أوروبا, ولم يعد للشعب مكان في تفكيرهم واهتماماتهم اليومية..

 قيل أن حزب التجمع الدستوري يضم في صفوفه أكثر من 3 ملايين عضو, وهذا

عائد لما يسمى بالكسب الكمي وليس الكسب النوعي, وعندما يتضخم العدد الحزبي

يصبح عبئا على الحزب من حيث التنظيم والقيام بالمهمات اليومية والمهمات الإستراتيجية.

 أما في مصر فحزب التجمع الحاكم ليس له تاريخ نضالي مميز قبل ثورة 1952, ولا بعدها, وإنما هو حزب سلطوي منذ الأساس, ولا غرابة أن ينضم إليه الملايين

من أبناء مصر لنيل مكسب مادي أو وظيفي في السلطة المدنية أو العسكرية , وهذا الكم الهائل تلاشى في أول امتحان على الأرض , ولو كنت مسئولا عن هذا الحزب لفصلت جميع القيادات العليا والدنيا , لأنهم لم يتمكنوا من حماية مقرهم الحزبي ,

ولم يجدوا من يدافع عن المقر الحزبي من أبناء الشعب. وهذا يعني انفصالهم عن الشعب .

  2 . الفراغ السياسي أثناء الثورة وبعدها, وهذا الفراغ عائد إلى يطش الأنظمة المتسلطة في تونس ومصر, حيث تم محاصرة الأحزاب الوطنية والقومية واليسارية والدينية, أضف إلى ذلك عدم إيمان الأحزاب الأنف ذكرها بلغة الحوار الحضاري

بحيث لم تشكل هذه الأحزاب قيادة ميدانية وسياسية يمكنها مليء الفراغ عندما تحين الفرصة, ولهذا السبب سادت الفوضى في كلا البلدين, واستغل قطاع الطرق الحالة

المائعة في الشارع وعاثوا فسادا بسرقة المحلات التجارية بدعوى أنها تخص أقارب

الرئيس أو من حاشيته .

  معظم الأنظمة العربية حاربت الأحزاب اليسارية والقومية , فيما منحت الأحزاب الدينية فرصة الكسب الجماهيري على حساب الأحزاب المحظورة . واليوم صارت الأحزاب الدينية في خانة الإرهاب وتحارب من قبل الغرب ومن الولايات المتحدة

بالذات , وشكل عدم التوازن في التعامل مع الأحزاب خللا في سلطة الدولة القطرية على الأحزاب , ولم تتمكن الأنظمة تتحرر من هيمنة الإدارة الأمريكية التي اعتبرت

الأحزاب الدينية أحزابا إرهابية .

 3 . تحرص الأحزاب والأنظمة على كسب الشباب , لما في الشباب من حيوية وقدرة على تحمل المصاعب , وأهليتهم لاستيعاب التطور العلمي والتقني , والانسجام مع مستجدات العصر , وهذا التوجه صائب بكل المقاييس العلمية والنفسية

.ولكن المشكلة أن الأحزاب ومنظمات الشباب الحكومية تعتمد الكسب العشوائي والكمي, ولا تعتمد الكسب النوعي, أي كسب الشباب الذين لديهم الاستعداد للعمل والتضحية , والقدرة على الإبداع والقيادة الشبابية .

 وإذا نظرنا إلى قواعد الأحزاب ومنظمات الشباب الحكومية, هي في معظمها منقادة وليست قائدة, فالمسئول الشبابي لابد أن يكون شابا يتفاعل مع الشباب بروح وثابة

فيها القدرة على التعامل مع تقنيات العصر.

 في ثورتي تونس ومصر كان الشباب هم القادة, هم الذين قدموا أنفسهم وبذلوا دمائهم من اجل إنجاح الثورة , ولكن الشباب لم يكن لهم تنظيم مسبق , بل كانت وسائل الاتصال الحديثة هي العامل المهم في التواصل وإدامة زخم الثورة .

من هذه التجربة بات من الخطأ حصر الشباب في اطر ضيقة تحرمهم حقهم الإنساني

في الانتماء إلى الأحزاب والى الجمعيات الاجتماعية والسياسية.

4 . لم تعد الأحزاب التقليدية هي التي تقود الشارع العربي , بل صارت ذيليه لحركة الشارع , تحاول أن تأخذ دورها قبل فوات الأوان ,وحتى لا نظلم الأحزاب , فان شيوع هذه الحالة سببها الأنظمة الرسمية التي حجمت دور الأحزاب , وحاربت قيادات الأحزاب في رزقهم وتشريدهم خارج أوطانهم , وصار الحزبي مثل الثور الأجرب يخاف الناس العدوى منه . المهم أننا لابد أن نعترف أن قيادة الشارع باتت

للشباب ولابد من إتاحة المجال أمامهم لتنظيم أنفسهم ما دام الحس الوطني يتدفق منهم

باتجاه الخير  و الإصلاح , بدلا من أن ينحرفوا باتجاهات خاطئة , تعود بالضرر عليهم وعلى الأوطان ومصالح العباد .

 إن هذه بعض الدروس التي يمكن أن يستفيد منها بعض الحكام الذين ينتظرون دورهم في حساب الجماهير , لأنهم مارسوا الحكم المستبد والظلم , وساد الفساد في أركان حكمهم , أليس هذا الدرس كفيل  بالحكام المعنيين أن يتدبروا أمرهم قبل يوم الحساب ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !