مشهد صباحي
شعر / سامي القريني
صَباحاً فتحتُ الشبابيكَ
حدَّقتُ أكثرَ في نخلةِ البيتِ
كنتُ أراها صغيراً
وَهَا هيَ تنمو
وأنمو أَنَا مَعَهَا مِثْلَ سَعْفٍ جريحْ
رغيفي - غبارٌ وريحْ !
تساءَلتُ كيفَ إذا نحن متنا جميعاً
ولمْ يبقَ في البيتِ بيتٌ ليسكنَهُ البيتُ -
هلْ سوفَ يبقى النخيلْ
يكفكفُ أدمعَهُ في مَهَبِّ الرحيلْ ؟
وأيقنتُ من بعدِ عشرينَ عامْ
بأنَّ النخيلَ بإمكانِهِ أنْ يُلَخِّصَ أوجاعَ صاحِبِهِ
دونَ أنْ ينحني حسرةً أو ينامْ
صباحاً صحوتُ
وَأَعْدَدْتُ للشمسِ قهوتَهَا
لَمْ تجئنِي كعادتِهَا، اختَصَرَتْنِيْ العِبَارَاتُ
وَالِاسْتِعَارَاتُ صَارَتْ حقولاً مِنَ الضَّوْءِ،
وَحدي مَشيتُ على ضفّةِ الوَقْتِ نَهْراً /
تَأَنَّقَ صَمْتِيْ بثرثرةٍ حَافِيَةْ
وَأدركتُ بعدَ امتزاجي بِمَا أَنَا فِيْهِ
بأنّي أُمارسُ حالةَ عِشْقٍ
مَعَ القَافِيَةْ .
28/1/2009
التعليقات (0)