مواضيع اليوم

مشهد الغضب العراقي

Shuwan Hassan

2011-02-25 17:55:51

0

ضع كفك علي كتفي وحمله وزر كل الدماء التي تعفر جبهتك
ودعني اسير بك مرة اخرى الى حيث ينتهي الجدول.
واسمع موسيقى حالمة لاتلائم المشهد الذي يلعب فيه ابطال المسرحية ادوارهم على اكمل وجه .....
تمثيلا يفوق حد الوصف.. يتعدى حد الكمال. يستحق ان ترفع القبعات من اجله.
. على رسلك..فالممثلون جاؤا من كل اطيافك التي لاتشبه لونا
فاطيافك كلها متشابهه في قبحها. او ربما انا الذي يصيبني عمى الالوان كلما قيل لي هاهو طيفك

عذرا لخروجي من نص لم يكتب ولنعد الى حيث انتهى التصفيق
كل شيء يمضي كما يريد المخرجون..كل دمية مشدودة بخيط متين ومن فوق تتحرك الايادي فتنفذ الدمى ادوراها باتقان
المهرجون يتقافزون على خشبة المسرح يشغلون الجمهور ريثما يستعد الطاقم للمشاهد القادمه وتنظف الكواليس

ينادي احدهم هذا يوم الغضب
هنا تعرض مسرحية وهذا هوه مقعدك في الصف الاول .
دع كتفي الان ايها الهرم وتمتع فكل شيء يسير حسب الخطه.
طرقه اثنتان.................وهذه هي الثالثه

ويبدء المشهد
على الخشبه ملحد ومؤمن..شيعي وسني..اشتراكي وراسمالي...شيوعي وديمقراطي
..قومي واممي....مهمش ونجم ساطع....عاطل عن العمل وتاجر

مصمم الازياء ينظر من وراء الكواليس:"كم متعددة الوانك ايها المشهد؟"
المخرج يمسك بكوب شاي فيه خلطة جن مع بعض الثلج يديره باصبعه كلما انشغل الجمهور بخفة دم المهرجين

حتى صاح احد الممثلين بصوت اشبه بصوت القعقاع...الشعب يريد اسقاط النظام
رمقنا بنظره بعد ان قطع صوته انفاس الجميع
برزت اسنانه الصفراء واهتزت لحيته قليلا من شدة ضحكه علينا واشار الى ماوراء الجمهور

التفت الجميع وكنت فيمن التفت انت ذاتك ....واشار شيخنا الى نقطة حمراء خلف نافذة مظلله: انها الكامره الخفيه

ضحك الجمهور وعلت ضحكاتك ورأيتك تضرب كفك على فخذك وتردد مع الجمهور :كامره خفيه

تركتك لامضي ومررت بكشك يبيع مشروبا شرعيا لايسكر بعده الشعب ومعه كارت كتب فيه:
"ارجوكم ايها العراقيون اثبتوا ولو لمره واحده في حياتي او حياتكم ان المتشائمين من امثالي كانوا على خطاء
اثبنوا لي ان المعممين ممن شاهدتهم في ساحة التحرير ليس لهم اجنده طائفيه
وان مقتدى الصدر في سفرته الاخيره مثلا لم يذهب ليستلم تفاصيل الدور الذي سيؤديه خلال هذه الايام
وان احدهم لن يفجر نفسه وسط المشهد....واننا لن نشهد موكبا حسينيا يطبر فيه المطبرون ويضرب على روسهم كل ناقص عقل ودين"

رميت الورقه ..لابد انها كانت مشهدا نسيه المخرج او فات على احد المهرجين ان يؤديه
رميت الزجاجه
مالي وزجاجاتك التي لاتسكر؟؟
مالي واياك؟؟ماشاني وشأنك ايها العراق ؟
كل ماعاهدت نفس عليه هنا هو ان لا اكتب الا عن امراءة لن تكون
عن ليلة حب مجنونه لايعكرها سوى اطلالتك البائسه في نشرات الاخبار
ولتكن اطلالتك بائسه ..المهم هي ليلة حب امضيها تحت سقف سميته سماء العراق وهناك مزهرية اسميت الورد الاصطناعي فيها بالجوري...اما خرير الماء فهو صوت مسجل يتراءى لي بانه دجله او حتى الساقيه التي تمر بباب بيتنا...نعم كان لي فيك بيت وكان لي فيك جيران يخافون علي وكان لي فيك الكثير
واليوم لا املك فيك شيئا..او قل لم يعد لي عندك شيء
فامثالك مثل اوطان امر بها كلما راودني عني نفسي وطن
ادفع له اجرة ليلة او اثنتين...انام فيه ....اطئ فراشه بشبق...احمل جنسيته بفخر..اتكلم بلغته من غير عجمه او خطاء....اضحك من نكاته والبس مايلبس....لاقوم في صباح لايهم تاريخه ولاشمسه ولا القمر الذي انار ليله....احمل حقيبتي وادفع اجرة البغي وارتشف اخر قطرة مسكرة منه لاترنح حتى ابلغ محطة تقلني بعيدا عنه وعنك
فاغتسل من ذنب ارتكبته في فراش وطن بغي ..وعار وطن كنت احسبه ملكي لكنه طعنني في اشتياقي له
ماشاني وشأنك اذا ياعراق.....سوى انني اسقط في فخك احيانا فاكتب عنك ايها الوطن اللاوطن واختم كل رسائلي اليك ب""ويحك لا اطيقك" حتى ان امتنع قلمي عن خطها لابقى ارددها بيني وبين نفسي
فالقي بك على اعتاب الحانات
فحتى الخانات الرخيصه لم تعد تطيقك
فانتفض من غفوتك واستفق من سباتك والا ركلتك اقدام السكارى ورمتك البغايا باعقاب السجائر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !