جامعة فرانكفورت.
مشكيلة ثبوت رؤية الهلال في المانيا ؟
بقلم بوجمعة بولحية./المانيا.
من المأكد لدى المسليمن أن تحديد بداية شهر رمضان المعظم ونهايته من الناحيتين الفلكية والشرعية ينبني على رؤية الهلال..!
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "صومو لرأيته و أفطرو لرأيته" متفق عليه.
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من رأى منكم الشهر فل يصمه ".
لقد أصبح مشكيل ثبوت رؤية الهلال، وتحديد بداية شهررمضان المعظم ونهايته، وموعد الأعياد ، أمر يزعج المسليمن في اوروبا وخاصة المانيا، وهو يتجدد كل سنة.
نحن على علم أن عيد الفطر يعقب شهر رمضان وأن هناك خلافاً دائماً بين المسلمين حول هذا اليوم (يحتفل به البعض بعد اليوم التاسع والعشرين بينما يحتفل به الآخرون بعد الثلاثين من الشهر) ولكن بخصوص عيد الأضحى هل يتفق هذا اليوم مع مايقوم به الحجاج فى مكة أم يمكن الاختلاف في هذا اليوم بحسب اختلاف البلد التي يوجد بها كل فرد ؟ أما القول بأنه إذا رؤي الهلال في بلد لزم جميع البلدان هو مذهب جمهور العلماء ، وقد اختاره الشيخ ابن باز رحمه الله ، كما في
مجموع الفتاوى ( 77 / 15 ) والقول باعتبار اختلاف المطالع هو الأصح عند الشافعية ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واختاره من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين،و ينبني على هذا الخلاف اختلاف المسلمين في عيد الفطر وعيد الأضحى من غير فرق بينهما قال الشيخ ابن باز رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في العمل باختلاف المطالع من دخول الشهر وخروجه :
" والذي يظهر لي أن اختلافها لا يؤثر ، وأن الواجب هو العمل برؤية الهلال صوماً وإفطارا وتضحية متى ثبتت رؤيته ثبوتا شرعيا في أي بلد ما .ثم قال : وإذا قلنا باعتبار اختلاف المطالع في الحكم أو لم نقَلُ به ، فالظاهر أن الحكم في رمضان والأضحى سواء ، لا فرق بينهما فيما أعلمه من الشرع " انتهى .
وفي فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المشار إليها آنفا ذكَرَ أن اختلاف المطالع يعُملَ به في عيد الأضحى كما يعُمل به في دخول شهر رمضان وخروجه .
وعلى هذا فلا إشكال في أن عيد الأضحى يكون في بلد يوم الجمعة ، ويكون في بلد آخريوم السبت ، وهكذا ، بناء على تعدد الرؤية واختلافها.ومثل هذا يقال في صوم رمضان ، وفي صوم عرفة ، وصوم عاشوراء ، لأنها مسائل مترتبة على رؤية الهلال والحكم بدخول الشهر أو عدم دخوله. والله أعلم.
إن شهر رمضان الأعظم مبارك وعظيم ينعم به الله عز وجل على عباده كل سنة وهو شهر جُمع فيه الخير كله أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولصيام شهررمضان المبارك اهتمام خاص في قلوب الأقليات المسلمة في البلاد الأروبية عامة وفي بلاد المانية الأتحادية خاصة حيث تحرص الأقلية العربية المسليمة على وجه الخصوص على صيام هذا الشهرالكريم وقيامه مهما كانت الظروف صعبة وقاسية في كثير من الأحيان وهذا هو دأبها منذ وطئت بأقدامها أرض ألمانيا وبتزايد أعداد الأقلية المسلمة المقيمة بالمانية تزايد المساجد والجمعيات المشرفة على تسيرها وخدمتها مما استتبع معه تعددا في الأراء والرؤى خاصة مع أبناء الجيل الثاني فكان طبيعيا أن تزايد الخلافات والأختلافات حول بداية شهر رمضان الكريم ونهايته فكان من نتائج ذللك كله انشقاقات ومنازعات بين أبناء المسجد الواحد بل وحتى بين أبناء الأسرة الواحدة وهذا ما يستدعي ضرورت البحث وبعمق في سبيل توحيد الصيام بين كافة أبناء المسليمن في المانيا الاتحادية جمعا لكلمتها وتوحيدا الجهودها وتنظيما لكافة شؤونها الدينية والدنيوية وعليه و من أجل لبحث سبل توحيد الصيام في المانيا فقد اقيمت الندوات ومحاضرات المختلفة بل أقيمت مؤتمرات دولية و تم إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكلها النهائي ومعظم العلماء اعطاو رأيهم ووجهة نظر شرعية فيها بعد جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها وتجنب الاجتهادات الخاطئة في شرحها للنظر في هذا الأمر من كافة جوانبه الفقهية حتى تكون صورة واضحة للجميع تهدف إلى تأكد أن مثل هذه القضايا لا يجب أن تغيب عن العلماء المسليمن بعد أن تسلل الشك لدى الكثيرين ما يعني ضرورة إيضاح التأصيل الشرعي لمسألة دخول شهرالعبادة والخرج منها.
وكان المؤتمر الذي نظمه مسجد التقوى بفرانكفورت سنة 1999م والذي جمع أئمة المساجد وممثلى الجمعيات بألمانيا بحضور بعض العلماء المسليمن ومنهم الدكتور مصطفى بن حمزة والدكتور فاروق حمادة من المغرب والدكتور محمد الهواري من المانيا،قد تداولوا في القواعد التي يجب اتباعها لتحديد أوائل الشهور القمرية وعلى الأخص إثبات هلال كل من شهري رمضان وشوال وكانت الجمعيات الإسلامية قد اتفقت على ماجاء في الوثيقة الموقعة بتاريخ 23/06/ 1999 م وعلى مايلي : نظرا لتعذر رؤية الهلال في المانيا في كيثر من أيام السنة وإمكانية الاستفادة من الحسابات الفلكية العلمية المتقدمة الصادرة عن هيئات موثوقة بها والتي لا يرقى إليها الشك، ورغبة في الوصول إلى قرار يتفق مع وحدة كلمة المسليمين والمحافظة على أشهر العبادة في الدخول والخروج منها. أولا:الأصل في تحديد بداية الشهور القمرية هو الرؤية البصرية الصحيحة سواء تمت بالعين المجردة أم بالاستعانة بالراصدات الفلكية (التلسكوب)، وعلى اللجان المتخصصة أن تتحرى رؤية الهلال ما وجدت إلى ذلك سبيلا وتعلم بها إذا ثبتت لديها ثبوتا شرعيا صحيحا،وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلام :(صموا لرؤيته وافطروا لرؤيته). ثانيا:إذا تعذرت رؤية الهلال لسبب من الاسباب،وثبتت الرؤية الصحيحة شرعيا في أي بلاد إسلامي، ووصل خبرها بطريق موثوق بها شرعا ، فيمكن الاخذ بهذه الرؤية بشرط أن يؤكد الحساب الفلكي إمكانية رؤية الهلال في هذه البلاد لولا الموانع الطبيعية. ثالثا : يتم التنسيق مع اللجنة الالمانية الإسلامية للأهلة للمشاركة في لقاءاتها والاعتماد على حساباتها للتقدير في دخول أشهر العبادة والخروج منها. ويعود للجنة المشتركة الإعلان عن دخول الشهر والخروج منه وعلى الجميع الالتزام بالقرار الصادر عنها.
ثم أنعقد بجامعة فرانكفورت مؤتمرالدوليا حول توحيد الصيام في ألمانيا مابين 12-13 مارس 2011 وقد حضر المؤتمر كل من الداعية أحمد المزوجي والدكتور بنعيسى بويوزان والعلامة الطاهر التجكاني عضو في المجلس العلمي الأوروبي لعلماء المغاربة والدكتور مصطفى المرابط عضو في المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج و الأستاذ إبراهيم عبار عضو مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج وبحث العالم الفالكي بجامعة فرانكفورت و دارمشطاط Dietmar" Bönning" والعالم الفالكي المغربي الدكتورمحمد الرمشاني والعلامة الحسن الوراكلي والدكتور قاسم سعيد والدكتور عبد الله أبو سليمان والدكتور عواد الخلف والشيخ البقالي الخمار و قد شارك جميع السادة في هذا المؤتمربقراءة بحوثيهم ومنها بحث بعنوان : توحيد الرؤية أنطلاقا من غرب شمال إفريقيا وغرب أوروبا مع أعتباردرج المسافة للعالم الفالكي الدكتور محمد الرمشاني وعدد من البحوث الأخرى وقد أصدرالمؤتمر في جلسته الختامية عدد من التوصيات الهامة منها القواعد التي يجب اتباعها لتحديد أوائل الشهور القمرية، ويعتبر هذا المؤتمرهو تفعيل الوثيقة المؤتمرالسنوي الذي نطمه مسجد التقوى والذي كانت تعمل به جميع الجمعيات العربية منذ سنة 1999م إلى سنة 2009م . ويعود الفضل لهذه الوثيقة نتجة المؤتمرالسنوي الذي نطمه مسجد التقوى بفرانكفورت وبدء العمل بها إلى غايت سنة 2009 م ثم تجددت مشكلة الإختلاف مرة أخرى.
كان ( المجلس الفقهي ) لرابطة الاسلامية بولاية هسن الألمانية هو الذي ينسق مع العالم الألماني" Dietmar Bönning "بجامعة فرانكفورت في ما يخص رؤية الهلال في المانيا وتحديد بداية شهر رمضان المعظم ونهايته.
لكن هذا كُلُّهُ لم يحل المشكل بين المسليمن في المانيا و لم تزل أختلافاتهم بين المد والجزر و إن المتأمل في شكل هذه الأختلافات يجد أن هنك دعوى لتفريق بينهم ولذلك أنا على يقين من أن هناك جهة ما تقف وراء هذه التفريقه حتى يقوموا بإفساد المسلمين وضعفهم وكسر معنوياتهم و نحن نحتاج أكثر من اي وقت مضى الى تكاتف كل المسلمين على رغم اختلافاتهم.
وهذه الأختلافات ليس لها حل إطلاقاً إلا حل واحد: أن يتحد العرب المسلمين مع أخونهم الأتراك في ألمانيا الأنهم عندهم فتوى تجيز الأخذ بالحسابات الفلكية في موضوع تحديد أوائل الشهور و يعتدون بالحسابات الفلكية ولا يأخذون بمسألة الرؤيا ويخرجون من هذا الانشقاق الكبير.
التعليقات (0)