مواضيع اليوم

مشكلتنا ليست طائفية في الأساس ..منصور الجمري

رانيا جمال

2012-05-03 05:50:45

0


لجانب الطائفي في المشكلة البحرينية يُعتبر قضية خطيرة، لكنه ليس أساس المشكلة. الطائفية إنما هي وسيلة لإشغال الناس ببعضهم بعضاً؛ ولو عدنا إلى جميع الأحداث التي مرّت بها البحرين منذ بروز أول حركة وطنية قادها رموز من الطائفتين في 1938؛ فسنجد أن العوامل المشتركة واحدة، وأن المطالب متقاربة جدّاً، وهي تتمحور أساساً حول سعي البحرين للتحوُّل إلى دولة حديثة تعتمد النهج السياسي القائم على مفهوم «المواطنة»؛ ما يعني أن مؤسسات الدولة إنما هي ملك لجميع المواطنين، وأن التمايز إنما يكون على أساس الكفاءة والعطاء والإخلاص.

في السنوات الأخيرة استقوَت جماعات رأت أن مصالحها الأنانية البحتة تتضرر في حال حققت البحرين مستوى الدولة العصرية القائمة على مفهوم المواطنة، وعليه فإنّ السبيل إلى منع ذلك هو تفريق المجتمع عبر تفضيل بعضه على بعض ونقل المشكلة من مطالب وطنية إلى مشكلة تتعلق بطائفة ما، وأن المنتمين إلى هذه الطائفة من صغيرهم إلى كبيرهم، بنسائهم ورجالهم، بمختلف توجهات أبنائهم، لا يمكن الوثوق بهم، وأنهم جميعاً من دون استثناء يتخفّون تحت شعارات الديمقراطية من أجل قلب المعادلة السياسية لصالحهم، وبعدها سيظلمون غيرهم بالطريقة الظالمة نفسها التي يتعرضون لها حاليّاً، وأن الحل هو في الاستمرار في طريقة التعامل الحالية، وإحكام السيطرة عليهم من كل جانب.

هذا المنطق لا يقود إلى صلاح، والفئة التي تتبع هذا المنطق تجد نفسها ضائعة وخائفة حتى من ظلها؛ لأنها تفقد الثقة في الآخرين، وبالتالي تفقد الثقة في نفسها أيضاً، وتتحوَّل مع الزمن إلى مجموعات لا تنتمي إلى الحضارة الإنسانية؛ لأنها تشك في أيِّ مخلوق يرفض نهجها غير القويم. والأنكى من ذلك أن أصحاب هذا المنطق ينظرون إلى الآخرين متخذين من أنفسهم أنموذجاً؛ فهُم يعتقدون أن الآخرين يتحركون من أجل المصالح الأنانية فقط، وأن كلَّ شخص يقف ضدّهم قد تم شراؤه بثمن ما. هذا المنطق ربما يُعبِّر عن حال المرء الذي لا يرى أيّة قيمة أخلاقية في مسيرة الإنسان، وأن الأمر كله يتعلق بمنطق القوة والبطش والقدرة على شراء الآخرين.

إن أكثرية الناس من أيّ فئة أو طائفة أو قبيلة أو عرق لا يؤمنون بهذا المنطق غير الإنساني، فكلُّنا بشر، وكلُّنا متساوون في الحقوق والواجبات، وليس من حق أحد أن يؤسس نظرية وهميّة يتهم من خلالها الآخرين بعدم ولائهم لأوطانهم، بل إن من يقوم بذلك عليه أن يتأكد من نفسه أولاً، وأن يحتكم إلى ضميره بدلاً من الانصياع إلى نفسه الأمّارة بالسوء.ش

 

مقالات للكاتب منصور الجمري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !