مشكلتنا في القيادة!

القيادة الفاعلة والمتجردة والمتفانية أحد أهم الشروط الأساسية لنجاح أي جبهة سياسية أو حركة نضالية في أي بُقعة من العالم لأن هذه القيادة هي التي تُجسد الرسالة فكراً ومنهجاً وهي التي تُترجمها بوسائل إبداعية تتماشى مع الواقع وهي التي تَخلق لغة التفاهم المتوازنة مع الحُلفاء الداعميين يبدو لي أنّ مُشكلة العفر هي إفتقادهم لمثل هذه النوعية من القيادة وهي في نظري أحد المُعضلات التي عصفت بالجبهات العفرية وحركاتهم النضالية في القديم والحديث وأنّ أغلب الحركات العفرية خَتمت مَسيرتها النضالية المريرة التي خاضتها بالفشل الذريع لكن أكثرها غرابةً وأعمقها أثراً علي الوجدان العفري هي الخواتيم التي أُخْتُتم بها كفاح جبهتي ( اقوقومو ) في اثيوبيا و (الفروض ) في جيبوتي والأولى قدمت تضحيات مريرة علي مدى أكثر من 25 عاماً والنانية أُستُشهد من أجلها أغلى وأعتى رجالات العفر الأفذاذ لكن للأسف فقد حصل إختزال مروع لتضحياتهم الجسيمة بحفنة من الدولارات وبعض الكراسي السيادية لبعض الأشخاص المعدودين بالأصابع .
وهذه النهاية المُؤسفة أصابت العفر في المقتل في دب في نفوس الأغلبية اليأس والإحباط ومات بعض المناضليين المخلصيين هماً وغماً والآخرين منهم سقطوا في مستنقع الأمراض النفسية والعقلية وحتى إعتقد بعض المهمتمين العفريين بأنه لا تقوم بعد هذا المشهد الدرامي المُحبط جبهة أو حركة عفرية جديدة لكن بخلاف كل تلك التوقعات فقد أسس العفر الذين أضطهدوا وأهينت كرامتهم في إرتريا تنظيم سياسي جديد برؤية جديدة وهو ( التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر ).
طبعاً أمام قيادة هذا التنظيم تجارب مريرة التي مرت علي الحركات العفرية وفوق هذه التجارب والخبرات تنظر اليهم العفر بعيون أرهقتها تلك التجارب الفاشلة وبنفوس أثقلتها أذران وترسبات تاريخية.
إذن كل هذه التحديات التاريخية والواقعية تضعهم أمام إمتحان مصيري صعب إسمه ( نكون أو لا نكون ) وفشلهم في هذا الإمتحان يعني سقوط معنوي لأمتنا ونجاحهم يعني بعث الأمل وتجدد الروح المعنوية لأمتنا من جديد ,,,!