مشكلة العرب بسيطة
الوطن العرب مشكلته بسيطة جدا وفي نفس الوقت عويصة جدا. فهو قائم على نقائض لا يمكن الفصل بينهما، ألا وهما الدين، والملك. فقد ولد الدين بلا دولة، وهكذا أراد المولى تعالى. ولكن العرب لم يرضوا إلا بالجمع بين الدين والدولة. ولكن في خضم ذلك تفرق الدين فأصبح المسلمين شيعة وأحزابا، وأصبحت الشورى ملك. فمنهم من جمع بين المذهب والملك، ومنهم من جميع بين المذهب والجمهورية، وما هي بجمهورية، ومنهم من جمع بين العلمانية التي لا يستوي بدونها الإسلام، ولم يطبقوها إلا اسما، بعيدا عن المذهبية والصبغة الدينية ظاهر، وهم غاطسون فيها.
نحن لسنا الغرب، نحن لنا سمة خاصة. والذي أظهر هذه السمة من بين الدول العربية لا أحد، ولكن هناك من جمع بين الشرق والغرب جغرافيا وسياسيا ودينا كما أراد الإسلام الحق، ألا وهم الترك، ترك اليوم، بل ترك هذه الفترة من الزمن.
إذ جمعوا بين العلمانية أساس الدين، المتمثلة في قوله تعالى: لكم دينكم ولي دين، ولا يمكن تحقيق هذا بالوجه الصحيح إلا باختلاف أديان المجتمع، إذ تحقيقه في بلد لا يوجد فيه إلا المسلمين متعذر، وهذا ما يولد العنصرية والتشبث بالخلافات المذهبية المورثة منذ قيام الدولة بين شيعة وسنة، وبين تعدد القراءات والتفسيرات والتأويل لنصوص القرآن، والمراجع الدينية مثل الأحاديث التي شكلت هذا الدين حسب مساهمات فقهاء السلاطين عبر القرون، وغلبت على النص القرآني.
فالحل بسيط يا عرب، اتبعوا نموذج تركيا في قيام الدولة، فكونوا مسلمين، ولكن لا تحكموا به فمرجعيتكم المختلف فيها، وهذا لا يولد إلا الخلاف وعدم الاستقرار، وطبقوا العلمانية والشورى، التي له اسم جديد في عصرنا هذا ألا وهي الديمقراطية.
ولا تأخذكم العزة بالإثم، فتخسروا الإسلام وأهله، بل وتخسروا بلادكم وشعوبها بإشعال الحروب الطائفية المصنع منها والحقيقي، وكل هذا خسران مبين.
التعليقات (0)