مشكلة الخردة!

علي جبار عطية
الأربعاء 02-04-2014
    طباعة المقال      Print

يحدث الشجار بين المتعاملين بسبب شحة العملة الناعمة مقارنة بالعملة الخشنة!
في السوق وفي المحال وفي السيارة يندر الا يرتفع صوت البائع او المشتري او السائق بسبب شحة الخردة والمقصود بها فئة (250 ) دينارا و(500) دينار و(1000) دينار ضمن ست فئات للعملة معتمدة في البلد بعد وفاة العملات الاقل منها قيمة.
سائق سيارة اجرة شكا لي عن اضطراره لاعادة فئة الخمسة الاف دينار الى الراكب لتعذر وجود خردة قلت له : هذه مشكلة عامة لا يسلم منها الا من كانت له علاقة طيبة باحد المتسولين! الجواب نفسه قلته لاحد العطارين فقال لي انه على علاقة وثيقة باحدى المتسولات وتزوده بـ  (شدات) من الفئات الصغيرة لكنها  قطعت الوصل منذ ايام!
يراقبني احد الركاب في سيارة الكوستر وانا اصلح العملات الورقية الممزقة فيسألني عن مهنتي هذه؟ فأجيبه ان العملة التي اصلحها تصير اغلى من غير الممزقة  لانها اضيف اليها الشريط اللاصق!
واضيف: يمكن للمرء ان يخسر مئتين وخمسين دينارا هي ثمن الشريط اللاصق المشترى من باعة (الحاجة بربع) مقابل ربح عشرات الالاف من الدنانير! اقف مليا لاستهتار الكثير من المتعاملين مع عملتنا النقدية فيكتبون عليها عبارات او ارقاما او اسماء أو أختاماً أو تواقيع واذا تمزقت  يلصقونها بشكل بشع من الامام ولا يراعون مزاج العراقي وقد تجد بعضهم  ينظف اسنانه بها!
وفي بيان صادر من البنك المركزي العراقي نشرته الصحف المحلية يوم الاثنين 31-1-2014 دعا المواطنين الى الحفاظ على الأوراق النقدية المحلية وعدم تعريضها الى الكتابة والاختام والتواقيع عدا ذلك بانها تخل بالمظهر العام للورقة النقدية بسبب حضارة الدينار العراقي.
تظل مشكلة الخردة قائمة طالما لا يوجد طبع جديد للعملات الصغيرة بدعوى قلة او محدودية التعامل بها مع انها اكثر العملات بركة وتداولا بين الاوساط الشعبية وعامة الموظفين واذا كان من قوانين السوق ان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فيظل الامل بان تسترد العملة الصغيرة عافيتها وتطرد العملة الكبيرة من اسواق وتعاملات الكادحين!