مصر لها الحق الكامل في الحفاظ على أمنها القومي
مشعل يعلن استعداده للجلوس مع الرئيس أبو مازن لتعجيل التوقيع على المصالحة الفلسطينية في القاهرة
جدة - الشرق الاوسط - إبراهيم نافع : أعرب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن جاهزيته للجلوس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طاولة واحدة في العاصمة المصرية القاهرة لتعجيل التوقيع على وثيقة المصالحة، ولم الشمل الفلسطيني.
وأكد مشعل استعداد حماس لفعل الكثير من أجل العودة إلى الوحدة الوطنية، وقال إن تحفظات الحركة تجاه ورقة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر تتركز حول مطالب الحركة بتطابق الورقة المصرية بما تم الاتفاق عليه مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار، لتكون منسجمة مع التوافقات التفصيلية في النص النهائي لوثيقة المصالحة.
وجدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تأكيده على أهمية الدور السعودي، مشددا على أنه «يمتلك ثقلا واسعا في الساحة الدولية»، مرحبا بالجهود التركية والعربية لتعزيز مناخ المصالحة الفلسطينية، موضحا أن زيارته للسعودية تأتي في سياق جولة عربية وإقليمية لشرح موقف الحركة تجاه المصالحة الفلسطينية، وحشد الرأي العام ضد الجرائم التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتأتي تصريحات مشعل ضمن المؤتمر الصحافي المشترك مع البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والذي عقد أمس بمقر المنظمة بمدينة جدة، وكان الجانبان عقدا اجتماعا مغلقا امتد لنحو 3 ساعات، تناولا خلالها عملية المصالحة، والجوانب كافة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وحول أجندة الاجتماع قال أوغلو إن «الاجتماع تركز على المصالحة بين حركتين فتح وحماس، وأهمية اتفاق مكة كأرضية صلبة للمصالحة الفلسطينية»، منوها بأهمية «استمرار الحوار بين الحركتين لما يمثلانه من ثقل على الساحة الفلسطينية». وأضاف أوغلو أن المنظمة أكدت في عدة اجتماعات رفضها للحصار على غزة، وهي مستمرة في دعم القطاع وتوصيل المساعدات إليها، وذلك بالتنسيق مع عدة منظمات إنسانية في القارة الأوروبية وذلك من خلال مكتب المنظمة في مدينة غزة.
من جانبه أوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه ناقش خلال لقائه أول أمس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تعنت إسرائيل في عملية السلام واستمرارها في بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية».
وحول الأوضاع في قطاع غزة، قال خالد مشعل إن «الأوضاع المأسوية في غزة نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، ومنع إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في القطاع، وخنق الناس ومنعهم من الحركة، تمخضت على أثر ذلك حالة عن من التوتر العام في القطاع التي نتج عنها بعض التجاوزات من الحركة التي نسعى لمعالجتها بشكل فوري، ولكنها تبقى حالة استثنائية أمام الوضع المأساوي لمدينة غزة»، موضحا أنه «من الخطأ تصوير الوضع في غزة بأنه عبارة عن سوء إدارة حماس للقطاع»، مؤكدا أن «إدارة حماس للقطاع هي إدارة مؤقتة فرضها واقع الانقسام الفلسطيني».
وفي سؤال لـ«الشرق الوسط» حول طبيعة علاقة حماس بمصر في ظل تداعيات الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على طول الحدود مع قطاع غزة وأثره على الوساطة المصرية، قال مشعل إن «علاقتنا بمصر علاقة قوية، فهي راعية للقضية الفلسطينية ولها الحق الكامل في الحفاظ على أمنها القومي، ولكن نأمل من الإخوة في القاهرة إعادة النظر في بناء هذا الجدار الذي يعزز الحصار على قطاع غزة»، نافيا في نفس الوقت أن بناء الجدار الفولاذي يمثل عامل ضغط على الحركة لتوقيع المصالحة الفلسطينية.
وحول علاقة حركة حماس بطهران، بيّن خالد مشعل أن الدعم الإيراني الذي تتلقاه حماس لا ثمن له، مشددا على أن حركته ترفض أن تحصل على دعم من أي جهة «مقابل إملاء سياسي على الحركة»، مشيرا في نفس الوقت إلى أن حماس مستعدة لطرق أي باب للحصول على دعم يسخر للقضية الفلسطينية فقط.
فيما نفى البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو أن تكون المنظمة بعيدة عن المصالحة الفلسطينية، موضحا أنها تتابع باهتمام تطورات الشأن الفلسطيني، مستشهدا بدورها في عام 2006، حيث كانت المنظمة أول جهة سارعت ببناء جسور الثقة والتواصل بين دمشق ورام الله وغزة، وذلك من خلال عدة زيارات قام بها الأمين العام، كما استمرت المنظمة في الاتصال بجميع الأطراف الفلسطينية، وكانت قريبة من اتفاقات مكة التي أبرمت بين حركتي فتح وحماس برعاية سعودية.
الشرق الأوسط
التعليقات (0)