مشروع نــادك الزراعي في السودان
مصعب المشرّف
8 فبراير 2020م
كشفت شركة نـادك السعودية (الشركة الوطنية للتنمية الزراعية) عن مشروعها الزراعي لإنتاج العلف في السودان . والذي سيستخدم تقنية الطاقة الشمسية لإستخدام أكبر مضخات المزدوجة للمضخات في العالم .
سيستفيد هذا المشروع الضخم الذي لم يتم الإفصاح عن مساحته الإجمالية من المياه الجوفية السودانية إضافة إلأى الأرض . وما سترتب عليها من تأثير سلبي على مستوى وأعماق تواجد وتوافر وجريان هذه المياه . وبما قد يضر بأصحاب الآيار الإرتوازية الالبدائية الأخرى في المنطة وما جاورها ....
سيتم تركيب 1512 لوحة شمسية لتوليد نصف ميغا/واط تولد كل واحدة منها 330 واط . بما يسمح بتشغيل مضخات تحت عمق 165 متر تحت سطح الأرض ، مضخات لمحركات كهربائية بطاقة تبلغ 400 كيلو/واط تكفي كل واحدة منها لتدفق 1250 جالون في الدقيقة على مساحة 50 هكتار للمحور الواحد.
وبالنظر إلى كل هذه الفرص الإستثمارية من مياه مجانية وطاقة شمسية وأراضي يوفرها الشعب السوداني من صميم موارده الذاتية وثرواته الطبيعية لتنعم شركة نادك بتوفير الأعلاف الباهظة الثمن عالمياً الآن .. وكذا لتربية المواشي مستقبلاً . فإن الذي يجب أن تلتزم به شركة نادك ... وعلى نحو شفاف وفق إتفاقات مكتوبة وموثقة ...... هو إلتزام شركة نادك بالقوانين المتعلقة بالإستثمار الأجنبي في البلاد.... كما نتوقع من هذه الإستثمارات الزراعية أن تضع في حسبانها ضرورة وأهمية إمتساب ثقة المواطن وتعاطفه . ومن ثم فإن عليها الإلتزم بالآتي:
وفي هذا الإطار . فإنه ينبغي على السلطات الرسمية والمؤسسات الأهلية المحلية أن تتواصل مع إدارات هذه الشركات وحثها بين حين وآخر على المساهمة الإجتماعية .
لا أريد التحدث في الطريقة التي كانت تدار بها الإستثمارات الأجنبية في السودان خلال عهد الكيزان البائد . وما إكتنفه من فساد مالي بسبب تلقي رموز وقطط ذلك النظام السمان العملات والرشاوي ودهولهم في شراكات نائمة أضاعت على البلاد مليارات الدولارات . وتضررت بسببها الأرض والمياه الجوفية وحتى حصة السودان من مياه النيل ...... هذه الحصة التي ستشهد في مقتبل السنوات تدني في المقدار بسبب ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي .. وبما يجعل جالون مياه الري أعلى تكلفة بكثير مما هو عليه الآن.
ومن جهة تشغيل العمالة . فإنه لا توجد اعذار موضوعية مقبولة في عدم تشغيل واستفادة مثل هذه المشاريع من الخبرات والعمالة السودانية المدربة المتخصصة . لمتوافرة بكثرة لدينا منذ الازل على ضفاف الروافد والانهار واحواض المياه الجوفية والزراعة المطرية .. مرورا بمشروع الجزيرة والمناقل والجنيد وخشم القربة والرهد وسنار وكنانة وعسلاية .. إلخ .. ورعاية واستحداث المراعي ومجالات التجارب والبحوث العلمية في تحسين البذور ومحاربة الافات الزراعية ... وهلم جرا..
ومن الملفت ان معظم المشاريع الزراعية والانشطة الرعوية المنتجة للالبان ولحوم الحيوان في السعودية والامارات وقطر وليبيا الى يومنا هذا ؛ تقوم بجلب وتشغيل عمالة سودانية لديها ... ومن ثم فمن باب اولى ان تستوعب هذه الاستثمارات داخل السودان خبرات وطنية لادارة وتشغيل مشاريعها المماثلة في السودان .
الامر لا يتوقف فقط على ادارة شركة نادك ومثيلاتها من شركات استثمارية في السودان تستفيد من الارض والمياه الجوفية وحصة السودان من مياه النيل .. الخ. .... ولكن يتطلب الامر ان تكون مصلحة البلاد العليا (وليس الافراد والطوائف والبيوتات والاحزاب) هي التي تدفع السلطات المعنية في السودان لفرض شروطها وقوانينها على المستثمر الاجنبي ... وهي شروط موضوعية واقل ما يمكن طلبه مقارنة بشروط الدول الاخرى سواء القريبة منها كمصر او تلك الاسيوية والاوروبية التي تطلبها من المستثمر الاجنبي.
كذلك فان على المواطن السوداني الحادب على مصلحة بلاده ان يمارس دوره المنوط به للحفاظ على مصالح شعبه وبلاده التي هي بدورها مصالحه هو واولاده واحفاده من بعده .... لاسيما بعد ان تراكمت لدى المواطن السوداني المعرفة والخبرات بانه مهما هاجر واغترب في بلاد الغير . فانه لا حصن له ولا ماوى له ولا محل احترام وتقدير له سوى وطنه.....
مصلحة السودان أولاً ينبغي أن تكون شعار المرحلة الحاضرة والمستقبلية. فقد تضورنا جوعا بسبب فساد بعضنا الذين جنوا المليارات من طيبة وبياض قلب وحسن نوايا أكثرنا .......
التعليقات (0)