أنتَ تُفكرُ طويلاً..وتُملي على نفسك الكثير من المسائل والنّظريات..؟!
أنتَ شقيٌّ رُغم بصيص التفاؤل الذي يُطِلُّ مِن نافذةٍ صغيرةٍ في دهاليزِ أفكاركْ..؟!
أعرفُ أنّكَ تريد لنفسك الحرية والإفلات من نظرات الرقابة ،وأعرف أنكَ تريدُإطلاق سراح أفكارك السجينة..وتريدُ أن تنثرها كما حبات الطلع هاهنا وهاهناك..
إليكَ ـ إذن ـ خطة ستوصلك إلى مُبتغاك…:
في البدء عليك التفكير بجدية عن مشروع ملموس..ولْنقُل إنه مشروع كتاب..
ولكي نلقى لكَ قرَّاءاً ومُعجبون، ولتلقى لإسمك رواجاً..خُذ بنصائحي..واحرص
على تطبيقها بحذافيرها خطوة بخطوة..:
01أن تضع عصّابة على عينيك..وقطنا أو فليناً تسدُّ به فتحتي أذنيك…وتحشوفمك رملاً أو قشاً أو شيئا تحبس به أنفاسكْ..!
02أن تغسل دماغك مما علِق به من حقائق ومعارف سابقة لكي لاتعلم بعد علمٍ
شيئاً..وحتى لا تترك عليه أثراً يستوجب قطعهْ..!
03أن تتواضع للناسِ جميعاً حتى يرفعوك..بأن تجعلَ من اللص إنساناً شريفاً
وهوالذي يكسب قوت عيشه بعرق الجبين..واحذر أن تذهب إلى غير ذلك فتُغضِبَهُ
فينهبَ أثوابك البالية..ويحرق أوراقك وكُتبك..!
04وتمتدح الحاكم الظالم..عفواً.. قصدي العادل،وهو الذي يخاف على مصالح
شعبهِ لذا يحتفظ بها لنفسه..فهو عادلٌ وحكيم..وأحذك أشدّ تحذير من قول خِلاف
ذلك فأنتَ تعرف تماما معنى إغضاب الحُكام وأولياء الأمور..فهو لن يتوانى عن
قطع لِسانك ، ويضعهُ على مرمى عينيك قبل أن يقتلع رأسك من بين كتفيك..!
05وتُغازل الحِسان الغواني بما لم يسمعن مِن كلمات الإطراء..واحرص على
الوُقوفِ إلى جانبهن في نضالهن ، ومَطالبهن في التساوي مع الرجل..ودعِّم ذلك
بأساليب المُبالغة في قلب الأدوار..وخَفْ أن تنتصر للرجل على حسابهن لأنكَ
ـ حينئذٍ ـ تكونُ قد فتحتَ لنفسك باباً على جُحر الأفاعي..!
بهذه النصائح سيرضى عنك الجميع ، وسيكتبون إسمكَ عالياً في سماء الجهالة يُلمِّعونه كل صباحٍ..كيف لا وقد وضعتَ على عيونهم نظاراتٍ سوداء ومعتمتمنعهم من رؤية الحقيقة .. إلا الحقيقة المزوّرة.
التعليقات (0)