مشروع التواصل الوطني من القطيف..

سعوديون وسعوديات - خلود صالح الفهد

من الجميل أن نجد نساء مهتمات بالشأن العام ويعملن على رفع مستوى الوعي النسوي, ومن الأجمل أن تلتقي همومهن لتتشكل وسط هذه الأجواء المتوترة المليئة بالصراعات وتتحول إلى دعوة سلمية للتواصل.

من هنا كانت ولادة (مشروع التواصل الوطني) الذي ولد من رحم مدينة القطيف على يد عدد من الناشطات والمثقفات في تلك المنطقة وهو مشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى تفعيل نتائج الحوار الوطني وتحقيق صيغة عملية له والانفتاح على شركاء الوطن وإذابة الحواجز بين أطيافه وفئاته المختلفة من خلال إتاحة جو من التواصل الجاد والمثمر من خلال تبادل الخبرات والتجارب والرؤى بين فئات المجتمع بكافة أطيافهم وتوجهاتهم ولـ تعزيز مساهمة المرأة القطيفية وتوكيد دورها في الحراك الاجتماعي والثقافي الوطني.

لم يحصل أن زرت القطيف إلا بعد دعوة من هذه اللجنة التي بدأت بالتعريف بمنطقة القطيف وبتاريخها, وبالحراك النسوي المنظم الفاعل بها والذي يطالب ويهتم ويحمل هم نساء الوطن, تعرفت من خلال هذا البرنامج على عدد كبير من المشاريع و البرامج والجمعيات التي تهتم بالنساء وبالمعنفات وبالقاصرات والفقيرات والمطلقات والأرامل والأطفال وتهتم بتوسيع وتعزيز المشاركة الشعبية وبناء القدرات المؤسسية وتفعيل دور المجتمع المدني .

وجرى بعد هذه الجولة زيارة إلى منزل الشيخ حسن الصفار وكان هناكـ نقاشا موسعا عن أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف والتضامن بين أبناء الوطن الواحد وسبل تعزيز هذه الوحدة بعيداً عن الطائفية بكل أشكالها , للحفاظ على أمن هذا الوطن واستقراره .

وجدتني في هذا اللقاء أشعر بتناغم كبير مع بنات وطني على الرغم من اختلاف مذاهبنا إلا أن مواطنتنا اجتمعت في منزل الفاضلة عروبة النصر وبرفقة أستاذتي فوزية العيوني , ساد بيننا هم واحد وهو تحقيق ما يلزم لنجاح فكرة الشراكة المجتمعية والتأكيد على أننا كلنا نعمل معاَ من اجل الوطن وبناء الإنسان والتأكيد على زيادة وعي المرأة السعودية ورفضها للتميز الجنسي ضدها , كان الحضور النسائي كبيراً جداَ على شرف عدد من المدعوات وعلى رأسهن السيدة الفاضلة جوهرة الوابلي مديرة جمعية عون الخيرية التي كانت فخورة بتجربة جمعيتها في مدينة بريدة بالقصيم و الدكتورة عائشة نتو رئيس مجلس إدارة شركة العين للعين للبصريات التي أعربت عن سعادتها بوضع المرأة السعودية وتفاؤلها بالمستقبل وكذلك الأستاذة خديجة الصميلي رئيسة اللجنة النسائية بنادي جازان الأدبي التي تحدثت بفخر عن المراة السعودية وعن إصرارها على التواجد في كافة المحافل ونجاحها في ذلك خلال فترة قياسية .

اجتمعنا كلنا على أن كل من يكرس ويدعو للطائفية هو معادي للدين وللوطن, فديننا الإسلامي دين متسامح ينبذ الطائفية والعنف ووطننا بحاجة ماسة إلى وحدتنا وتعاوننا ونبذ كل خلافاتنا, تجربة مدينة القطيف في التلاحم تجربة فريدة وجميلة جداَ فكثير من المشاريع الاجتماعية الوطنية بدأت من هناك كما أنه هنالك اهتمام ملحوظ بعقد اللقاءات والندوات التثقيفية في كافة المجالات الصحية والثقافية والفنية والتربوية والكثير من ورش العمل رغم بساطة الإمكانيات الموجودة , ذهلت بهذا الكم الكبير من الأعمال التطوعية القائمة هناك بدعم من أبناء المنطقة وتبدو الخطوات المتقدمة التي قام بها أهالي القطيف واضحة جلية في القدرة على إيجاد مؤسسات للقيام بأدوار خدماتية وتشكيل نواة العمل الأهلي والمدني والتأكيد على أنهم مواطنين سعوديين يسعون لتعزيز مفهوم المواطنة بين أفراد المنطقة بشكل حضاري وجميل جداَ وإبداعي كذلك فالفنان الضامن صاحب مشرع أطول لوحة جماعية في العالم المملكة أرض المحبة والسلام يرى أن الفن من أجمل وأبرع الطرق والوسائل للتواصل مع الجماهير والحضارات والشعوب كذلك .

أنتهت رحلتي بلقاء الأستاذ المهندس جعفر الشايب عضو المجلس البلدي في محافظة القطيف المهتم بالتنمية الاجتماعية والسياسية وبالمجتمع المدني وحقوق الإنسان وعضو "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بحوار حول أهمية نشر ثقافة الحقوق بين أبناء الوطن وتقديم البرامج التي تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل دور المرأة السعودية للوصول إلى توعية المرأة داخل الأسرة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي .

لا يسعني هنا الا تقديم كل الشكر لمشروع تواصل الوطني بـ إشراف الناشطتين الاجتماعيتين فوزية الهاني و نسيمة السادة السيدتين اللتين يسعين بجهد كبير للوصول إلى توافق وطني عام بعيدا عن الطائفية لأجل وطن أجمل ، من خلال دعوة الضيوف لزيارة منطقة القطيف ومقابلة أهم شخصياتها والتعرف على أبناء هذه المنطقة عن قرب.

وأنا عائدة في طريقي لمدينة الخبر كنت مستغرقة في التفكير عن أسباب ابتعادي الحقيقية عن هذه المدينة التي لا يفصل بيني وبينها الا 30 كيلو متراً فقط أكتشفت متأخراً أن هناكـ هاجساً أبعدني عنوة عن التواصل معكم و زال بعد أن التقيت بكم , اشكر كل نساء القطيف وكل رجالاتها وكل من حظيت أيضا بشرف لقاءه هناك.

خاص بوكالة أخبار المجتمع السعودي

http://www.news-sa.com/saudies/79-2009-10-06-20-34-31/1259-2010-04-11-08-02-36.html