مواضيع اليوم

مشتبها وغير متشابه ...!!!!!!!!!!

فرقد المعمار

2012-01-18 17:38:44

0

قبل ثلاثة قرون قاطع فيلسوف فرنسا الكبير (فولتير) احد محدثيه قائلاً... (قبل ان تناقشني حدد مصطلحاتك)..!!! عندما ندخل القران الكريم ونحن مثقلون بثقافتنا المسبقة ونجر افكارنا معنا ونريد ان ندخل بها القران و نلوي دلالات القران وفق افكارنا المسبقة تلك نكون قد ارتكبنا خطأ فادح..فنحن حينئذ ننطلق من مقدمات خطأ فتكون النتائج خطا ايضا وصدق فولتير بقولته الرائعة تلك..!!! وكلمتينا هي (مشتبها) و (غير متشابه) في الايه (وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ) كلمة (المتشابه) في ثقافتنا كلغة نتداولها بيني وبينك ويين الاخرين او في التراث تعني (شئ يشبه شئ) مثل جارتنا ام زيد التي عندها ولدين ...زيد وعبيد متشابهين بالشكل والجسم والصورة...! وام زيد تكرر كثيرا فتقول ما شاء الله (ان زيدا يشبه عبيد)..!! هذا الفهم لكلمة (المتشابه) ليس هو ذاته في القران الكريم.!!! وهذه نقطة مهمة لبداية البحث...!! فكلمة المتشابه في التداول العام والثقافة العامة بين الناس تختلف معناها (كمعنى وليس كصياغة لغوية) في القران الكريم..! وربما معنى كلمة(المتشابه) في التراث والكلام العام هو قريب نوعا ما من كلمة (مثل) المذكور في الاية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) التي تأخذ هذا المعنى ولكن بصياغة لغوية تختلف بداخل القران الكريم ..!! الان من فظلك لاتسحب هذا المعنى العام لكلمة (المتشابه) الذي امتصصته كثقافة وانت صغير من المجتمع على كلمة (المتشابه ) في القران الكريم فهناك فرقا بين الكلمة الاملائية المتداولة بين الناس وبين ذات الكلمة في داخل القران الكريم لأن كلمات القران كلمات تحريرية مطبوعة صيغت بقوالب ربانية فطرية.! وساثبت لك كيف : يقول الله تعالى (وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ) اسقطت الناس افهامهم الذي اخذوه من ثقافة ماوجدوا عليه ابائهم وقالوا ان الزيتون والرمان (تتشابهان) في طريقة السقي لكن مذاقهما مختلف.!! وانا اقول ان كلامهم هذا خطأ وبعيد ببعد المشرق عن المغرب وسأثبت ذلك..! لوكان كلامهم صحيحا لقال الله تعالى (والزيتون والرمان مشتبهين وغير متشابهين ) ....!! ولكن الله تعالى قال (وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ).!!! نريد الان ان نغوص بمعنى كلمة (المتشابه) من وجة نظر القران الكريم ومن وجة مراد الله وليس من وجهة مراد المجتمع وثقافة ماوجدنا عليه ابائنا :
(المتشابه) : من الجذر اللغوي (شبه) وتعني الخلط واللبس وعدم الفهم..! في حين ان كلمة (غير متشابه ) تعني الواضح البين الذي لالبس فيه..!! وسنظرب مثال يوضح وكما يقال بالامثال يزول الاشكال:
اذا جائنا موظف المطعم بصحن فيه رمان وصحن اخر فيه زيتون فهنا نحن سوف لن يتشابه علينا نوعية الصحنين (غير متشابه) فنقول هذا صحن رمان وذلك صحن زيتون..!! هذا معنى غير متشابه..!!! الان جائنا ذلك الموظف من جديد واخذ صحن الزيتون وبقي عندنا صحن الرمان فقط..!والسؤال : كيف ستعرف هذه الرمانة حلوه وهذه الرمانه حامضة..؟؟ فالامر هنا (متشابه )علينا غير واضح وغير جلي .! طيب ماذا نفعل كي نعرف هذه الرمانه حلوة وتلك الرمانه حامضة نقطع الرمانة الاولى بالسكين ونتذوقها ونحللها ونتذوقها فنكتشف انها حلوة, هذه الرمانة التي كانت متشابه علينا قبل دقيقة.... بعد تذوقها عرفناها انها حلوة فصارت غير متشابه يعني واضحة وجلية,وكذلك الرمانه الثانية قبل ان نتذوقها هي متشابه لدينا لانعرف اعماقها ودلالاتها هل هي حلوة ام حامضة..؟و عندما نتذوقها نكتشفها انها حامضة فتتحول مباشرة من كونها متشابه(غير واضحة) الى غير متشابه (واضحة)..!!
الان لو اسقطنا هذا الفهم الجديد على ذات الاية موضوع البحث فسنكتشف ان القران الكريم كله غير متشابه (واضح محكم) وهو ذاته كله متشابه (غير واضح) وعندما نفكك العبارات القرانية ونتغلغل ونغوص من المعنى الواضح (الغير متشابه) (ايات محكمات) المحكم الذي يراه الجميع والاتي هن ام الكتاب ونغوص الى المتشابه منه (الغير واضح)الى الجزئيات الصغيرة التى قد لايراها الا المتدبرون لأيات الله حيث الامور المتشابه (الغير واضحة) نكون قد دخلنا ساحة المتشابه..!! وساضرب مثال :عندما يقول الله تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) هذا حكم غير متشابه (محكم) واضح لكل الناس اننا يجب ان لانقترب من الزنا..!! طيب .....الان عندما نغوص في هذه الايات المحكمات الواضحات وندخل ساحة اعمق فنقول ما هو الزنى..؟؟ ماهي الفاحشة.؟؟ هل القبلة فاحشة.؟؟ هل كل زنا فاحشة ؟ ام كل فاحشة زنا.؟ الزنا عليه جلد , وماهو عقوبة القبلة.؟؟ مامعنى ساء سبيلا.؟؟ هذه الاسئلة كلها غير واضحة علينا فهي (متشابه).!! مع العلم انها هي ذاتها محكمة..!! لكن عندما تعمقنا اكثر ظهرت اشياء جديده غير واضحة (متشابه) الان عندما نعرف ونكتشف ان الصحيح هو ان كل زنا فاحشة ولكن ليس كل فاحشة زنا وان الزنا هو اعلى مراتب الفاحشة لأن عليها جلد ولكن القبلة ليس عليها جلد هذه المعلومة التي اكتشفناها الان التي كانت قبل قليل متشابهه تحولت مباشر الى محكمة بمجرد ان عرفناها وكتشفنا سرها..! ولذلك المحكمات (الغير متشابهات) تزيد مع كل عصر وزمان ومكان في حين ان المتشبهات(الغير واضحة) تنقص على مر الزمان والمكان..! ولكن لااحد يستطيع ان يحيط بكل متشابه القران كله الا الله تعالى ومن يقول انني احطت به وعرفت كل متشابهه فقد دخل ساحة الفتنة (وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ )...!!
مثال اخير: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) هذه اية محكمة يعرف الجميع ان السارق والسارقة تقطع ايديهم., الجميع يعرف هذا ولاتحتاج كثيرا من الفهم للتعرف على هذه الحقيقة الواضحة الغير متشابه و المحكمة ... الان في النقطة التي بدأنا نقول من هو السارق وما معنى فأقطعوا ايدهما نكون قد دخلنا مباشرا الى ساحة المتشابه والمتشابهات..! وعندما نغوص اكثر فنقول مثلا :بما ان السارق معرف بالـ التعريف اذن هو شخص شاع عنه انه لص معروف وهذا قد يعني انه سرق لمرات عديدة حتى عرف عنه هذا. والسؤال ماذا عن سارق يسرق لأول مرة في حياته.؟؟ هل تقطع يده.؟؟ والجواب لو كان الامر كذلك لقال الله تعالى(من يسرق ومن تسرق فأقطعوا ايدهما).!!وهذا يعني اننا قد لانقطع يده ونبترها ..!!! ثم ليس من يسرق لحاجة كم يسرق بغير حاجة فالذي يسرق بغير حاجة تقطع يدة والذي يسرق بحاجة ربما نقطع السبب الذي جعله يسرق فاذا ماقال لم اجد عملا نوفر له عمل ونكون قد قطعنا يده عن السرقة .! او نقطع يد رئيس دولته لأنه لم يوفر له عمل..!! ثم مامعنى (فاقطعوا ايديهما) هل هو البتر؟ فاذا مااكتشفنا ان الله قال وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) القطع هنا لايعني البتر .! وعما نقرأ عن صويحبات يوسف (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) والقطع هنا لايعني البتر بل يعني الجرح!! قد نصل الى حكم جديد ان السارق لاتبتر يده بل تقطع السبب التي ادى به الى السرقة..!! او تقطع يده بوضعة بالسجن مثلا وهنا نكون قد اكتشفنا حكما جديد كان متشابه علينا قبل قليل ثم بالتفكيك والتفكير صار محكم واضح يعمل به في دساتير الدولة ولا فرق بين الحكم الاول وهو البتر وبين الحكم الثاني وهو قطع السبب... او القطع بالسجن..!! فكلا الحكمين يتحملهما ويحتويهما ذات النص القراني لكن الاول كان محكما والثاني كان متشابه وبالتفكيك والتحليل انتقل من المتشابه الى المحكم بمجرد ان عرفناه..!!!
اخيرا: القران الكريم كتاب محكم ومتشابه وبذات الوقت ..!! وقد عرفنا المحكمات فأين عقول المتدبرين ليكتشفوا لنا الجديد من المتشابهات..!! والجديد من الألئ والدرر....!!!

فرقد المعمار




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات