مشايخ الفضاء
بات من الملاحظ تكاثر القنوات الفضائية ذات الإتجاه الإيدلوجي المتصلب فلا يكاد يخلو قمر صناعي من وجودها وهذه إشكالية جذورها عميقة ، ليست وحدها الإيدلوجيا الدينية حاضرة بالفضاء بل حتى الإيدلوجيات اليسارية حاضرة لكن الإيدلوجيا الدينية أكثر حضوراً وأشد خطراً لأنها لا تقبل ما يخالفها ولو كان من داخل إطارها الضيق ، تحول الدين إلى ايدلوجيا له أسبابه السياسية التي لا تخفى على أحد فجميع الأديان تحولت لفرق وايدلوجيات صغيرة لأسباب سياسية فالدين وسيلة فعاله ومؤثرة للسيطرة على المجتمعات وكما قيل قديماً الدين أفيون الشعوب .
من الكاسيت إلى المطويه الى الكتاب مر الخطاب الأيديولوجي الديني بمراحل حتى وصل لمرحلة الإنتشار السريع والدخول من كل نافذة على المجتمع ، المؤدلجون يستثمرون الفضاء لتمرير ما يعتقدونه صواباً فينمو الجهل وتكبر المصيبة دون أن يشعر بها أحد ، كثيرةُ هي القنوات المذهبية المتشجنة التي تنشر الوهم وتبيع الإيمان بثمنِ بخس ، تلك القنوات تشحن النفوس طائفياً وتغلف العقل بغلافِ صلب صعب الإختراق فالقدسية حاضرة على مستوى الخطاب ومقدمة الذي لولا الجهل ما تصدر وتصدرت آراءه وتحليلاته الفقهية والمذهبية التي تتنافى في مجملها مع روح الإسلام وسماحته وسعته وعظمته .
شيوخ الفضائيات يستثمرون الفضاء من أجل السيطرة على المجتمعات ومن أجل جني المزيد من الأموال ، السيطرة على المجتمعات لها أهداف بعيدة المدى ولعل الهدف السياسي من اكثر الأهداف التي تحرص عليها الشخصيات ومن اسماها كما تزعم وتدعي ، اكل اموال الناس بالباطل جريمة لا يراها قطيع أحب الصالحين وللأكل فنون نهايته التبرعات الوهمية وبدايته المسابقات الشرعية ، المذهب السني بمختلف فرقه ومناهجه ومدارسة والمذهب الشيعي في الفضاء سواء وجوله على قنوات الوهم كافيه لمن له سمعُ وبصر ، شيوخ الفضائيات لا يهمهم الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي ولا يهمهم تحرير العقل الذي يئن تحت وطأة سد الذرائع والطاعة والتحليل والتحريم إستناداً على قواعد مُبتكرة لم تعد تتماشى مع التطور الاجتماعي ، كل ما يهم تلك الحفنة البشرية هو السطوة والتسلط وبقاء الإنسان بمنطقة الجهل والولاء المُطلق الغير قابل للنقض والتغيير ، تلك الشخصيات الفضائية توسعت في التحريم حتى ضاقت بتحريماتهم الأرض رغم إتساعها وتوسعت في الشك حتى أصبح الفرد يشكك في كل شيء يصادفه أو يعترض طريقة وتوسعت في النقل حتى أصبح العقل شبيهاً للببغاء يحفظ ويُردد فقط دون أدنى محاولة للفهم أو على الأقل التساؤل !
بصراحة لا تقبل الشك المجتمعات هي من صنعت تلك الأصنام وعبدتها وقدستها وأعلت من شأنها فلولا تلك المجتمعات لم يكن ليخرج علينا شيخ فضائي يبث جهله على الملأ بإسم الشرع والدين والملة المحمدية ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)