مواضيع اليوم

مشاهير يهود في المهجر ـ جرشوم مأور هجولا

اسرائيل .

2009-06-19 17:35:59

0

 مشاهير يهود في المهجر ـ جرشوم مأور هجولا

يغلب الأعتقاد بأن العلاّمة اليهودي الكبير "رجما" ربينو جرشوم مأور هجولا وُلد حوالي سنة 960 للميلاد في مدينة ميتس الفرنسية ، حيث عاش هناك لفترة من الزمن ، قبل ان يستقر في ألمانيا ويقيم فيها مدرسة دينية يهودية. يعتبر جرشوم، الملقب بـ مأور هجولا أي منارة المهجر ، أحد كبار مشاهير العلماء اليهود الأشكيناز في المهجر. وقد سطع نجمه في ظل التراجع الذي شهدته المراكز الدينية اليهودية في بابل من جهة ، وصعود نجم المراكز اليهودية الأشكينازية من الجهة الأخرى.

وقد تمثلت أهم أعمال شيخنا (ربينو) جرشوم بإحياء علوم التوراة في بلاد نهر الراين المتاخم لفرنسا وألمانيا ، هذه الأعمال التي تركت أثراً روحانيا كبيرا لدى يهود المهجر، وأسهمت في تحسين الحياة الأقتصادية، وتحديد هوية الأجيال القادمة.

عمل جرشوم ، الذي عُرف بشخصيته الفذه والجماهيرية ، على تدشين معهد للدراسات التلمودية في مدينة مينز الألمانية ، لم يلبث ان اشتهر على نطاق واسع بين الأوساط اليهودية في المهجر وخصوصا في فرنسا وألمانيا ، لتواصل العديد من المؤسسات التوراتية نشاطها بعد وفاته ، حيث حملت مشعل العلم الذي أضاءه جرشوم، واتبعت مسلكه التعليمي، وسارت على نهجه ، لتتحول مينز الى أهم مراكز تعليم التوراة لدى يهود المهجر في أوروبا قاطبة.

أعاد جرشوم للدين اليهودي مجده، ووضع كتاب اليهود "التناخ" في رأس سلم التعليم، وجعله أساسا لتعليم التلمود والتقاليد اليهودية، كما عمل على مراجعة العديد من كتابات السلف وصياغتها لغويا ونحويا. ومن أهم أعماله المراجعة اللغوية الشاملة للتلمود التي كانت تهدف الى التغلب على تعدد مناهج التفسير وتنوع الفهم في ظل التفاسير المتعددة التي حملها علماء بابل وارض اسرائيل الى المهجر ، ليصبح التلمود بصيغته الموحدة مصدرا ثقافيا أساسيا لدى يهود ألمانيا. وقد استند على هذا التفسير نتان مرومي (عالم دين يهودي مهجري عاش في القرن الـ 11 في ايطاليا) في صحيحه (هعروخ ـ كتاب تفسير التلمود). وأصبحت قدرة جرشوم على الجمع بين علوم التوراة وبين الدور القيادي في المجتمع اليهودي ، مثالا يحتذى به وسمة يتميز بها حكماء أشكيناز ابتداء من القرن الـ 11 الميلادي وخلال العصور اللاحقة.

كان جرشوم عالما جليلا وفقيها بارزا ، ويعتبر بحق مجدد عصره ، وقد استحق هذا اللقب بجدارة لقدرته على التعامل مع النصوص والقضايا الفقهية والأجتهادية ومجاراة العصر والعرف والحال. ومن أشهر فتاويه وسننه : من حق كل رجل فقد غرضا ما ان يصدر أمرا يلزم الجمهور بموجبه بمساعدته بكل معلومة تتوفر لديهم بهذا الشأن ، ووجوب الألتزام برأي الأغلبية ، والألتزام بدفع الضرائب او الزكاة اللازمة للجالية اليهودية ، ووجوب توزيع أموال صدقة عيد البوريم للفقراء وابن السبيل ، وتحريم الزواج من أكثر من امرأة واحدة ، وتحريم تطليق المرأة بغير إرادتها ، وتحريم التجسس على رسائل الغير ، وتحريم تذكير العائدين الى حضن اليهودية بماضيهم .. وغير ذلك.

هذا وقد طال نتاجه الأدبي الغزير مجالات كثيرة منها : فتاوى، وتفاسير تلمودية، ورسائل جوابية، وابتهالات، وأحكام وضوابط توراتية وتلمودية .. وغيرها الكثير ، وقد حظيت مؤلفاته الأدبية بانتشار واسع وقبول بين أبناء الشعب اليهودي على اختلاف أطيافهم المذهبية. ولم تخلو المؤلفات الشعرية والأدبية لربينو جرشوم من وصفٍ لمظاهر التنكيل والأضطهاد الذي تعرض له المجتمع اليهودي في تلك الفترة جراء اتهام اليهود بالمشاركة بتخريب قبر المسيح في أورشليم (القدس) .. وما رافق هذه المظاهر من إكراه اليهود على دينهم .. هذه العقوبات الجماعية التي بدأت بوادرها في سنة 1008 م ووصلت الى ذروتها بطرد اليهود من مدينة مينز الألمانية عام 1012 م ..

يشير ربينو جرشوم في إحدى قصائده الشعرية الى ان مرد هذه العقوبات تعود الى مشاعر الحسد لدى المسيحيين تجاه اليهود لأعتقادهم، اي المسيحيين، بتفوق اليهود وصحة طرحهم فيما يتعلق بالجدل الدائر بين أبناء الديانتين اليهودية والمسيحية.

وفي احدى بكائياته يقدم ربينو جرشوم وصفا حيا لمشهد خراب بيت المقدس في أورشليم يقول في بعض أبياته :

إلهي قد ضاع قدسك ..
غرقت أبواب مقدسك ..
صارت غريبة مدينة قدسك ..
دماء زكية سُفكت بأمرك ..
فرّوا مسرعين وفزعين بسلطانك ..
كهنة الرب مقربي قربانك ..

 

وهذه أبيات من دعاء آخر :

اللهم أكتب لشعبك الخلاص ..
اللهم ارفع عنهم يد السياف ..
اللهم اجعل خلاص صهيون وبناءها على يديك ..
اللهم اجعل بناء مدن يهودا بأمرك وسلطانك ..
اللهم ارحم حدادها وغربتها ..

وهذا غيض من فيض من الأدعية والابتهالات والتضرعات والصلوات التي ظلت ترددها وتلهجها ألسن يهود المهجر الذين ظلوا يتوقون الى الفوز ولو بركعة في رحاب بيت المقدس في أورشليم .....

أطيب التحايا ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات