مواضيع اليوم

مشاغبات

طه خليفة طه خليفة

2009-09-12 20:44:44

0

_ العوامل التي تؤثر في القرارات الأمريكية.
تبدو الولايات المتحدة الأمريكية دولة ديمقراطية. إذا ما نظرنا إليها من بعيد بالرغم من جميع العيوب والنواقص والسلبيات فإن أمريكا مبنية على مسلمات أساسية نذكر منها : الأمريكيون جميعا مرتبطين قلبا وقالبا مع وطنهم أمريكا. نعم ، فجميعهم مخلصين للمصلحة الوطنية. مصالح الجميع تتمثل في أن يتعاونوا مع بعضهم البعض كمواطنين أحرار يعيشون في وطن حرّ. تقدم الفرصة كاملة لممارسة الحياة الديمقراطية والعمل بجد مكن أجل المصلحة العامة. عمليا فإن الاستخدام الأمريكي لمتطلبات الديمقراطية لا يعتمد الحقائق. الأمة الأمريكية هي مجموعة من اللاجئين الذين ينتمون الى ثقافات مختلفة ومتنوعة. ينتمون الى أنظمة قانونية تقليدية ويؤمنون بديانات مختلفة.
نلاحظ بأن التطبيق العملي في الولايات المتحدة يلغي الديمقراطية ويهدم كافة أسسها بل ويتخلى عنها طوعا ، وهذا ما نجده في نهج بعض المنظمات العنصرية مثل منظمة wasp (كوكلوس) البيض المتطرفة. هذه المنظمة قد تكون مثالا حيّ على شعار الحرية والديمقراطية الأمريكي الزائف. هذا ما يحدث في المعسكر الديمقراطي بعد أن فاز الديمقراطيين بالسلطة قبل خمسة عشر سنة حين اتهم الديمقراطيون مرشح الحزب الجمهوري في أمريكا بممارسة التمييز العنصري ضد السود.
هنا نرى بوضوح دور مجموعة الضغط (اللوبي) وهم بلا شك أهم العناصر الفاعلة والمؤثرة في البلاد. ليس فقط في السياسة الأمريكية وحسب ولكن نجد تأثيرهم في كافة نواحي الحياة في المجتمع الأمريكي. هذه عوامل مهمة في تحديد سياسة ذلك البلد ، بدءا بالقدرة على التأثير في مختلف المجالات وحتى القضاء على التركيبة الخصوصية للمجتمع الأمريكي.
شاهدنا على شاشات التلفزة وعلى الصفحات الأولى للصحف فضائح عملاء الموساد والمؤسسات الصهيونية ، وكيف حاولت تلك الصحف تخفيف وقع تلك الفضائح وازدواجية انتماء أولئك العملاء وخطرهم على الديمقراطية الحقيقية. لعبت وسائل الإعلام دورا شاملا ومؤثرا في الحياة العامة والسياسة الداخلية والخارجية الأمريكية ، وأكبر دليل على ذلك التأثير الكبير لّلوبي اليهودي في إسرائيل والصهيونية العالمية على القرار الأمريكي وذلك فيما يتعلق في حرب الخليج. بالرغم من أن الولايات المتحدة مرتبطة بعقود تجارية طويلة الأمد مع الكثير من الدول الخليجية والتي وصلت مع نهاية عام1989 ما قيمته (3000583000 ) دولار 104 . العراق تحديدا تحتل المركز الأول في قائمة دول الشرق الأوسط في حجم تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية. الأمور كانت تسير على ما يرام لكن اليهود لعبوا دورا كبيرا من وراء الكواليس وأثروا في القرار السياسي للولايات المتحدة وساعدوا في تحريض معاهد الدراسة الأمريكية ودقّوا نواقيس الخطر من قدرات الرئيس العراقي صدام حسين وادعوا بأنه يسعى الى الحصول على أسلحة الدمار الشامل حسب ما جاء في تقارير تلك المعاهد. اليهود هم الذين قاموا بدعم وتمويل تلك المعاهد بالمال والمعلومات لهذا الغرض ، وقد تمكنوا من الحصول عليها من عملائهم المنتشرين في الكثير من الدول والتي قامت بمساعدة النظام العراقي في البدء بصنع تلك الأسلحة مثل ألمانيا ، فرنسا ، بلجيكيا والدانمارك. شعرت إسرائيل والتي قامت بتدمير المفاعل النووي العراقي بالخطر الشديد في رغبة العراق من الانتقام لكرامتها ووضعت إسرائيل خطة طويلة الأمد لتدمير النظام العراقي. الخطة مبنية على أساس دعاية مركزة وطويلة الأمد أما سلاحها الأساسي فيتمثل في الإجراءات التالية.
1 ) السيادة الإسرائيلية على جهاز الدعاية الأمريكي عامة وفي أوروبا بشكل جزئي.
2 ) علاقة قوية ومميزة بين إسرائيل وأمريكا. مما يدفعنا الى التساؤل من يقوم باستخدام الآخر. إسرائيل هي الدولة التي تقود السياسة الأمريكية أم أن الأمريكان هم من يحددون القارات في إسرائيل.
3 ) استطاع اليهود سبر نفوس العرب والمسلمين وتعاملوا بشكل جيد مع ردود الفعل العربية واستخدمتها إسرائيل كمساعد وناقل لأهدافها الإعلامية. وقامت إسرائيل بالتحضير الجيد والمدروس لزمن طويل.
4 ) ربط الحياة الأمريكية بالطابع التجاري المحض والرغبة المستمرة في استخدام آخر ما توصل إليه العلم الحديث والتكنولوجيا. لهذا يتمكن اليهود من استخدام حملات إعلامية واسعة وفاعلة مما يحرك الحياة الساكنة هناك وتحقق أرباحا كبيرة عبر تلك الحملات. ينم استخدام الطريقة نفسها في تضخيم المقدرة العسكرية العراقية ، ثم يبدءون بالعمل على تضخيم الخطر الإسلامي القادم من أنشطة الأصوليين الإسلاميين المتنامية. وأخيرا التركيز على الخطر القادم من يوغوسلافيا " طفل أمريكا وأوروبا " المدلل قبل حين.
5 ) سيادة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ. ويخشى رجال الدولة في أمريكا من تأثير مؤسسات الإعلام الصهيونية وبالتنسيق المتواصل مع اللوبي الصهيوني هناك.
6 ) تأثر الأمريكيون والرأي العام الأمريكي بالدعاية الإسرائيلية ويعود ذلك الى جهلهم بحقيقة الإسلام كديانة وممارسة في الحياة العملية ولجهلهم كذلك بقضايا ومشاكل الشرق الأوسط.
7 ) قناعة الأمريكان بأن إسرائيل دولة ديمقراطية محاطة بدول عربية متخلفة وإسلاميين متطرفين للغاية. تناسوا بأن إسرائيل تمارس أقسى أنواع القهر والتعذيب ضد الفلسطينيين والثورة الفلسطينية. تماما كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية بالحركات الإسلامية مثل حركة "الجهاد الإسلامي" وعلى رأسها الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. هؤلاء القادة انقلبوا على أمريكا بعد أن تأكدت لديهم رغبة الأمريكان بالتخلص منهم بعد أن انتهى دورهم في أفغانستان.
8 ) ضعف الإعلام العربي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص مما أدى الى تفرقة الإعلام العربي وفقدان التنسيق فيما بينهم وبين الأمريكيين والأوروبيين.
9 ) العجز عن الرد السريع والعاجل على الدعاية الموجهة ضد الإسلام والعرب. بدأت وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بتلفيق وكتابة كل ما يخطر ببالها عن الإرهاب الإسلامي. وتشير الحقائق الى أن الأحداث التي وقعت على الأراضي الإسلامية والعربية منذ عام 1980 ولغاية يومنا هذا يقف وراءها أصوليين إسلاميين وهذا ليس صحيحا بالطبع.
10 ) تكثيف الدعاية الأمريكية ضد العرب والمسلمين من أجل تثبيط التوازن الروحي والسلام الداخلي لهذه الشعوب وعدم السماح لها بالتالي من إقامة تحالفات فيما بينها. هذا هو المصير الذي آل إليه تحالف المغرب العربي0 ونذكر بالتحديد الجزائر فبعد أن تمكن الأوروبيين والأمريكان من العمل لإقامة انتخابات حرة في الجزائر. تمكن الأصوليون الإسلاميين من الفوز بتلك الانتخابات، بدأ الأوربيون والأمريكيون بالضغط مجددا على السلطة الحاكمة هناك بعدم السماح للأصوليين من تولي مقاليد الحكم في البلاد، مما أدى الى اندلاع حرب أهلية تمتد آثارها الى يومنا هذا.
11 ) ظهور أصوات أمريكية وإسرائيلية تطالب بالسلام في منطقة الشرق الأوسط بعد أن أثبتت الانتفاضة الفلسطينية وثورة أولاد الحجارة بأنهم يمثلون خطرا وتوجها ثوريا عارما يهدد بقاء دولة إسرائيل.
12 ) نهاية الحرب الباردة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفيتي. وقد عمل اللوبي الصهيوني على ذر الرماد في العيون أثناء فترة هجرة وتوطين اليهود الروس في الأراضي العربية المحتلة، وذلك من خلال خلق أزمات بين الدول العربية والجماعات المتطرفة.
13 ) العمل على تدمير القوة العسكرية للدول العربية في وقت واحد. مثال على ذلك الحرب العراقية الإيرانية والتي استمرت الى سنوات طويلة ، ونذكر بعدها حرب الخليج الثانية بعد أن تبينت قدرات العراق العسكرية أثناء حربها مع إيران.
وسنذكر في هذا المجال القوى التي تؤثر في اتخاذ القرار في أمريكا.
1 ) اللوبي اليهودي من ناحية والتجمعات الإيطالية والإسبانية والعربية كذلك. جميعها تؤثر بالقرار الأمريكي ، بعضها ينجح في توحيد صفوفه وتنظيم عمله ووظائفه ضمن إطار اللعبة الديمقراطية في العالم الجديد. وتسعى تلك التجمعات بالحفاظ على العلاقة مع الوطن الأم بشكل أو بآخر. وبالرغم من توالي العديد من الأجيال البعيدين عن الوطن الأم وعدم قدرتهم مجاراة المنظمات الصهيونية ، لكنهم في نهاية المطاف يبقون قادرين على الدفاع عن مصالحهم في المجتمع الأمريكي كما هو الحال مع الزنوج في الوطن الجديد.
أولا : معاهد الدراسة والمراكز المؤثرة على اتخاذ القرارات في الإدارة الأمريكية.
1 ) معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط.
2 ) معهد تحليل السياسة الخارجية.
3 ) معهد الشرق الأوسط.
4) مجلس الأعمال العربي الأمريكي.
5 ) معهد "كريفني" للسلام الدولي ويشرف على إخراج المجلة الدورية "فورن بوليسي"
6 ) معهد الدراسات الإستراتيجية التابع للمعهد العسكري في الجيش الأمريكي.
7 ) معهد دراسات السياسة الخارجية.
8 ) مجلس الأمن الدولي ويصدر مجلة دورية بعنوان "قضايا دولية".
تجب الإشارة هنا الى أن المعاهد والجامعات العلمية وكذلك مراكز الدراسة هي الأهم في توجيه وضع القرارات الحكومية أو التأثير عليها وعلى الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية. الدليل على ذلك حقيقة أن الكثير من العاملين في تلك المؤسسات يتمكنون من الحصول على وظائف إدارية رفيعة المستوى. وأحيانا يحدث العكس عندما يذهب موظفين رفيعي المستوى للعمل في تلك المؤسسات والمعاهد والجامعات.
علينا التذكير هنا بأن جميع المحاولات التي تتبناها العناصر الإسلامية والعربية وكذلك المناصرين والمؤيدين لهم في الجامعات الأمريكية لتكوين المراكز والمعاهد. تقوم هذه المعاهد والمراكز بدورها بالإشراف على الدراسات الموضوعية والتي تصب في نهاية المطاف في المصلحة العربية والإسلامية. لم تنجح تلك المعاهد والمراكز الى حد بعيد بسبب المواجهة الشديدة مع الجماعات اليهودية والمؤسسات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ذات التأثير على المراكز والجامعات هناك.
تعتبر مراكز الدراسات الأهلية مراكز متخصصة ذات توجهات فكرية موجهة. وفي دراسة تم التحضير والإعداد لها في الولايات المتحدة تبين بأن الصحافة إذا كانت حقا تحتل المركز الرابع فإن المعاهد والمراكز المذكورة تحتل المركز الخامس. وتحتل تلك المراكز على أهمية خاصة انطلاقا من تأثيرها الكبير والمميز فيما يتعلق بقرارات السياسة الأمريكية. ومن أهم تلك المراكز نذكر معهد العلاقات الخارجية في نيويورك والذي يقوم بإصدار مجلة شهيرة "قضايا خارجية". وكذلك المعهد المعروف "بروكلينز" والذي تم تأسيسه عام 1927 . وقد وصل تأثيره على السياسة الخارجية ذروته الى درجة أن البعض قام بتسميته "الحكومة الديمقراطية في المنفى". وذلك إبّان حكم الرئيس نيكسون. ونضيف هنا كذلك "معهد الداسات السياسية العام في واشنطن". وقد تأسس عام 1943 وأصبح مؤسسة ذات تأثير كبير في الأوساط السياسية. ويمثل التيار المحافظ بعكس المعهد الليبرالي "بروكلينس".
ثانيا : القوى الضاغطة اليهودية.
بالرغم من التغير المستمر للبيانات والاستطلاعات والتي تشير الى تراجع ثقة الرأي العام الأمريكي باللوبي اليهودي هناك ، علينا الدراسة والتحقق من الظروف التي تتيح المجال للتجمعات اليهودية وبؤر الضغط في الولايات المتحدة ممارسة الضغط في اتخاذ القرارات الإدارية في تلك البلاد. بدايات الفكر الصهيوني وبوادر الممارسة السياسية للصهيونية في أمريكا كانت مع طلائع المهاجرين اليهود الى الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما حضروا الى العالم الجديد وفي مخيلتهم أفكارا جديدة. كانوا يحملون في جعبتهم أوضاعا وحركات عقائدية ذات توجهات جديدة ، تدعو لتهويد المسيحية ولتشكيل صورة جديدة للبروتستانتية – الصهيونية. والهدف من ذلك إعادة الحياة للكتب الدينية اليهودية ولليهود عامة وذلك من أجل رفع التهم الموجهة إليهم من الكنيسة والتي تعتبرهم والى زمن قريب قتلة المسيح عليه السلام.
بعد نهاية مرحلة الأمونيين في القرن السابع عشر تمكنت اليهودية من الدخول الى الحضارة الأمريكية والحياة الدينية هناك. هكذا تمكن اليهود من الحصول على فرصة ذهبية تمكنهم من إقناع الأمريكيين بحقهم الإلهي بالعودة الى أرض الميعاد.
انعكس التغيير الذي طرأ على التركيب الحضاري والعقائدي في المجتمع الأمريكي على مواقف العديد من الشخصيات السياسية في البلاد وكذلك على رجال الاقتصاد والنافذين. وهذا يشمل رؤساء الحكومة الأمريكية ذو الجذور غير اليهودية.
وأكبر دليل على ذلك سلوك بعض الرؤساء بعد انتهاء فترة حكمهم في البيت الأبيض. عندها يظهرون عداوتهم المباشرة ضد العرب ثم يصبحون فيما بعد أصدقاء لهم.
من الأسماء الشهيرة التي تأثرت الى حد بعيد بالدعاية الرؤساء الأمريكيين "هاريسون" و "ويلسون" و "روزفلت" و "ترومان" وغيرهم من الرؤساء ورجال السياسة مثل "ويليام بليكتن" و "جون روكفلر" و "رسل سيج".
قام السياسيون ورجال الدولة الأمريكان بدعم الصهيونية والفكر الصهيوني ، وقد جاء هذا ثمرة لتغلغل الأفكار والقيم الصهيونية في عمق المجتمع الأمريكي.
وحتى نتمكن من تقييم أبعاد هذا التأثير على عالمنا العربي علينا أن نتذكر نتائج الاستبيانات التي تمت قبل قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. جاء في تلك الاستبيانات بأن ما معدله %72 من المواطنين يوافقون على الهجرة غير المحدودة لليهود على الأراضي العربية. أما 8% من الذين وجهت إليهم الأسئلة كانوا يعارضون تلك الهجرة بالكامل. وهناك 20% ليس لهم رأي بهذا الخصوص 105 .
قامت المنظمات الصهيونية من أجل تحقيق أهدافها الى تأسيس منظمات غير يهودية تتكون بشكل أساسي من المتعاطفين مع المنظمات الصهيونية. الهدف الأساسي من هذا الإجراء تجنيد الرأي العام الأمريكي لصالح الصهيونية العالمية والعمل لدعم الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين. ومن أهم تلك المنظمات.
_ اتحاد المنظمات الأمريكية. وهي تتكون من المتعاطفين مع فلسطين برئاسة القاضي الأمريكي تشارلز. إي. رسل. وقد تأسست عام 1930 .
_ اللجنة الأمريكية – الفلسطينية. تأسست عام 1932 حيث أشرف وساهم في تأسيسها نواب في البرلمان الأمريكي.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !