ان رأي أي انسان في اي قضية لايمكن ان يكون افضل من نوع المعلومات التي تقدمها اليه في شأنها،اعط اي انسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه سيظل معرضأ للخطأ في رآيه ربما لبعض الوقت ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده الي الابد................
احجب المعلومات الصحيحة عن أي انسان او قدمها اليه مشوهة او ناقصة اومحشوة بالدعاية والزييف –بذلك تدمر كل جهاز تفكيره ونزلت به ألي مادون مستوي الانسان.
ارثر سالزبورج
مؤسس جريدة نيويورك تايمز
(الاراء الكاذبة كالعملة المزيفة التي يصكها مجرمون عتاة ثم يتدوالها اناس شرفاء وتستمر علي ايديهم الجريمة دون ان يعلموا ماذا يفعلون)جوزيف دي ميستر
أن الصحة بنت الحياة الكريمة والحق ابن التفكير السليم ، اقوال سهلة عند الكلام صعبة وعسيرة عند التطبيق،وقد سممت الدعاية الموجهة عقول الكثير وتأرجحت الحقيقة بين الناس، اصبحت الحقيقة شئ هلامي فيفقد الانسان القدرة علي تحديد اي حقيقة لانها تخضع لعوامل كثيرة من اهم هذه العوامل الدعاية، فهي تسلب عقول البسطاء وتؤثر علي انصاف المتعلمين والمثقفين وتلعب دور هام في تشكيل الرأي العام.
وعلم النفس الحديث يعترف بدور كبير للعواطف والانفعالات في السلوك الانساني والتأثيرعلي قرارته وقناعاته الفكرية والسياسية ،يحدث في كثير من ألاحيان بأن مفكرين متساويين في القدرات الفكرية والذهنية وينقسمون بين المعسكرات الفكرية والسياسية المختلفة بين مؤيدآ ومعارضآ لنفس الحدث، وتزداد الخصومات بينهم ، حتي أن عالم الرآى يزخر بالحروب كما تزخربه السياسة .
فعندما تستعرض وسائل الاعلام المختلفةأحدي القضايا السياسية،الدينية،الاجتماعية تجدها تتناول الموضوع من وجهة نظراحدي القوي السياسية وتأخذ علي عاتقها الدعاية ومحاولة اجتذاب الرآي العام فتؤثر بالسلب علي البعض وبالايجاب علي البعض الاخرويتم ايصال النتائج المختلفةاليهم بطرق مختلفة، والرآي العام يصل الي هذه النتائج بطرق كثيرة، ولا يصلون بطريق واحد الي نفس النتيجة ،فكل انسان له منظور فكري معين ، البعض من منظور شخصي ، البعض الاخر من منظور عاطقي ، البعض الاخر من منظور اخلاقي مما يجعل كل اختصام حالة قائمة بذاتها تتوقف علي طبيعة الموقف وتقسيره وتأويله والسياسة التي تكمن وراء هذه الفضابا ، وفي هذا البحث ندرس قضية من اهم قضايا العصر وهي قضية الارهاب وارهاب الاصوليين والعنف الذي تحاول وسائل الاعلام الغربية بوجه عام والامريكية بوجه خاص ، ان تنسبه الي الاسلام والمسلمين، بعد سقوط المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي فكان لابد بوجود عدو اخر لتتمكن الالة الغربية والامريكية من تجييش الرآى العام ومحاولة ايقاف الوحدة الكاملة ل اوربا ، وسوف تكون دراستنا في عدة اجزاء الجزاء الاول سوف نتحدث عن الدعاية الامريكية والدعاية الاسلامية وتأثيرها في الرآى العام مع استعراض لرب الخليج الاولي وما يسمي بتحرير الكويت وتناول الاعلام قبل واثناء وبعد الحرب ونتائجها، وقد صدر لي باللغة البلغارية اربع كتب في هذا المجال .
1- حقائق وأكاذيب الدعاية الأمريكية والدعاية الاسلامية
2-الارهاب الدولي ووجه امريكا القذر
3- امبرطورية الشر او التاريخ الاسود الامريكي
4- 11 سبتمبر بين الحقيقة والخيال
حقائق وأكاذيب
الإسلام والدعاية الأمريكية
مقدمة:_
لقد كانت االامم تعتمد علي مرتكزات اساسية هي مناط وجودها وبقائها،ولابد للأمم من هذه المرتكزات الرئيسية كعوامل تعتمد عليها،واسس ثابتة متكاملة ،في تاريخها القديم والحديث ،فٍاذا هدمت مرتكزات أمة وحطمت حقائقها من قبل فكر مدروس وتحليل علمي وثائقي سليم ، ظهرت عوامل الضعف لدي هذه الامة .وحينما كان الانسان في كل بقاع الارض الا القليل منهم يتخبط في ظلمات الجهل والهمجية ، ويعيش في ظل القوانين البدائية اسوة بغيره من المخلوقات لاهم له الا اشباع نهم غرائزه الحيوانية. كان اجدادنا يتقدمون بخطي ثابتة نحو التطور والرقي وانار العالم من حوله، وبفضل الموقع الجغرافي الذي كان الجسر الكبيرالذي يربط العالم كله ونقل اليهم ومنهم كل جديد واصبحنا رواد نقل الافكاروالعلم للبلاد المحيطة بهم. ولاا ن الحضارات تتميز عبر تطوروها وتواترها بديناميكية حادة للغاية.
ففي الماضي البعيد كانت التغيرات بطيئة وتتحقق خلال مئات السنين والعقود الطويلة , لكن الأحداث خلال العصر الحديث تتوالى بكثافة وتكاد تختزل إلى اشهر وأسابيع بل وخلال أيام معدودة. كلنا يعلم بان الحروب في الماضي كانت تستغرق ثلاثون عاما وأحيانا تتجاوز المائة عام . بينما لاحظنا بان الحرب المصرية الإسرائيلية وكذلك حرب الخليج العربي لم تستغرق سوى بضعة أيام معدودة. بالتالي فان عامل الزمن غير ثابت في الوقت الحالي . وليس من الممكن التنبؤ بتفاعلات عامل الزمن, وما ينبثق عنه من أحداث حتى ولو استخدمنا أجهزة رصد دقيقة . هناك دائما تفاوت في التوقعات . وذلك في حدوده الدنيا والى مستويات كونية .
لكل هذا فان محاولات وضع تعاريف للقضايا العالمية في الوقت الحاضر غير قادر على إيجاد تنبؤات وملخصات شاملة .فأن صمويل هنتنغن يتوقع في المستقبل حتمية نشوء صراعا للحضارات، ويحول الايهام ان الحضارة الغربية وما وصلت اليه من تطور سوف تصطدم بالاسلام متناسيا ان الحضارة الغربية استمدت كل بريقها مما انتهي اليه اجدادنا(1) في الوقت ذاته فان ريتشارد كوبيتشينسكي يصر على القول بأننا نواجه وضعية خاصة ولا يستطيع البشر في بعض الأحيان إدراك ما صنعت أيديهم كل هذا يمثل تحديات كبيرة للتاريخ .
مأساة المعاصرة ان لا أحد يشعر بالسعادة و مأساتنا الذاتية مستمرة , مع فارق بسيط ان لا أحد يعير ذلك انتباها وإذا كان ذلك ضمن برنامج شخصي محض فما هو مصير الإنسانية في المستقبل ؟ حسب تصور كوبيتشينسكي(2) إذا عدنا للوراء عشرون عاما فإننا نجد المفاهيم مغايرة لذلك العالم لا يضمحل بل يتوسع , كما تتوسع المجرات ، التسلط الأمريكي ومواقف هذه الدولة الديناميكية في تطورها وكذلك تخلف المجتمعات ذات العمق التاريخي , عوامل ستتحدد التوجهات العالمية فيما بعد ، ومع مرور الوقت تزداد القناعة بان مأساة أوروبا قد تكون وراثية و مشاكلها العرقية والعقائدية تكاد تستعصي على الحلول المطروحة ،تعتبر المناطق التي تعاني من هذه المشاكل المستعصية في العالم قليلة ومحدودة و تتمثل مهمة السياسيون وعلماء الإجتماع وجميع رجالات الدولة في الحوار والتحليل والتنبؤ فيما يخص تطور هذه القضايا المصيرية حتى نتمكن في نهاية المطاف من السيطرة على التبعات وإيجاد العلاج الناجح. لهذه الغاية لا يمكنهم الرجوع دوما لحدسهم ولتجربتهم الذاتية والى عدد محدود من المستشارين والخبراء لكن من الضروري مراقبة ردود الفعل لدى التكتلات البشرية المختلفة على كافة أشكالها وألوانها . توضع الثوابت وفقا لمعايير مختلفة لكي نتجاوز العنصر الذاتي والتأثير العاطفي وكذلك المصلحة الشخصية وبعبارة أخرى فان مركز التقاء جميع القضايا المهمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والديني والثقافي والروحاني هو ما يسمى "الرأي العام" وفي الماضي كانوا يسمون هذا المصطلح " صوت الشعب " وكما هو متعارف عليه في هذه البلاد " صوت شعبي_صوت مقدس" لقد ورد في محاضرات اليزابيث نوءيل _نويمان المفصلة وتحت عنوان "لولب الصمت" : الرأي العام _قشرتنا الاجتماعية : (جزء من كتاب متكامل) تطرقت السيدة اليزابيث للموضوع الذي يهمنا في هذه الدراسة وصوبت الأنظار إلى اهمية "الرأي العام" هذا موضوع شائك وصعب للغاية لدرجة أن العالم الأمريكي هوارد تشايلدز نشر خلال عام 1965 ما يقارب 50 تعريفا للرأي العام وهي تعاريف مشهورة ضمن صفحات الثقافة المختصة و الغريب في هذا الأمر انه وبالرغم من تهميش أو التحفظ على هذه الظاهرة فان الغالبية يرون ضرورة العودة إليها كميزان لتصحيح وتحديد الحقيقة وذلك في القضايا المستعصية ، وهي كثيرة ومتعددة وتتناول معظم مجالات العلوم والسياسة وفي كافة مجالات العلوم الانسانية.
كل المركبتين لهذا المصطلح , ونقصد بذلك "الرأي" من ناحية و"العام" من ناحية أخرى تخضعان للمناقشة والتحليل و ليس من مهمتنا هنا التعمق في دراسة إشكالية هذا المصطلح , ولكننا نهدف لإيجاد تعريف عام وشامل دون استجداء اتفاق عالمي للمصطلح و الرأي العام يتميز بداية " بالعلنية " و يتم تعميمه ونشره ومناقشته وتأويله بما في ذلك إضافة عوامل انتقائية أو عفوية وفقا للحالة الراهنة و أحيانا يكون متحركا وديناميكيا , وأحيانا أخرى يكون ثابتا وراسخا وذلك وفقا للوضعية التي تتطلب ثباته أو انحرافه بعض الشيء.
هذه الظاهرة تحمل الكثير من المفاهيم القديمة _ موروثة أو مستحدثة ، وهي غالبا ما تكون أقوى من الدوافع والعوامل المنطقية ، وبكلمات أخرى فان الرأي العام يتعامل مع ما يسمى " الوعي اليومي الروتيني " وهو ليس ملتزما "القاعدة المنطقية" , لكنه يعتمد على عفوية ردود فعل المجتمع ،ولهذا فان الرأي العام خاضع للتأثير لأنه وفي جوهره لا يعتمد المنهج العلمي والمصالح والأفكار , بقدر التيار العاطفي اللاإرادي و الالتحام الشامل يخلق وضعية جديدة "الهيجان الجماعي".وكذلك فان الاهتمام منقطع النظير بظواهر محدودة وشخصيات معينة قابلة للتأثير والتأقلم مع الوضعية الجديدة . الرأي العام عادة يتمحور في الاستحسان ,الإدانة , اللامبالاة , الانحياز وفقدان ردود الفعل ، كل هذا لا يعتبر صفات جزئية للرأي العام بقدر إطلاق الأحكام بعدم وجوده في دائرة الفعل .
عبارة "الرأي العام الساكن" وهي متناقضة مع عبارة "الخشب الحديدي" لان الخصائص الحقيقية للرأي العام هي الحركة الدائمة , النشاط الدؤوب , الديناميكية وردود الفعل ,وليس الاستكانة , الفتور واللامبالاة .
بعد ان قامت اليزابيث نويمان بدراسة مستفيضة عن جذور وتاريخ ظهور عبارة " صوت الشعب – صوت مقدس" توصلت الى نتيجة تفيد بان أول من استخدم العبارة التي تهمنا وذلك في نهاية القرن السابع عشر هو الكاتب الألماني فيلاند ولكي نكون اكثر دقة في طرحنا فان الكاتب استخدم العبارة في صيغة أدبية "حوارية " ونذكر منها عمله الذي يحمل عنوان "من اجل الرأي العام " / 1794/ سنورد هنا النص الشهير والذي وضع بداية لهذه الظاهرة المهمة لمستقبل التاريخ ، من خلال شخصيتان في ذلك العمل الأدبي يتحاوران كالتالي
اغبرغ: كل صيغة للوعي تمتلك قوة القانون ولهذا ليس من الضروري تحويلها وعلى الفور لرأي عام .
سينيبالد: أليس من الأفضل لو أنها انتحلت قوة القانون , وستنجح في ذلك بلا شك إذا ما تقمصت رأي الأغلبية .
اغبرغ: سيتضح هذا خلال القرن التاسع عشر،
في محاولة لدراسة هذا الحوار الشهير كتب لوثر بوغر : كيف سيتم التعامل ما بين الوعي والرأي العام خلال القرن التاسع ، لندع القرن العشرين حسم هذا الجدال ، كاتبة هذه الدراسة تطرح سؤالا مهما " هل سنترك أحداث اليوم لحسمها خلال القرن الحادي والعشرين" ؟
في نهاية المطاف فإننا نختزل الجدل الدائم والشبيه بالنقاش الذي لا ينتهي في تعريف الثقافة بالموافقة على التعريف التالي : -
"الرأي العام – مجموعة أفكار وطريقة حياة وتصرفات يقوم بها الشخص ويعبر من خلالها عن نفسه أمام المجتمع , إذا كان لا يرغب بالعزلة في المجتمع فيما يخص القضايا العالقة أو القابلة للتغيير وكذلك بؤر العنف والاضطرابات الجديدة ".
المهم في هذا الموضوع إمكانية إيجاد براهين باستخدام طرق المراقبة والاستبيانات التمثيلية .
هناك سمة أخرى لهذا التعريف تمكننا من العمل التجريبي حتى نتمكن من مراجعة أحكامنا .
الرأي العام هو توافق بين الناس , الذين ينتمون لطبقة اجتماعية معنية و أما بخصوص فعالية قضية ذات قيمة لدى تلك الطبقة ، فهذا يستدعي تحجيمه و على الأقل بتسوية ما في الوسط الاجتماعي المنظور وذلك فبما يخص تصرفات الفرد من ناحية وكذلك السلطة الحاكمة تحت التهديد بالعقوبات والعزلة أو فقدان المركز في المجتمع (3)
يقدم الباحث البلغاري البروفيسور مينتشو دراغانوف آراء ، حلولا وقضايا مشوقة فيما يخص الرأي العام وذلك في دراسته الطليعية مقارنة بظروف الماضي(4) ويقوم في تلك الدراسة بتحليل الإحداثيات الاجتماعية للرأي العام ، و ملاحظات حول خصوصية هذه الظاهرة وكذلك بعض معضلات التنظيم وفقا لقياساته
عند استعراضنا للظاهرة المشروطة والمعقدة التي يهمنا تركيبها ، جدليتها وفعاليتها فان البروفيسور دراغانوف يستنتج نسبية استقلالها بخصوص مركبات تلك الظاهرة ، وحسب ما جاء على لسانه فان مركباتها كالتالي أولا : قدرتها على الصمود وحتى بعد ان يغير الشخص المعني رأيه
ثانيا: الرأي العام يمكن ادراكه من المشاركين المختلفين من حملته كعلاقة عامة للقضية المطروحة و المشاركون انفسهم يدركون بان الرأي قد خرج عن سيطرتهم ، وبالنسبة اليهم فانه يقابل كشيء متكامل ، كشيء عام ، وكل منهم يشعر بانه يقف ضد قوة لا تخصه
ثالثا: المركب الواسع من عوامل الوعي الفردي يبدأ بالتطور ثم يتغير حسب قوانينه الخاصة
هناك دراسة علمية أخرى مشوقة وممتعة للغاية مسخرة لدراسة هذه الظاهرة ،
وقد قام بوضعها بوريس تشاكالوف وتحمل عنوانا " دراسة ديناميكية الرأي العام " /سبتمبر 1988 / الظاهرة التي تهمنا حسب ما جاء في تلك الدراسة هي " نوع خاص من المعلومات ذو خاصية اجتماعية "(5) ويتناول القضية ضمن مجال الاتصالات الأكثر شمولا وهو يمثل عملية الأعلام المتبادل وتوقع النشاط المشترك والمتبادل من قبل الطرفين _ المستقبلة للأعلام والمصدرة له و أهمية الأعلام بأنها تلعب دورا حاسما ، مفهومها العام ، الفهم الواحد للحالة المعنية .
يخصص الكاتبان ميخائيل كونتشيف و آستريد تسيبفيل بابا كاملا عن " الرأي العام والمجتمع الدولي " وذلك في كتابهم الذي يحمل عنوانا " مدخل في علم الاتصالات والأعلام " وهنا نواجه مجددا محاولات عدّة لتوضيح تلك المصطلحات ، ابتداء" بنوويل نويمان " إصرارها على تلك الفقر ة" / 1971 / وحتى مواقف ايتيل دي سولا بول حيث يقول بان الرأي العام يعني ثلاثة مفاهيم :
1_ التعبير العلني عن الآراء
2_ الآراء تعبر عن قضايا ذات أهمية اجتماعية
3_ يجب ان يشمل الرأي العام طبقة واسعة من المجتمع وهذا ما يجب علينا ان نأخذه بعين الاعتبار عند دراسته وهنا "ان يكون لك رأيا في أمر ما " ليس بالضرورة " ان تعرف شيئا عنه ضمن مصطلح الرأي العام نفهم مكون قياسي متطور ذو خصائص ثابتة وغير متغير وعملية اجتماعية مرتبطة بمواضيع محددة ، لها علاقة مباشرة بالزمن أو بأشخاص معينين و نتائج البحث ممتعة للغاية وتشير الى أن " التفاعل المتبادل ما بين السياسة والرأي العام في المجتمعات المعاصرة متعددة التوجهات يمكن ان يوصف على انه ليس فقط رأي عام متواجد ويفرض تأثيره على سلوك السياسيين ، ولكن التخوف من ردود فعل ممكنة للرأي العام تؤثر بالتالي على القرارات السياسية ، يقدم هذا الطرح الذريعة لهلموت شيلسكي للإشارة إلى تتابع سيطرة وسائل الإعلام في الأوضاع الحديثة " الصيغة القديمة تلحق التتابع : النية – التوظيف – التأثير – الإعلام .
أما الصيغة الجديدة فتسير كالتالي : النية – الإعلام – التأثير – التوظيف ، اعتمادا على الآراء والأفكار والتقييمات السابقة ، نجد بان القرن الواحد والعشرين إضافة للقرن العشرين و ما يزال الحوار جار بخصوص حقيقة وتركيب وأهمية الرأي العام ولكن هناك أمر ثابت ولا يقبل النقاش لا أهميته المتزايدة وذلك نتيجة حتمية القدرات الكبيرة لوسائل الأعلام ودقتها المتزايدة ونظامها الخبير في تجنيد الرأي العام .
يصبح من الصعوبة في مكان الإظهار الدقيق للحقيقة العملية متبوعا بتقديمها، لنحاول إفراد أو تمييز الرأي العام عن الحقائق الواقعية الممكنة والثابتة وذلك فيما يتعلق بمقتل جون وروبرت كينيدي ومقتل الأميرة ديانا هذا عدا تأويلات حرب الخليج العربي )( الفارسي) والتي ستكون محورا أساسيا في رسالتنا نحن لا نرغب إيجاز الرأي العام لعلاقاته النسبية ولا نماثله بالخصائص المزاجية الذهان أو قابلية بعض القوميات ولنكن من ناحية أخرى لا نستطيع تجاهلها حين تقييمنا الشامل له هدفنا من هذا البحث الكشف والدفاع عن وجهة نظر العالم العربي المجهولة بعض الشيء فيما يتعلق بالنزاع حول مصالحه وتلك التي تخص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، بالرغم من الجهود الدبلوماسية وبعض الإنجازات في تحقيق الأمن والسلم في منطقتنا الجغرافية ما تزال العلاقات بين الطرفين متوترة للغاية ، مما يؤدي الى خلق تيارات متطرفة ذات آثار خطيرة على العالم ، بالرغم من ان بلغاريا دائما ما تكون متسامحة مع قضايانا ، وتقوم بمتابعة مستمرة لرصد الأحداث ونشرها على الملأ وذلك فيما يتعلق بالعالم العربي ، فإننا لا نتوقع لدى البلغار وعيا متكاملا ووضوح في الرؤية الموضوعية للوضع الحقيقي في المنطقة وذلك يعود لمصادر وسائل الإعلام والصحافة والدراسات المتخصصة وهي نادرة للغاية ، وتبقى بعيدة عن متناول الأيدي بالرغم من ذلك .
لا يسعني حقيقة ملأ هذا الفراغ بهذا العمل المتواضع ، والذي يعتبر في نهاية المطاف أكاديميا ولكني بذلت جهدي للدفاع عن تطلعاتنا ووجهات نظرنا بخصوص العلاقات العربية الأمريكية على مستوى المظاهر الإعلامية ،امريكا و الغرب يمتلكون وسائل تأثير كبيرة وذات أبعاد دولية بينما نحن لا نستطيع التحكم بهذا الكم الهائل من المعلومات ، فعلى الأقل يبقى عائق اللغة قائما ولا يمكننا الاعتماد على هذه المعلومات المتوفرة بين يدينا.
الولايات المتحدة كدولة متفوقة في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا قادرة على ترويج طريقة الحياة الأمريكية إعلاميا ، مما يدفع الملايين بمجاراة هذا النهج .
لكن هذا لا يخلو من معارضة واضحة لدى الدول النامية فهذه الدول تعارض الأمركة وتدعو للإبقاء على عاداتها وتقاليدها وانفرادها كقوميات صغيرة ،و هذا يصب في إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية .
سنعالج في هذه الدراسة ظاهرتين من أهم ظواهر القرن العشرين.
اولا؛- " الإرهاب المتطرف والعنف " هذا ما تنعت به وسائل الإعلام الغربية والأمريكية الإسلام والمسلمين
الحدث الآخر هو الحرب في الخليج ، وبعبارة أخرى الحرب بين العراق والكويت ، وبهذا الخصوص ينقسم العالم العربي الى مجموعتين المجموعة الأولى تدعم العراق وتعادي الكويت
والمجموعة الثانية تناهض العراق داعمة دولة الكويت ، هذه الدراسة ليست رسمية فحسب ولكنها على الصعيد الوطني تكاد تصنف في إطار العائلة الواحدة .
احتلال العراق والسيطرة علي خيراته.
عبر هذه الدراسة سنبحث الدعاية الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين ، وبعد ذلك سنعالج الدعاية الإسلامية ونهجها ووسائلها ، محاولين قدر الإمكان اختصار المادة المستخدمة الكبيرة حتى لا ندخل في تفاصيل مملة ، بالرغم من ضرورة هذه الدراسة حتى نتمكن من الغوص في خفايا العلاقات العربية الأمريكية ، أدرك بان الدفاع عن وجهة نظري في بلغاريا وفي اوربا قد يخلق نوعا من الضيق والتشاؤم في بلغارياواوربا ضمن الأوضاع السياسية المعاصرة ، من جهة أخرى فأنني أعول على علاقاتنا التقليدية ولمعرفتي الوطيدة بهذه القضية من طرفيها العربي والأمريكي ، مما لا يترك مجالا للشك في العمق والبعد العلمي لهذه الدراسة .
بالرغم من إكمال دراستي للصحافة في جامعة صوفيا وأعيش مع عائلتي في بلغاريا ، لكني أبقى مع ذلك متمسك بمبادئي وتصرفاتي وديانتي وكرامتي الإنسانية وارتبطي بوطني الام وبمصر بلدي .
أتمنى عبر هذا العمل أن أوضح الوضعية المعقدة والدراماتيكية في العلاقة ما بين العالمين العربي والغرب عامة وخاصة أمريكا ، وفي نهاية المطاف قد نتوصل الى نتيجة حكيمة للتفاهم ما بين العالمين ، ونحن على حافة ألفية جديدة حسب التقويم الغربي ، نحن نشعر بان ما نعايشه نفق قدري ما بين المرحلتين ، ونتمنى أن تتمكن الأجيال القادمة من بلوغ عالم لا يعترف بالدعاية ، عالم يتوق للحقيقة والخير والمحبة الإنسانية .
التعليقات (0)