ماذا لو أراد الواحد منا ترجمة مدوّنته إلى اللغة الفرنسية أو الإنجليزية على سبيل التغيير ، ولكي يتفتح أكثر على الثقافات الأخرى ، بُغية إستكشاف قدرات أفرادها التفاعلية ، ومدى إهتمامهم بالقراءة مقارنة بنا نحن العرب ؟! ..
الأكيد أن الشرائح الغربية التي تقرأ ما يكتبه مدونوها أكبر بكثير من الشرائح العربية التي تقرأ مقتطفات من مقالات مدونيها ، هذا لمن كان محظوظا من المدونين .. القضية ليست قضية تقدير كما يعتقد الكثيرين ، رغم ما يملكه كل إنسانٍ من حق في البحث عن التقدير ، لكننا لن نركز على هذه النقطة ! ..
فنحن متخلفون لدرجة أننا لانكلّف أنفسنا عناء الوقوف أمام إنجازات مُبدعينا ، ليشعروا بأهمية ما يقومون به ، فكيف بتحليل مضامين أعمالهم ونقدها ، وكذا توجيههم وتسديد خُطاهم ؟! ..
نحن متأخرون جدا في اللطم على وجوهنا لأننا لم نُطور أنفسنا لتكلف الأمم الأخرى نفسها عناء تعلم لغتنا العربية للنهل مما عندنا من علوم وحضارة .. ولأننا هوينا من علٍ وتخطفتنا تلك الأمم ، تتجاذبنا كفريسة لاتصلح إلا للأكل ، ولاشيء غير الإستهلاك ؟!
ما الضرر إذن في أن نترجم أعمالنا المتواضعة إلى لغاتٍ أخرى لايزال أهلها يقرؤون ، ولازالوا يقدّرون الجهود ، ويعرفون قيمة الكلمة ؟! .. وما الضرر في أن ننقل مشاعرنا العربية إلى أجواءٍ لن تشعر فيها ـ يقينا ـ بالغربة أكثر من غربتها في ديارها العربية ؟!
حتى إن الكلمة الطيبة ، والمشاعر الصادقة ، لاتعرف حدودا لأنها موجّهة إلى كامل الإنسانية وبجميع لغاتها ! .
التعليقات (0)