مواضيع اليوم

مسيرة باريس النكراء

Riyad .

2015-01-14 05:26:14

0

مسيرة باريس النكراء

بعد الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية ضجت العاصمة باريس وتعاضم ضجيجها بعد أن أعلنت السلطات الفرنسية تنظيم مسيرة خارجة عن المألوف ومشاركة رؤساء دول ووفود بتلك المسيرة  ذات الأبعاد السياسية والبعيدة عن الأخلاق والتضامن الحقيقي !

الجريمة مستنكرة حتى وإن كانت ردة فعل على تطرف الصحيفة التي أبتعدت عن حرية التعبير وأقحمت نفسها في صراع كان ثمنة قيام متطرفون بإطلاق الرصاص على الصحيفة وعلى العاملين بها وإستثمار تلك الرسومات من قبل تنظيمات إرهابية لتوسيع رقعتها الإجرامية وضرب دول ومجتمعات بإسم ردة الفعل والإنتقام , مشاركة بعض رؤساء الدول والوفود بتلك المسيرة لا يخرج عن إطار الهزيمة النفسية , فالتضامن شيء والهزيمة النفسية شيء أخر , الإدانة كسلوك أخلاقي إنساني كانت كافية لإيصال الرسالة للشعب الفرنسي والسلطات الفرنسية ,لكن  المشاركة في تلك المسيرة دليل على الهزيمة النفسية والإ كيف نفسر إصطفاف رؤساء بجانب سفاح إسرائيل وإغماظ أعينهم عن جملة جرائم صنعتها فرنسا أبان الإستعمار وأبان ما سٌمي بالحرب على الإرهاب , ففرنسا شريك في صناعة الإرهاب واليوم تتباكي لأغراض إعلامية وسياسية بحته ؟

علمانية فرنسا صلبة وليست مرنة , العلمانية الصلبة لا تحترم الحريات ولا تدافع عن الحقوق بل تضرب الحريات وتختلق الصراعات لمصالح سياسية ودينية بحتة والإ لو كانت علمانية فرنسا مرنة لما سمحت للصحيفة بالإساءة ولأوقفت صدورها مراعاةً لمشاعر مواطنين مسلمين يقطنون فرنسا ويقدر عددهم بخمسة ملايين مسلم , فرنسا  أرادت بتلك المسيرة إرسال رسالة للعالم مفادها أن التطرف الإسلامي خطر يجب مكافحتة وتغاضت عن التطرف المسيحي واليهودي ونسيت تطرف أنظمة أوروبا تجاه قضايا العالم الإسلامي وقضايا الأقليات الإسلامية حول العالم ؟

فرنسا أستغلت  الحادث الإجرامي ووظفته توظيفاً سياسياً ودينياً متطرفاً وتلك هي العلمانية الصلبة  , لو أن فرنسا تحترم الحريات وتكافح التطرف لكافحت تطرف اليمين السياسي الفرنسي وما يرتبط به من أذرع إعلامية وسياسية وأدلوجية والذي يمارس الإرهاب المنظم تجاه مسلمي فرنسا ولكافحت تطرف دول ومنظمات مثلما تكافح مع حلفاءها تطرف من أقحم الدين الإسلامي في صراعات خاسرة وذات إنعكاسات سلبية على المسلمين كمجتمعات متعددة الأعراق والأوطان ؟

جريمة باريس الإرهابية صنعتها فرنسا بتغاضيها عن متطرفين يؤججون النعرات ويسيئون للمقدسات فهي تغض الطرف عن جرائم إسرائيل الدموية وجرائم بشار والتنظيمات المتعددة بالعراق وسوريا لكنها  تكافح الإرهاب وفق سياسة المصالح فقط وتلك حالة أوروبية أمريكية خاصة , الصحفي الفرنسي مارس الإرهاب لكن فرنسا المتحضرة  لم توقف إرهابه فجلدت الضحية بسوط الجلاد الذي صنع الإرهاب بعبارات ورسومات متطرفة , على فرنسا والدول الأوروبية وامريكا إعادة التفكير في حربها على الإرهاب فحرب فرنسا وغيرها موجهة لمكافحة تطرف بعض من يرفع شعار الإسلام  لكنها تتغاضى عن إرهاب دول وجماعات وأديان ليست على صلة بالإسلام وهنا يكون الكيل بمكيالين , الحرب على الإرهاب أهدافها سياسية بعيدة المدى و الهدف الأخير منها التضييق على المسلمين بإسم مكافحة تطرف بعض من باع دينة وأخلاقة بسوق الخيانة والجهل , مسيرة باريس كجريمة إستهداف الصحيفة نكراء ومستنكرة فهل يعي من شارك في مسيرة الهزيمة النفسية  ؟؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات