مواضيع اليوم

مسيرة العشرين من فبراير بين المصداقية والخيانة

أميمه الببلاوي

2011-02-23 17:26:52

0

 أفلت شمس مسيرة العشرين من فبراير في ساعات معدودة، وكان خروج مُناشدي الإصلاح والتغير يوم الأحد محتشما ليس في مستوى الحدث، وشهدت بعض المدن المغربية أعمال شغب وتخريب وسطو على ممتلكات الغير على أعين السلطات الأمنية بدون تدخل هذه الأخير لحفظ الأمن وحماية مرافق الدولة وأملاك المواطنين، بعد كل هذا وذاك يبقى السؤال مطروحا.. هل المخابرات المغربية لها يد في أعمال الشغب؟ هل الشباب المؤسس والمنظم لهذه المسيرة مسؤولين عن هذا الإنفلات الأمني؟ هل الشعب المغربي قاصر وليس مؤهلا بعد للمطالبة بحقوقه وخوض مثل هكذا مظاهرات..؟ أسئلة عدة يُستعصى الإجابة عنها نظرا لتضارب الحقائق وغياب المصداقية

 

لقد لعبت الحكومة المغربية دورا فعالا في تمويه الرأي العام الدولي بتقديمها للمغرب عبر الإعلام كالبلد الفاضل وذلك بإخفاء ديكتاتورية النظام بقناع ديمقراطي حيث سمحت للمتظاهرين بالخروج والتعبير عن مطالبهم ورفع الشعارات التي تحلو لهم بدون أي تحفظ وكرست كل مصالحها لنقل هذا الحدث عالميا كي لا يختلط الشك باليقين ويُقال أن المغرب بلد ديكتاتوري تُنتهك فيه حرية التعبير وحقوق الإنسان، ويبدو أن النظام المغربي إستوعب الدرس التونسي المصري جيدا وٱستفاد من أخطائهم وٱستيقن أن الضغط يُولد الإنفجار خصوصا أمام عدسات الإعلام الدولي فعمد بدوره إلى خطة الإستقطاب والتأطير فكان ما يصبوا إليه... حيث قام بزرع الموالين له في الجماهر المتظاهرة ودعا الأحزاب السياسية إلى المشاركة والتحكم بقيادة المسيرة هنا تبخرت مطالب المواطن المغربي البسيط بين مصداقية المسيرة وخيانة منظميها...؟

 

اليوم بالذات الشعب المغربي ليس بالقاصر ولا يحتاج لوِصاية أو من يُمثله في المطالبة بحقوقه المهم الرسالة وصلت وعلى النظام المغربي أن يفهمها جيدا ويدرس أبعادها ويعمل على تنفيذ هذه المطالب على أرض الواقع في أسرع وقت وإلا مصير البلاد لا يكون أحسن من نظرائه..؟ مطالب معقولة يحلم بها أي مواطن على إختلاف ثقافاته وميولاته السياسية، الشعب يريد ملكية على الطريقة الإنجليزية والإسبانية...؟، الشعب يريد تغير الدستور الذي يراه ظالما في خدمة المصالح الخاصة ولا تخدم فصوله المواطنين المغاربة، الشعب يريد إصلاحات قضائية و سياسية ومحاربة الطبقيات الفاسية والبنانية وغيرهم مع محاكمة أعلام الفساد المغربي.. بإختصار يُريد إحقاق العدالة الإجتماعية، لكن هذه المطالب وقعها على من يهمهم الأمر كالسيف المهند، لذا قامت المخابرات بإيعاز من جهات (...) بزرع الفتنة بين المتظاهرين وتجنيد زنادقة ومجرمين وعساكر بزي مدني غرض التخريب والسطو على أملاك الغير في بعض المدن كالحسيمة، فاس، كلميم، طنجة ووجدة من أجل إدانة المواطنين ويحق عليهم قول الحسن الثاني بوصفه للمغاربة ب(الأوباش)..؟

 

الإختطافات والإعتقالات الغير قانونية أوساط الشباب المغربي الحر لازالت قائمة على قدم وساق ولحد كتابة هذه السطور كل المشاركين أو المشتبه فيهم المشاركة في المسيرة الذين طالتهم أيادي المخابرات القذرة مجهولي المصير بالنسبة لعائلاتهم وذويهم..؟ ربما حن المخزن المغربي إلى الثمانينات وأيام (الخنشة) والكاب واحد وأيام إدريس البصري..؟ ولربما تجاهل أن المغرب اليوم يتطلع إلى السمو الديمقراطي الحقوقي بعيدا عن أي وصاية ملكية أو حكومية أو....؟ المغاربة رُشداء يعرفون حقوقهم كما يحترمون واجباتهم .. فٱعلم أيها النظام أن الضغط يُولد الإنفجار وأن هدوء الشعب المغرب اليوم هو عاصفة الغد..؟   

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !